
من الذين حفظوا عن آل البيت عليهم السلام مواريثَ النبوّة في صحائفهم وكتبهم: الشيخ أبو الحسين سعيد بن عبد الله، المشهور بـ «قطب الدين الراونديّ»، قُدّس سرُّه؛ فإنّه أودَعَ في سِفْره القيِّم هذا (الخرائج والجرائح) لُمَعاً من الروايات في معجزات النبيّ والأئمّة صلّى الله عليه وعليهم أجمعين، وفي أعلامهم ودلائلهم؛ ليكون هذا بصائرَ للناس، ولِيستيقنَ الذين أُوتُوا العِلم بما يتفكّرون في آيات الله تبارك وتعالى، وليؤمنوا بالغَيب وأنّ الله مُجْرٍ آياتهِ على يد أوليائه عليهم السلام بالمعجزات الباهرات.
سببُ التأليف
قال الشيخ قطب الدين الراوندي مبيّناً سبب تأليف هذا الكتاب: «ما أخبر اللهُ تعالى عن محمّدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم مِن: شَقّ القمر، والإسراء إلى بيت المَقْدِس، والمعراج... وما نقله عنه المسلمون من الآيات والدلائل والمعجزات.. كلُّ ذلك قد شُوهد وعليه الإجماع. وكذلك ما رواه الشيعة الإماميّة خاصّةً في معجزات أئمّتهم المعصومين عليهم السلام، صحيحٌ؛ لإجماعهم عليه، وإجماعُهم حُجّة.. وقد جمعتُ - بعون الله سبحانه - في ذلك جملةً لا توجَد في كتابٍ واحد؛ ليستأنس بها الناظرون، وينتفعَ بها المؤمنون، وسمّيتُه بــ(الخرائج والجرائح)».
في معنى الإعجاز
صرّح القرآنُ الكريم بأسماء بعض مَن اصطفاهُم الله تعالى وأيّدهم، ووَهَبهم الإذن بأمورٍ إعجازيّة، واقتضت الحكمة الإلهيّة أن يَخصّ كلَّ واحدٍ من رُسله وأوصيائه في مختلف العصور بآياتٍ باهرة، ومعجزاتٍ ظاهرة، تناسب العصر والقوم والمقتضى.
وبما أنّ الإسلام رسالةٌ إلهيّة، ودعوةٌ دينيّة غيبّية، فهي تحتاج إلى البراهين القاطعة والحُجج البالغة، تأتي مرّةً بالمنطق العلميّ الحكيم، والدليل العقليّ السليم، ومرّةً بالتجربة الناطقة، وأخرى بالمعجزة البيّنة؛ لئلاّ يكونَ للناسِ على الله حُجّةٌ بعد الرُّسُل، ولِيهلِكَ مَن هلَكَ عن بيّنة، ويَحيى مَن حَيَّ عن بيّنة. وطالما قطعت المعجزات بعد الرُّسل ألسنةَ التشكيك والتضليل، وثبّتت الإيمان في قلوب طلاّب الحقائق.. وقد جرى هذا على أيدي أئمّة الحقّ والهدى مِن أوصياء رسول الله صلّى الله عليه وآله، وقد جمعَتْ شيئاً منه كتبُ المعاجز والكرامات، منها هذا المؤلَّف النافع: (الخرائج والجرائح).
بين يدَي الكتاب
(الخرائج والجرائح) سِفرٌ جليل، يُعَدّ مِن أعظم كُتب المعجزات ودلائل النبوّة والإمامة، والتي انتهتْ إلينا من مفاخر علمائنا الأقدمين، ترتيباً وتنقيحاً وتوثيقاً وإحكاماً وإحاطةً، مُنْبِئاً عن سَعة اطّلاع مؤلفه الراونديّ ودرايته العميقة، متميّزاً عن غيره من المؤلّفات باستطاعتِه التوفيقَ بين: المعجزات، والدلائل، والمسائل الكلاميّة الواردة عليها.
وكان للقطب الراونديّ رحمه الله أُسلوبُه المتميّز في صياغة روايات كتابه هذا، وطريقة عرضها، جامعاً بين: الاختصار غير المُخِلّ مِن جهة، والدّقةِ والأمانة في نقل مقاصد الرواية من جهةٍ أُخرى.
وقد جمع في هذا المؤلَّف القيّم خمسةَ مختصرات؛ هي:
1) كتاب نوادر المعجزات؛ وهو الباب السادس عشر من (الخرائج والجرائح).
2) كتاب الموازاة بين معجزات نبيّنا صلّى الله عليه وآله ومعجزات الأنبياء عليهم السلام؛ وهو الباب السابع عشر منه.
3) كتاب أُمّ المعجزات، وهو القرآن المجيد؛ وقد شغل تمام الباب الثامن عشر.
4) كتاب الفَرق بين الحِيَل والمعجزات؛ وهو الباب التاسع عشر.
5) كتاب علامات ومراتب نبيّنا صلّى الله عليه وآله وأوصيائه عليهم السلام؛ وهو الباب العشرون من (الخرائج والجرائح).
وجهُ التسمية
أمّا سرّ تسمية الكتاب هذا ووجهُ ذلك، فقد ذكره المؤلّف نفسه قائلاً: «وسَمّيتُه بـ(الخرائج والجرائح)؛ لأنّ معجزاتهم التي خرجَتْ على أيديهم مُصَحِّحةٌ لدعاويهم؛ لأنّها تكسب المُدّعي - ومَن ظهَرَت على يده - صدقَ قوله».
ثمّ، جَرَح واجترح: قام بعمل، وجمعُ الجَرح جَرائح.. قال تعالى: ﴿.. وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ..﴾ (الأنعام:60)؛ أي ما عَمِلتم واكتسبتُم، ولعلّ المراد بـ«الجرائح» هنا ما قام به المعصومون من الفعل الإعجازيّ.
النقل عن كتاب الخرائج
يُعتبر (الخرائج والجرائح) من عيون كتب تراث أهل البيت عليهم السلام، وقد أصبح المرجعَ لكثيرٍ من الروايات والأحاديث التي أودَعَها المؤلّفون في كُتبهم بعده لدى بحثهم أو تصنيفهم حول معجزات النبيّ والأئمّة صلواتُ الله عليه وعليهم، وحول دلائل النبوّة والإمامة.
ومِمّن اعتمد على هذا الكتاب مِن علماء الشيعة:
* الإربليّ في (كشف الغمّة في معرفة الأئمّة).
* والشيخ زين الدين النباطي في (الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم).
* والشيخ الحرّ العاملي في (إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات)، و(وسائل الشيعة)...
ومن علماء السنّة: ابن الصبّاغ المالكي في كتابه (الفصول المهمّة في معرفة أحوال الأئمّة)، والشيخ سليمان القُندوزي الحنفي في (ينابيع المودّة لذوي القُربى)، وغيرهما.
معنى (خشع) في القرآن الكريم
الشيخ حسن المصطفوي
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ..} لا تدلُّ على تزكية أحد (1)
الشيخ محمد صنقور
القلب يفكر مع العقل
عدنان الحاجي
مناجاة الذاكرين (3): آنسنا بالذّكر الخفيّ
الشيخ محمد مصباح يزدي
العزة والذلة في القرآن الكريم
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
ماذا نعرف عن القدرات العظيمة للّغة العربية؟
السيد عباس نور الدين
لا تبذل المجهود!
عبدالعزيز آل زايد
كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ
الفيض الكاشاني
كيف تعامل أمير المؤمنين (ع) مع التاريخ في مجال تعليمه السياسي؟ (3)
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
ضحكات المطر
حبيب المعاتيق
السيّدة الزهراء: صلوات سدرة المنتهى
حسين حسن آل جامع
أيقونة في ذرى العرش
فريد عبد الله النمر
سأحمل للإنسان لهفته
عبدالله طاهر المعيبد
خارطةُ الحَنين
ناجي حرابة
هدهدة الأمّ في أذن الزّلزال
أحمد الرويعي
وقف الزّمان
حسين آل سهوان
سجود القيد في محراب العشق
أسمهان آل تراب
رَجْعٌ على جدار القصر
أحمد الماجد
خذني
علي النمر
فريق بحث ينشر اكتشافًا رائدًا لتخليق الميثان
معنى (خشع) في القرآن الكريم
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ..} لا تدلُّ على تزكية أحد (1)
التواصل الاجتماعي في حياتنا المعاصرة
القلب يفكر مع العقل
مناجاة الذاكرين (3): آنسنا بالذّكر الخفيّ
اختتام النّسخة الخامسة والعشرين من حملة التّبرّع بالدّم (ومن أحياها) بسيهات
كتاب جديد يوثّق تكريم الدّكتور علي الدّرورة في القطيف
العزة والذلة في القرآن الكريم
معنى (عيّ) في القرآن الكريم