مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ محمد باقر الأيرواني
عن الكاتب :
الشيخ محمد باقر الأيرواني، فقيه وأصولي، ولد عام (1949 م) أستاذ كبير في البحث الخارج وله الكثير من المؤلّفات.

الإمام المهدي (ع) بين التواتر وحساب الاحتمال (4)

العامل الخامس

 

إن قضية السفراء الأربعة وخروج التوقيعات بواسطتهم قضيته واضحة في تاريخ الشيعة، ولم يشكك فيها أحد من زمان الكليني الذي عاصر سفراء الغيبة الصغرى ووالد الشيخ الصدوق علي بن الحسين وإلى يومنا، إنه لم يشكك أحد من الشيعة في جلالة هؤلاء السفراء ولم يحتمل كذبهم، وهم أربعة:

 

الأول: عثمان بن سعيد أبو عمرو، وكان عثمان بن سعيد السمان يبيع السمن في الزقاق، وكانت الشيعة توصل له الكتب والأموال فيضعها في الزقاق، حتى يخفي القضية ثم يوصلها إلى الإمام، وكان هذا وكيلًا عن الإمام الهادي وعن الإمام العسكري وبعد ذلك عن الإمام الحجة صلوات الله عليهم.

 

الثاني: محمد بن عثمان بن سعيد. الثالث: الحسين بن روح. الرابع: علي بن محمد السمري. هؤلاء أربعة سفراء أجلة، خرجت على أيديهم توقيعات - استفتاءات - كثيرة، نجد جملة منها في كمال الدين، وفي كتاب الغيبة، وكتب أخرى.

 

إن هذه السفارة والسفراء الذين ما يحتمل في حقهم الكذب، وخروج هذه التوقيعات الكثيرة بواسطتهم هو نفسه قرينة قوية على صحة هذه الفكرة، أي: فكرة ولادة الإمام المهدي، وعلى أنه غائب صلوات الله وسلامه عليه.

 

العامل السادس

 

تصرف السلطة، فإن تاريخ الإمامية وغيرهم ينقل أن المعتمد العباسي بمجرد أن وصل إلى سمعه أنه ولد للإمام مولود أرسل شرطته إلى دار الإمام وأخذوا جميع نساء الإمام واعتقلوهن حتى يلاحظوا الولادة ممن؟ طبيعي بعض التاريخ ينقل أن القضية كلها كانت بإرشاد جعفر عم الإمام المهدي، وهذا غير مهم، فإن نفس تصرف السلطة قرينة واضحة على أن مسألة الولادة ثابتة، وإلا فهذا التصرف لا داعي إليه.

 

العامل السابع

 

إن كلمات المؤرخين وأصحاب التاريخ والنسب من غير الشيعة واضحة في ولادة الإمام المهدي، منهم: ابن خلكان قال: أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري، ثاني عشر الأئمة الاثني عشر على اعتقاد الإمامية، المعروف بالحجة، كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين.

 

والذهبي قال: وأما ابنه محمد بن الحسن الذي تدعوه الرافضة القائم الخلف الحجة، فولد سنة ثمان وخمسين، وقيل: سنة ست وخمسين. وابن حجر الهيتمي قال: ولم يخلف - يعني الإمام العسكري – غير ولده أبي القاسم محمد الحجة، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين. وخير الدين الزركلي قال: ولد في سامراء، ومات أبوه وله من العمر خمس سنين. إلى غير ذلك من كلمات المؤرخين العامة، وهي تشكل قرينة على صحة هذه القضية.

 

العامل الثامن

 

تباني الشيعة واتفاقهم من زمان الكليني ووالد الشيخ الصدوق وإلى يومنا هذا على فكرة الإمام المهدي (عليه السلام) وغيبته، وفي كل طبقات الشيعة لم نجد من شكك في ولادة الإمام وفي غيبته، وهذا من أصول الشيعة وأصول مذهبهم.

 

حساب الاحتمال

 

هذه عوامل ثمانية لنشوء اليقين، ونحن إمّا أن نسلّم بكثرة الأخبار وتواترها ووضوح دلالتها على الغيبة، ومعه فلا يمكن لأحد أن يجتهد في مقابلها، لأنه اجتهاد في مقابل النص.

 

أو لا نسلم التواتر، ولكن بضميمة سائر العوامل إلى هذه الأخبار - التي منها: تباني الشيعة، وكلمات المؤرخين، ووضوح فكرة الإمام المهدي وولادته بين طبقات الشيعة من ذلك التاريخ السابق، وتصرف السلطة، ومسألة السفارة والتوقيعات، وغير ذلك من العوامل – يحصل اليقين بحقانية القضية.

 

إذن نحن بين أمرين: إما التواتر، على تقدير التسليم بكثرة الأخبار وتواترها. أو اليقين، من خلال ضم القرائن على طريقة حساب الاحتمال.

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد