واقتصد يا بنيّ في مشيتك، واقتصد في عبادتك، وعليك فيها بالأمر الدّائم الّذي تطيقه، والزم الصّمت تسل ، وقدّم لنفسك تغنم، وتعلّم الخير تعلم، وكن للّه ذاكرًا على كلّ حال، وارحم من أهلك الصّغير، ووقّر منهم الكبير، ولا تأكل طعامًا حتّى تتصدّق منه قبل أكله، وعليك بالصّوم فإنّه زكاة البدن، وجنّة لأهله، وجاهد نفسك، واحذر جليسك، واجتنب عدوّك، وعليك بمجالس الذّكر، وأكثر من الدّعاء فإنّي لم آلك يا بنيّ نصحًا، وهذا فراق بيني وبينك.
وقد أجهد نفسه وأرهقها إرهاقًا شديدًا على الإفطار على خبز الشعير وجريش الملح، وكان لا يزيد في طعامه على ثلاث لقم، كما كان ينفق لياليه ساهرًا في العبادة والتضرّع إلى الله تعالى في أن ينقذه من ذلك المجتمع الذي جحد حقّه وتنكّر لقيمه، وزاد في وجيبه وشوقه إلى ملاقاة الله تعالى ما عاناه من العصيان والتمرّد من جيشه الذي مزّقته الأهواء
تُعدّ غزوة بدر من أشدّ الغزوات التي خاضها النبيّ (صلى الله عليه وآله) وأعظمها من حيث الظروف الزمنيّة، وميزان القوى، ومستوى المعدّات الحربيّة التي كانت عند المسلمين. ذلك أنّ الهدف الأوّل من التحرّك – وهو التحرّش بقافلة قريش والسيطرة عليها – وما تلاه من حرب غير متكافئة يدلاّن على أهميّة المعركة ودورها المصيريّ الحاسم.
إنّ يوم بدر هو يوم مشهود من أيام الله العظيمة، وقد أسماه القرآن بيوم الفرقان، (يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ) وتسميته بيوم الفرقان فيها دلالة عظيمة عن أنّه كان يوماً فاصلاً بين الحق والباطل، ولهذا فمعركة بدر هي من المعارك الخالدة التي تركت بصماتها على مسيرة الدعوة الإسلامية ومستقبل الرسالة..
أيها الناس: إنكم لو التمستم بين المشرق والمغرب رجلاً جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأبوه وصيُّ رسول الله، لم تجدوا غيري وغير أخي، فاتقوا الله ولا تضلوا بعد البيان، وكيف بكم وأنى ذلك لكم؟ ألا وإني قد بايعت هذا، وأشار بيده إلى معاوية، وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين.
ومن عظيم هيبته وسمو مكانته في نفوس المسلمين أنه ما اجتاز مع أخيه على ركب في حال سفرهما إلى بيت اللّه الحرام ماشيين إلا ترجل ذلك الركب تعظيمًا واكبارًا لهما، حتى ثقل المشي على جماهير الحجاج فكلموا سعد بن أبي وقاص في ذلك فبادر إلى الإمام وقال له: «يا أبا محمد، إن المشي قد ثقل على الحجاج لأنهم إذا رأواكما لم تطب نفوسهم بالركوب، فلو ركبتما رحمة لهم..»
وكذلك الحال بالنسبة إلى العلم، فإنهم (عليهم السلام) ما فتئوا يؤكدون على أنهم هم ورثة علم رسول الله صلى عليه وآله، وعندهم الجفر، والجامعة، وغير ذلك.. وقد رأينا أن الإمام علياً (عليه السلام) يهتم في إثبات صفة علم الإمامة للإمام الحسن (عليه السلام) منذ طفولته.. حتى ليصبح اطلاعه على تلك العلوم، التي لم ينل الآخرون منها شيئاً دليلاً على إمامته عليه آلاف التحية والسلام..
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: لو ابتغيتم بين جابلق وجابرس رجلاً جده نبي غيري وغير أخي لم تجدوه! وإنا قد أعطينا معاوية بيعتنا ورأينا أن حقن الدماء خير. (وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) وأشار بيده إلى معاوية! فغضب معاوية فخطب بعده خطبة عيية فاحشة ثم نزل وقال: ما أردت بقولك فتنة لكم ومتاع؟ قال: أردت بها ما أراد الله به).
إن الإمام الحسن (ع) هو الفرد الأول في خصائصه العقلية والخلقية، لأنه نشأ في بيت الوحي، وتربى في مدرسة التوحي ، وشاهد جده الرسول (ص) الذي هو أكمل إنسان ضمه هذا الوجود، يقيم في كل فترة من الزمن صروحًا للعدل، ويشيد دعائم الفضيلة والكمال، قد وسع الناس بأخلاقه، وجمعهم على كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة، فتأثر السبط بذلك، وانطلق يسلك خطى جده في نصح الناس وإرشادهم
ولم يقتصر نشر العلم والمعرفة على خصوص أيام إمامته بل كان في أيام أبيه أيضًا يتصدى لذلك بتوجيه من أبيه المرتضى عليه السلام، لبيان فضله وعلمه، وللإشارة إليه بالإمامة من بعده، فقد رأينا في سيرة الإمام أمير المؤمنين ذلك مرارًا، فمنها: ما رواه الشيخ الكليني في الكافي بسنده عن أبي هاشم الجعفري عن الإمام الجواد عليه السلام؛
لـمّا انتشر الإسلام في الجزيرة العربية، ودخل الناس في الإسلام زرافاتٍ ووحدانًا، لم يجد اليهود والنصارى الموجودون فيها محيصاً إلّا الاستسلام؛ فدخلوا فيه متظاهرين به، غير معتقدين غالباً إلّا من شملتهم العناية الإلهية منهم وكانوا قليلين، ولكن الأغلبية الساحقة منهم خصوصاً الأحبار والرهبان بقوا على ما كانوا عليه من العقائد السابقة.
ولسبقها إلى الإسلام وحسن المعروف جزاها اللّه سبحانه فبعث جبرئيل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وهو بغار حراء وقال له: اقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشّرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب؛ فقالت: هو السلام ومنه السلام وعلى جبرئيل السلام، وعليك يا رسول اللّه السلام ورحمة اللّه وبركاته
عدنان الحاجي
الشيخ محمد صنقور
السيد عادل العلوي
الشيخ فوزي آل سيف
السيد عباس نور الدين
محمود حيدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
السيد عبد الحسين دستغيب
الشيخ جعفر السبحاني
أحمد الرّويعي
عبدالله طاهر المعيبد
حبيب المعاتيق
حسين آل سهوان
أحمد الرويعي
أسمهان آل تراب
حسين حسن آل جامع
أحمد الماجد
فريد عبد الله النمر
علي النمر
زهراء الشوكان
الآنَ أتّخذُ القصيدةَ معبرا
كتاب: جهاد الإمام السجّاد عليه السلام
هل غلي الماء في الغلّاية أكثر من مرّة مضرّ بالصّحّة؟
مرض الإمام زين العابدين (ع) في كربلاء
ماذا حقّق الإمام زين العابدين عليه السّلام من البكاء؟
يزيد حين تنصّل من جريمته
تجاذبات أدبيّة وثقافيّة للأستاذ علي عساكر مع الكاتبينِ محمّد المبارك وحسن البطران
العمل الحسيني: الشّهر المعظّم، فرقة حماة الصّلاة
دور التّضحية في التّقدّم الحضاري
تطوّر دماغ الطفل ونموّه بحاجة إلى نوم كافٍ