رسول الحسين إلى أشراف البصرة هو أول من استُشهد في طريق نهضة الحسين (ع) فقد ذكر عدد من المؤرِّخين أنَّ الإمام الحسين (ع) بعث برسولٍ له إلى رؤوس الأخماس وأشراف البصرة، فكان منهم مالك بن مسمع البكري، والأحنف بن قيس والمنذر بن الجارود، ومسعود بن عمرو، وقيس بن الهيثم، وعمرو بن عبيد الله بن معمر، فكانت رسالته إليهم نسخة واحدة
وهاتان الروايتان موافقتان، من حيث العدد، لرواية الطبري (5 / 468 - 469)، فقد عد الشهداء تسعة عشر رجلاً منهم (مسلم بن عقيل) ومنهم: أبو بكر بن علي بن أبي طالب. وقال عنه: (شك في قتله) فيكون الباقي عند الطبري، وهم من ثبت عنده استشهادهم في كربلا، سبعة عشر رجلاً، ويكون بذلك متفقًا مع الزيارة والشيخ المفيد.
تتحدث الروايات هنا عن أن مقاتلي بني أمية بعدما أحاطوا بشريعة الفرات وجعلوا عليها حراساً يمنعون من يأتي إليها من الاستقاء وحيث أن الماء قد نفد من مخيم الإمام الحسين عليه السلام فقد أخذ العباس بن علي بن أبي طالب عددًا من بني هاشم وأنصارهم وجاؤوا إلى النهر لكي يملؤوا قربهم وأوعيتهم ولما لم يسمحوا لهم بذلك هاجموا الفرقة المكلفة بالحراسة وأزالوها عن موقعها وملأوا الأوعية والقرب.
عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) قال: ذكرنا خروج الحسين (عليه السّلام) وتخلّف ابن الحنيفة فقال أبو عبد اللّه (عليه السّلام): يا حمزة إنّي سأخبرك بحديث لا تسأل عنه بعد مجلسك هذا؛ إنّ الحسين (عليه السّلام) لـمّا فصل متوجّها دعا بقرطاس و كتب فيه: بسم اللّه الرحمن الرحيم من الحسين بن عليّ بن أبي طالب إلى بني هاشم؛ أمّا بعد فإنّه من لحق بي منكم استشهد ومن تخلّف لم يبلغ مبلغ الفتح والسلام.
في هذه الأيام كانت أعداد المقاتلين الأمويين تترادف في الوصول إلى كربلاء، ونفترض أن حبيباً بن مظاهر الأسدي رضوان الله عليه قد وصل في هذه الأيام، ولعله في اليوم الرابع أو الخامس، ولما يتمتع به من وجاهة وموقع تاريخي في الولاء لأهل البيت عليهم السلام فقد أخذ موقعه المتميز حتى أنه في يوم العاشر أعطي راية من الرايات.
ولقد كانت هذه الحركة من الإمام عليه السلام بالاستهانة بعبيد الله بن زياد أمضى من سنان يمزق قلبه، ذلك أن ابن زياد قد تعود من العبيد الذين هم حوله أن يسارعوا إلى إرادته بدون أن يأمرهم، فإذا بالحسين عليه السلام لا يراه مستحقاً حتى لجواب من سطرين، لقد هشم شخصيته كلوح زجاج تناثر على الأرض، ولا ريب أن هذه الحادثة وأمثالها من الدوافع الشخصية والنفسية كانت تحرك ابن زياد في هذه المرحلة وما بعدها بشكل أكبر من سائر الدوافع، وقد استغل شمر بن ذي الجوشن هذه الجهة عنده لكي يسجر تنور الغضب
من الطبيعي أن يشار إلى رأس النظام السياسي آنئذ وهو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وكان عمره حين ارتكب جريمة قتل الإمام عليه السلام 35 سنة، إذ من المعروف أنه ولد سنة 26 هـ وعاش في طفولته ضمن أجواء وبيئة أمه المسيحية ميسون بنت بجدل الكلبية، وبالرغم من أن قبيلتها كانت تنتمي إلى الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، ويفترض أن الأرثوذكس متعصبون لعقائدهم إلا أنه يظهر من بعض القرائن أن يزيد نشأ في طفولته وشبابه بعيداً عن حالة الالتزام الأخلاقي والديني
ولعل من أعظم المؤشرات دلالة على ذلك أيضًا أن عبيد الله بن زياد حين أراد إلقاء القبض على مسلم بن عقيل بعد فشل حركته في الكوفة اختار الجنود الذين أرسلهم لهذه المهمة من عرب الشمال، من قيس، ولم يكن فيهم أحد من عرب الجنوب، من اليمن، على الإطلاق، وإن كان قد جعل عليهم قائدًا من اليمن، هو عبد الرحمن بن الأشعث.
ثم إن الطبسي قد نقل عن أسرار الشهادة حادثة تتضمن حديث زهير بن القين مع أبي الفضل العباس، وقد أخذ الراية له من عبد اللّه بن جعفر بن عقيل وسلمها للعباس وحدثه بحديث عن خطبة أمه أم البنين لأبيه أمير المؤمنين بواسطة عقيل بن أبي طالب وأنه قد انتخب وأعد لمثل هذا اليوم، ليستفيد منها في بيان اطلاع زهير على خصوصيات البيت العلوي، وهذا ما لا يكون في أصحاب الاتجاه الأموي.
وإذن فنحن أمام نوعية من الشخصيات تمثل النخبة الواعية للإسلام في المجتمع الإسلامي في ذلك الحين، وهي تستمد تفردها وتفوقها من فضائلها الشخصية ومن وعيها الإسلامي والتزامها بمواقفها المبدئية، على خلاف الزعماء القبليين التقليديين الذين يستمدون قوتهم من الاعتبارات القبلية المحضة. وإن كانت هذه النخبة الواعية تضم رجالاً كثيرين جمعوا إلى فضائلهم ووعيهم الإسلامي ولاء قبائلهم لأشخاصهم.
غزو مكة
الشيخ محمد صنقور
(لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ)
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
معنى (سلق) في القرآن الكريم
الشيخ حسن المصطفوي
ما بعد فلسفة الدين…ميتافيزيقا بَعدية (1)
محمود حيدر
التّوحيد والمحبّة
السيد عبد الحسين دستغيب
من هي السيدة فاطمة عليها السلام؟
الشيخ شفيق جرادي
كيف يخاف النبي موسى عليه السلام من اهتزاز العصا؟!
السيد جعفر مرتضى
العالم كما نراه... وتأثير هذه الرؤية على نفوسنا
السيد عباس نور الدين
شكل القرآن الكريم (4)
الدكتور محمد حسين علي الصغير
الأدوية المعنويّة والأدوية المادّيّة
الشيخ علي رضا بناهيان
السيدة الزهراء: حزن بامتداد النّبوّات
حسين حسن آل جامع
اطمئنان
حبيب المعاتيق
أيقونة في ذرى العرش
فريد عبد الله النمر
سأحمل للإنسان لهفته
عبدالله طاهر المعيبد
خارطةُ الحَنين
ناجي حرابة
هدهدة الأمّ في أذن الزّلزال
أحمد الرويعي
وقف الزّمان
حسين آل سهوان
سجود القيد في محراب العشق
أسمهان آل تراب
رَجْعٌ على جدار القصر
أحمد الماجد
خذني
علي النمر
الشباب والرجوع إلى الدين
غزو مكة
(لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ)
معنى (سلق) في القرآن الكريم
عندما يصبح الهاتف أذكى منك: تصورات نفسية واجتماعية لمرحلة ما بعد AGI
ما بعد فلسفة الدين…ميتافيزيقا بَعدية (1)
(أخلاق ومبادئ الطّلاق) محاضرة للشّيخ صالح آل إبراهيم
التّوحيد والمحبّة
علاج جديد ومبتكر يقتل خلايا السرطان بأمان باستخدام الضوء
حقّانية المثنّى كمبدأ أنطولوجي (8)