لقاءات

محمّد المصلّي: للألوان رموز ومدلولات في قضيّة التّضحية والفداء

يعدّ الفنّ التّشكيليّ جزءًا من تراث المجتمع، يقدّم القيم التي تعكسها قناعات الفنّان التّشكيليّ ومبادئه، ويعمل على تعزيز قيم الجمال والإبداع، وتعميق مشاعر الاعتزاز والفخر، لا سيّما إذا كان هذا الفن يتحدّث عن واقعة الطّفّ، التي كانت مصدر إلهام للكثير من الفنّانين، فالفنّ التّشكيليّ يخاطب كلّ العقول واللّغات والحضارات. حول هذا الموضوع كان لنا هذا الحوار مع الباحث في الفنون والتّراث، الفنّان التّشكيليّ محمّد المصلّي.

 

حاورته: *نسرين نجم*

 

أنتم من روّاد الفنّ التّشكيليّ، بداية دعنا نتحدّث عن أهميّة هذا الفنّ في حياة الإنسان، وكيف يمكن أن يعزّز الجانب الجمالي لديه؟

(للفنّ أهميّة قصوى لو يعي المجتمع الدّور المعرفيّ والإنسانيّ لهذا الإبداع والتّخلّق بمفهوم الجمال، فضلًا عن الّتعامل مع تقنيات الفنون عمومًا).

 

هل تؤمنون بأنّ الفنّ التّشكيليّ يولد كما يولد الشّعر والكتابة، أي من رحم التّجارب الحياتيّة؟

(الفن ملَكة ككلّ إبداع ثقافيّ ومعرفيّ، يخصّ الله بتفضّله على بعض النّاس، والتّجارب تصقل هذه الملكة بالممارسة والعطاء المستمرّ بهذه النّعمة الفيّاضة).

 

كيف يمكن استثمار الفنّ التّشكيليّ من أجل إيصال رسائل ثقافيّة فكريّة دينيّة هادفة؟ وما هي الرّسائل التي قدّمتموها في هذا المجال؟ وهل أتت أكلها؟

(لابدّ من استثمار الفنّ بكلّ الوسائل المتاحة، لإيصال رسائل ثقافيّة فكريّة دينيّة هادفة، وإلا لكان الفنّ فقط للتّرفيه أو للسّياحة أو للتّجارة.

 هناك بعض التّجارب المتواضعة لأعمال قدّمتها على مدى عدّة عقود في المعارض الحسينيّة، ومحاضرة (الفنون الحسينيّة) قدّمتها في منتدى الثّلاثاء، وفي المعرض الحسينيّ بمسجد الخضر، وفي مجلة المعين، إضافة إلى بعض الكلمات التي ألقيتها في بعض الأمسيات والمنتديات، وبعض اللّقاءات في شهر محرم).

 

لديكم بحث حول الألوان في القرآن الكريم، إلى أي حدّ تخترق الألوان الرّوح الإنسانيّة، لتعزّز قوّة الإيمان ويتمسّك الفرد أكثر بالأصالة؟

(بحث "الألوان في القرآن" هو حصيلة مجموعة محاضرات قدّمتها في مجلس البتول القرآنيّ، وفي العراق، وفي مصر وغيرها، واكتشفت فوائد من تلك البحوث والحوارات والنقاشات وخاصة مع من لا يؤمن بالله.

 وبالتأكيد للألوان قيمة فيّاضة لمن يتأمّل فيها، تعطيه نواحي إيجابيّة في مواقف حياته الذّاتيّة، وتجعله يتمسّك بأصالته وتراثه الرّوحيّ الغنيّ).

 

بالحديث عن الفنّ التّشكيليّ لواقعة الطّفّ، والمدرسة السّرياليّة الميتافيزيقيّة بالألوان المائيّة، هل تعبّر هذه المدرسة بالألوان عن التّضحية والفداء؟ وهل يمكن أن يكون الفنّ التّشكيليّ مساحة للفهم المعرفيّ لواقعة الطّفّ فضلًا عن العاطفيّ؟

(الألوان في حد ذاتها لها مدلولات ورموز لا حصر لها، تعبّر عن مقدرة الفنّان في انفعالاته ومفاهيمه وابتكاراته الفنّيّة في قضية التّضحية والفداء، سواء بالمدرسة السريالية أو غيرها من المدارس الحديثة أو الكلاسيكيّة التّقليدية، إن كان تقنيًّا بالألوان المائية أو الزيتية أو غيرها.

 وبالتالي هناك عدة مساحات للفهم المعرفي، وكذلك للتأثير العاطفيّ، حيث يدور فهم القدرة الإبداعية للفنان).

 

ما هي أهمّ المعوّقات والتّحدّيات التي تواجه الفنّان التّشكيلي؟ وهل استخدامتم الفنّ لتأريخ الذّكريات والأمكنة وأرشفتها؟

(كل بيئة ثقافيّة وخاصّة التّطبيقيّة منها لها تحدّيات ومعوّقات، والمجتمع المتحضّر والفنّان الدّؤوب الذي يبحث عن كلّ إمكانات متاحة، ينحت الصّخر ويجدّد أدواته بالاتّكال على الله، ويستطيع أن يتوصّل ولو إلى ما يرضي ضميره، من أجل الدّين والوطن والمجتمع.

لذا يقدّم الفنّان أطروحات لاستخدام الفنّ في التّاريخ، وتوثيق الذّكريات المهمّة في نواحي بيئته ومناطق مجتمعه، ولي تجربة أيام الكورونا، إذ رسمت ١٢ لوحة لا يوجد لها صور عن ذكرياتي، ومناطق في جزيرة تاروت، وعرضتها في معرضي "جزيرة تاروت إلهام ومسيرة").

 

ما هي نصائحكم لمن يرغب بالدّخول في هذا العالم من فئة الشباب؟

(هناك أمور قدّمتها في عدّة محاضرات ألقيتها في عدّة دول عن الفنون التّشكيليّة وتقنياتها أوجزها بما يلي:

1- الرّغبة الصادقة للفنّ كتعبير للرّؤى البصريّة.

2- أن يتعلّم الدّروس النّظرية والعمليّة، ليكون فنانًا مثقّفًا

3- أن يعمل قربة إلى الله ولدينه ومجتمعه، لا للشّهرة والتملّق والصّعود على أكتاف الآخرين.

  وأخيرًا أتمنّى من الشّباب التّوفيق والنّجاح والعمل بجدّ واجتهاد).

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد