متابعات

معلومات الكاتب :

الاسم :
حيدر حب الله
عن الكاتب :
ولد عام 1973م في مدينة صور بجنوب لبنان، درس المقدّمات والسطوح على مجموعة من الأساتذة المعروفين في مدينة صور (المدرسة الدينية). ثم سافر إلى الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانية لإكمال دراساته الحوزويّة العليا، فحضر أبحاث الخارج في الفقه والأصول عند كبار آيات الله والمرجعيات الدينية. عام 2002م، التحق بقسم دراسات الماجستير في علوم القرآن والحديث في كلّية أصول الدين في إيران، وحصل على درجة الماجستير، ثم أخذ ماجستير في علوم الشريعة (الفقه وأصول الفقه الإسلامي) من جامعة المصطفى العالميّة في إيران (الحوزة العلمية في قم). من مؤلفاته: علم الكلام المعاصر، قراءة تاريخية منهجيّة، فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حجية الحديث، إضاءات في الفكر والدين والاجتماع (خمسة أجزاء) ...

عاشوراء


حيدر حب الله
لو أراد الإنسان أن يقف مع نصوص وكلمات هذه الحادثة ووقائعها واقعةً واقعة وكلمةً كلمة، لأمكنه أن يستخرج عدداً كبيراً من المفاهيم العمليّة والبنائيّة التي تجعل حياتنا حسينيةً بالمعنى الأفضل، فالحسين يُقرأ جزءاً من كلّ، لا يمكن أن تقرأه بعيداً عن العقيدة والشريعة والقيم والمفاهيم، هو ليس حدثاً مستقلاً عن المنظومة الدينية والأخلاقيّة، بل هو جوهرها وخلاصتها، فلابدّ من التفتيش عنها فيه. 
لكنّني أشير في نهاية الكلام إلى نعمة الاجتماع والتواصل في عاشوراء، فهذه الحشود العظيمة التي تتلاقى كلّ يوم في المجالس والمراقد والحسينيات وفي كلّ مكان، هي بنفسها مظهر تواصل اجتماعي، كيف أستثمره؟ كيف يمكن لأهل البصيرة أن يستثمروا كلّ هذا الحشد الهائل للناس وكلّ هذا الاستعداد للسماع؟ 
من الصعب أن تجمع كلّ هذا العدد ليستمع في أيام معدودة، فكيف يمكنني أن أستفيد من هذا الاجتماع البشري مترامي الأطراف؟ إنّ عاشوراء فرصة لإيصال الرسائل، فلو يكون هناك مجلس عالمي أو وطني للخطباء الحسينيين أو غيرهم ممّن لهم نشاط في هذه الأيام، وتكون هناك خطط استراتيجية لتحديد الموضوعات والأولويات العامّة والمناطقيّة لتداولها، فستكون لدينا قدرة تأثير كبيرة جدّاً، لأنّ طاقة الاستماع عند الناس مضاعفة في هذه الأيّام. 
عندما يتحدّث المئات من الخطباء في هذا البلد أو ذاك عن مشاكل هذا البلد السياسية أو الاجتماعية أو الأخلاقية وتتنوّع طرائق بيانهم وأساليبهم، فسيكون لذلك وقعٌ كبير. 
إنّ عاشوراء تقدّم لي مجاناً مجموعة كبيرة من الناس أتت باختيارها إليّ لتستمع بأذن صاغية، فكيف لي أن أستغلّ هذه الآذان لإيصال رسائلي التوعوية؟ وكيف لي أن أنبّه في هذه الأيام على مشاكل محدّدة ودقيقة وبشكل جماعي متنوّع ومدروس؟ 
هذه فرصة تاريخيّة سنويّة توفّرها عاشوراء ويمكن الاستفادة منها أيضاً لتداول مشاكل الأمّة خلال العام كلّه.
نسأل الله تعالى لكلّ القيمين على هذه المجالس الكريمة ولكلّ الداعمين ولكلّ الخطباء والمشاركين التوفيق لإقامة عاشوراء ناصعة مهيبة، تساهم كلّ المساهمة في قيامة ديننا وإنساننا قيامةً صالحة في هذا الزمن العسير، والله الموفّق والمعين.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد