من المصطلحات التي يكثر تداولها في علم الكلام وغيره من العلوم مصطلحي الفطرة والغريزة، هل هما مصطلحان يشيران إلى مفهوم واحد أم أنّ بينهما تفاوتاً واختلافاً جوهرياً؟
الفطرة لغة كما جاء في «لسان العرب»: ابتداء الخلقة، كما قال ابن الأثير في قوله: كلّ مولود يولد على الفطرة، قال: الفَطرُ: الابتداء والاختراع، والفِطرة منه الحالة، والمعنى أنّه يولد على نوع من الجِبلّة والطبع المتهيِّئ لقبول الدين، فلو ترك عليها لاستمر على لزومها ولم يفارقها إلى غيرها، وإنّما يعدل عنه مَن يعدل لآفة من آفات البشر والتقليد. وقيل: معناه كلّ مولود يولد على معرفة اللَّه تعالى والإقرار به، فلا تجد أحداً إلّا وهو يقرّ بأنّ له صانعاً، وإن سمّاه بغير اسمه. «1».
وبعبارة أوضح: هي صفات الإنسان الطبيعية وغير المكتسبة، ولقد ورد هذا المعنى في القرآن الكريم أيضاً. «2».
وأمّا الغريزة في اللغة: فهي بمعنى الطبيعة والسجية. وبالرغم من أنّ كلا اللفظين يرجعان من جهة الأصل إلى معنى واحد، ولكن نجد في الأعم الأغلب تطلق «الأُمور الفطرية» على تلك السلسلة من الميول والرغبات المتعالية والسامية للإنسان مثلًا: فطرة التديّن، فطرة العدالة، وفطرة البحث والتنقيب، وغير ذلك من الميول العالية.
ويستعمل مصطلح «الغريزة» في ذلك النوع من الميول والرغبات الداخلية التي لا تتوفر على تلك الخصّيصة من السمو والتعالي. بل غالباً ما تكون ذات بُعد مشترك بين الإنسان والحيوان مثل «الميول الجنسية» و«حب النفس»، ومن هذا المنطلق نجد أنّ مصطلح الغريزة يطلق غالباً على الميول الحيوانية.
كذلك يمكن أن نفرق بين المصطلحين بطريقة أخرى وهي:
الغرائز: هي تلك السلسلة من الأمور الطبيعية التي تنبع من سجية الإنسان وذاته ولها خلفية «فيزياوية أو كيمياوية» كالغريزة الجنسية التي لها:
1 . خلفية فيزياوية: تتمثّل في الرحم والبويضة.
2 . خلفية كيمياوية: أي لها أثر كيمياوي خاص بها، من قبيل الترشّحات الهرمونية.
وأمّا الميول والرغبات التي لا تمتلك أيّ خلفية كيمياوية أو فيزياوية، كالميل إلى التديّن ومعرفة اللَّه والعدالة وحب النوع، فإنّ هذه الميول لا تمتلك أبداً أي خلفية من ذلك القبيل، ولا يكون لها عضو خاص في البدن يكون مظهراً لتحريك وتحفيز تلك الميول والإحساسات الداخلية، وكذلك لا يقترن تجلّي تلك الميول والرغبات بأيّ فعل أو انفعال كيمياوي. «3».
ــــــــــــــــــــــــ
(1). لسان العرب : 5 / 58 ، مادة «فطر».
(2) . انظر الروم : 30.
(3). منشور جاويد : 4 / 232 - 233 .
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ جعفر السبحاني
السيد محمد باقر الحكيم
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
السيد جعفر مرتضى
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
الشيخ محمد صنقور
الشيخ علي المشكيني
الشيخ حسين مظاهري
السيد محمد حسين الطهراني
عبد الوهّاب أبو زيد
ناجي حرابة
حسين حسن آل جامع
فريد عبد الله النمر
الشيخ علي الجشي
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
تحدّي القرآن بالإخبار عن الغيب
الفطرة والغريزة
نظرية أهل البيت (عليهم السلام) في فهم القرآن الكريم
وجود الإنسان والمنظومة الدقيقة
محاضرة للشّعلة بعنوان: ثلاث خطوات لجعل عامك الجديد أكثر نجاحًا
متى تحرّر سلمان الفارسيّ؟ (4)
العلاقة الزّوجيّة في ظلّ المجتمع، محاضرة لأنوار الفتيل في برّ سنابس
لماذا يدخل الإمام علي (ع) عنصر التاريخ في أحاديثه الوعظية؟
الإرادة الإلهيّة
في محاسبة النّفس ومراقبتها