تعتقد الشيعة - بنص من القرآن الكريم - حجية أقوال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في التفسير، وترى أن الصحابة والتابعين كبقية المسلمين لا حجية في أقوالهم إلا ما ثبت أنه حديث نبوي. وقد ثبت بطرق متواترة في حديث الثقلين أن أقوال العترة الطاهرة من أهل بيته عليهم السلام هي تالية لأقوال الرسول، فهي حجة أيضًا. ومن هنا أخذت الشيعة في التفسير بما أثر عن النبي وأهل بيته عليهم السلام، فكانت طبقات المفسرين منهم كما يلي:
(الطبقة الأولى):
الذين رووا التفسير عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة أهل البيت عليهم السلام وأدرجوا الأحاديث في مؤلفاتهم المتفرقة، كزرارة ومحمد بن مسلم ومعروف وجرير وأشباههم (1).
(الطبقة الثانية):
أوائل المؤلفين في التفسير، كفرات بن إبراهيم الكوفي وأبي حمزة الثمالي والعياشي وعلي بن إبراهيم القمي والنعماني (2).
وطريقة هؤلاء في تفاسيرهم تشبه طريقة طبقة من مفسري أهل السنة، فقد رووا الأحاديث المأثورة عن الطبقة الأولى وأدرجوها مسندة في مؤلفاتهم ولم يبدوا آراءهم الخاصة في الموضوع. ومن الواضح أن الزمن الذي كان يمكن الأخذ فيه عن الأئمة عليهم السلام كان طويلاً بلغ نحوًا من ثلاثمائة سنة، فكان من الطبيعي أن لا يضبط الترتيب الزمني لهاتين الطبقتين بصورة دقيقة، بل كانتا متداخلتين من الصعوبة بمكان التفريق الدقيق بينهما.
وقد قل عند أوائل مفسري الشيعة نقل أحاديث التفسير بشكل روايات مرسلة في تفاسيرهم، وكنموذج لنقل الأحاديث مروية بدون أسانيد نلفت الأنظار إلى تفسير العياشي الذي حذف بعض تلامذته أسانيده اختصارًا، فاشتهرت نسخة التلميذ المختصرة وحلت محل نسخة الأصل.
(الطبقة الثالثة):
أصحاب العلوم المختلفة، كالشريف الرضي في تفسيره الأدبي والشيخ الطوسي في تفسيره الكلامي المسمى بالتبيان والمولى صدر الدين الشيرازي في تفسيره الفلسفي والميبدي الكونابادي في تفسيره الصوفي والشيخ عبد علي الحويزي والسيد هاشم البحراني والفيض الكاشاني في تفاسيرهم نور الثقلين والبرهان والصافي (3). وهناك جماعة جمعوا في تفسيرهم بين العلوم المختلفة، ومنهم الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان الذي يبحث فيه عن اللغة والنحو والقراءة والكلام والحديث وغيرها (4).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) زرارة بن أعين ومحمد بن مسلم من فقهاء الشيعة وخواص أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام. معروف بن خربوذ وجرير من خواص أصحاب الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام.
(2) فرات بن إبراهيم الكوفي، صاحب التفسير المشهور، من مشائخ علي بن إبراهيم القمي (ريحانة الأدب). أبو حمزة الثمالي، من فقهاء الشيعة وخواص أصحاب الإمام السجاد والباقر عليهما السلام (الريحانة). العياشي، محمد بن مسعود الكوفي السمرقندي، من أعيان علماء الإمامية في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري (الريحانة). علي بن إبراهيم القمي، من مشائخ الحديث الشيعي في أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع الهجري. النعماني، محمد بن إبراهيم، من أعيان علماء الإمامية، وهو تلميذ ثقة الإسلام الكليني، كان في أوائل القرن الرابع الهجري (الريحانة ).
(3) الشريف الرضي، محمد بن الحسين الموسوي، من أجلاء فقهاء الإمامية أعلم أهل زمانه في الشعر والأدب، ومن تآليفه كتاب نهج البلاغة توفي سنة 404 أو 406 (ريحانة الأدب).
شيخ الطائفة، محمد بن الحسن الطوسي، من أعلام علماء الإمامية، من تأليفه التهذيب والاستبصار اللذين هما أصلان من الأصول الأربعة الحديثية عند الشيعة، توفي سنة 460 (الريحانة).
صدر المتأهلين، محمد بن إبراهيم الشيرازي، الفيلسوف المشهور، مؤلف كتاب أسرار الآيات ومجموعة تفاسير، توفي سنة 1050 (روضات الجنات).
المبيدي، السيد هاشم البحراني، صاحب تفسير البرهان في أربعة أجزاء كبار توفي سنة 1107 (الريحانة).
الفيض الكاشاني، المولى محمد محسن بن المرتضى، مؤلف كتاب الصافي والأصفى، توفي سنة 1091 (الريحانة).
الشيخ عبد علي الحويزي الشيرازي، مؤلف كتاب نور الثقلين في خمسة أجزاء، توفي سنة 1112 (الريحانة).
(4) أمين الإسلام، الفضل بن الحسن الطبرسي، من أعيان علماء الإمامية صاحب مجمع البيان في عشرة أجزاء، توفي سنة 548 (الريحانة).
الشيخ باقر القرشي
الشيخ محمد الريشهري
الشيخ محمد مصباح يزدي
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ محمد جواد مغنية
عدنان الحاجي
الشيخ جعفر السبحاني
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
السيد ابو القاسم الخوئي
محمود حيدر
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان