قرآنيات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ محمد مصباح يزدي
عن الكاتب :
فيلسوف إسلامي شيعي، ولد في مدينة يزد في إيران عام 1935 م، كان عضو مجلس خبراء القيادة، وهو مؤسس مؤسسة الإمام الخميني للتعليم والبحث العلمي، له مؤلفات و كتب عدیدة فی الفلسفة الإسلامیة والإلهیات والأخلاق والعقیدة الإسلامیة، توفي في الأول من شهر يناير عام 2021 م.

شروط نصرة المؤمنين في الحرب بوسائل غيبية كما ورد في القرآن (1)

ما هي الشروط التي وردت في القرآن الكريم حول نصرة المؤمنين في الحرب بوسائل غيبية، إذا التزم المؤمنون بها ونفذوها بتمامها في قتالهم مع الكفار، وحتمًا الباري تعالى سيعتني بهم عناية خاصة وسيجري على أيديهم النصر والفتح المبين، وفي ما يلي نتطرق لهذه الشروط والبحث عنها واحداً تلو الآخر:

 

١ـ حجم القدرة الإنسانية

 

الشرط الأول لنصرة المؤمنين أن يكون عند المؤمنين الذين يستعدون للجهاد العدد الكافي من العناصر البشرية والدماء الإنسانية، وأن يتوفر لديهم مقدار يعتدّ به من الجنود المدربين الماهرين، لأن العدد الكافي هو بكل الأحوال من أهم الشروط، وأولى الأركان الأساسية في القتال بوجه العدو، من هنا فمن الشروط التي يجب على المسلمين توفيرها عندما يقدمون على الحرب هي أن يزيدوا من عددهم إلى الحد الكافي والمقنع.

 

في بدايات البعثة للنبي (ص) كان عدد المسلمين في مكة قليلاً لم يبلغ حدًّا ومقداراً كافياً يمكنهم من محاربة العدو، من هنا كان النبي (ص) مأموراً بعدم البدء بالحرب والقتال، ورغم هذه الظروف التي يعيشها المسلمون إذ لم تزل قدرتهم متواضعة لمواجهة الأعداء، إلا أن بعض المسلمين وكما أشارت إلى ذلك الآية السابعة والسبعين من سورة النساء كانوا متحمسين للبدء بالقتال وتحدثوا بحرارة وقوة عن القتال، وكانوا عجولين في محاربة المشركين، لذلك اعترضوا على النبي والمسلمين عندما لم يصدر من النبي (ص) الإذن بالجهاد، فقالوا لماذا لا تقاتلون العدو وكيف تمنعونا من قتال المشركين؟!

 

أجل كان أمر الله ورسوله واضحاً في مثل تلك الظروف والأحوال التي كان يمر بها المسلمون، وهو الكف عن الدخول في نار الحرب، وبدلاً عن ذلك عليكم أن تهتموا ببناء ذواتكم وتهذيب أنفسكم، وانشغلوا بالصلاة ودفع الزكاة للفقراء والناس المحتاجين، فقد كانت مناداة هؤلاء بالحرب شعارات تتفاعل وتتحرك في نفوسهم فقط، فكانوا يسعون إلى إشعال نار الحرب، ولكن عندما توفرت الأرضية المناسبة للقتال ووجدت الشروط الاجتماعية الملائمة حينها أذن للنبي (ص) وللمسلمين بالجهاد في سبيل الله، عندما نزل الأمر منه تعالى بالقتال عند ذلك تجد هؤلاء الأفراد أنفسهم الذين كانت صيحاتهم تتعالى من قبل بالقتال والحرب، يتراجعون ويتقهقرون، حينما امتنعوا عن المشاركة في القتال، بل جاؤوا إلى النبي (ص) معترضين على أوامر الجهاد.

 

وعلى كل حال ومع مرور الزمان تضاعف عدد المسلمين شيئاً فشيئاً، وصاروا أكثر تنظيماً، وقاموا بترتيب صفوفهم، وأصبحت قدراتهم المالية والعسكرية أكبر، حتى بلغت إمكاناتهم العسكرية حداً كافياً للمواجهة والقتال، فنزل حكم الجهاد وصدر الأمر الإلهي لمقاتلة المشركين ومواجهتهم.

 

ولكن ينبغي الالتفات إلى أن المقصود من هذا الشرط لا يعني أن يبلغ عدد المؤمنين بحجم جيش الأعداء وعددهم، وليس المقصود أن يكونوا أكثر منهم، حتى تكون الحرب تجاه الكفرة والمشركين جائزة وقتالهم سائغاً، لماذا؟ لأنه توجد هناك عوامل أخرى غير عنصر الكم والكيف يكون لها الأثر في تساوي قوى الطرفين أيضاً وقدراتهم وتوازنها، وعليه لا ينبغي غض الطرف عن مثل هذه العوامل.

 

فكثير ما يحصل أن يكون عدد المؤمنين المجاهدين أقل بمرات من جيش العدو، وقدراتهم الإنسانية، ولا تصل عناصرهم ما عليه العدو من عناصر وطاقة بشرية، ولكن بسبب وجود عناصر أخرى أعم من كونها مادية أو معنوية، تصبح قدرتهم العسكرية والحربية بالجملة أقوى من قدرة العدو، كما أشار القرآن إلى هذه الحقيقة بقوله: (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ)[١].

 

من هنا فإنه في الوقت الذي ينبغي على المؤمنين الانتباه إلى عنصر القدرة والطاقة القتالية الحربية التي يجب أن تصل إلى الحد الكافي فإن هذا الأمر لا يعني أن يكون عددهم مساوياً أو زائداً على حجم جيش الكفار ومقدارهم، وهذا العامل والعنصر ينبغي أن يكون جزءاً من العوامل الأخرى الدخيلة في التأثير.

 

وقد أحسن القرآن عندما راعى عناصر أخرى مؤثرة أيضاً غير عنصر الكمية والعدد، واعتبر أن حجم النصاب الضروري يتغير من وقت لآخر وهو تابع لسائر العناصر والعوامل الأخرى، ومن جملة ما ذكره قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ)[٢].

 

إن هذه الآية نزلت في الوقت الذي كان الإيمان والاعتقاد قوياً جداً لدى المسلمين، وكانت روح الإيثار والتضحية والفداء تسود نفوس الأغلبية الساحقة منهم، وكانت جلادتهم وصبرهم قد بلغ حداً يمكنهم فيه أن يذيبوا الفولاذ، ويصهروا الحديد، وصار ثباتهم في ساحة المعركة كالجبل الشامخ في وجه العدو فيواجهون جيش المشركين بقوائم مستوية، ويبادرون إلى مقاتلته دون أن تنحني رقابهم، ولا ينثنون في ساحة المعركة قيد أنملة، أجل هكذا كانوا يقاومون طوفان الحوادث، كالأشجار العتيقة التي تغلغلت جذورها في أعماق الأرض.

 

ولكن القرآن يبيّن حالة أخرى تتعلق بسائر العوامل المؤثرة ويلفت النظر إلى التغيرات والتحولات التي تقلل من تأثير تلك العوامل ودورها في تداعي موازين القوى، عندما تعرض إلى ذلك بقوله: (الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)[٣].

 

في الآية الأولى كان تعالى قد أمر نبيه (ص) أن يحث المؤمنين على الجهاد ويرغبهم فيه، وحتى يزيل ما توهم به بعضهم عندما كانوا يظنون أن الوقت ما زال مبكراً على الحرب والقتال؛ لأن عدد المسلمين غير مساو لعدد جيش الكافرين وحجمهم، فأراد القرآن أن يعلمهم حقيقة هامة أخرى وهي أن مؤمناً صابراً محتسباً يمكن أن يقاتل عشرة من الكافرين، ويستطيع أن يغلبهم، لذلك أذن للمؤمنين الإقدام على الحرب، وزرع الله فيهم الأمل بالنصر، ومن حيث عدد المقاتلين فإنهم سينتصرون حتى لو كانوا عشر عدد جيش العدو، فذلك العدد وهو بهذا الوصف سيكون كافياً لتحقيق النصر.

 

وأما الآية الثانية فهي ناظرة إلى ظروف أخرى غير الظروف والأحوال التي تحدثت عنها الآية الأولى، فهي متعلقة بالظروف والأحوال التي كانت فيها قوة وإيمان، واعتقاد المسلمين قد استحوذ عليها الضعف والوهن من هنا فقد جعل تعالى تكليفها أقل وطأة وأخف شكيمة، فأمر تعالى بأن يكون واجبهم في ضوء الأوضاع الحالية التي هم عليها الآن على نحو لو كان عدد جنود المسلمين نصف حجم جيش الكافرين سينتصرون عليهم، وفي مثل هذه الظروف عليهم أن لا يقلقوا بسبب حجم القدرة، وكثرة جيش العدو، ويمكنهم الإقدام على الحرب أيضاً.

 

٢ـ الجانب الاقتصادي للحرب

 

من شروط نصرة المؤمنين هو توفير الجانب الاقتصادي للحرب، لأن كل حرب من الحروب تختلف في ما يخص حجم نفقاتها وكلفها المالية، وعادة ما تكون الدولة الإسلامية عاجزة عن توفير هذا الغطاء الاقتصادي لكلف حرب من الحروب ونفقاتها، لا سيما إذا كانت تلك الحرب واسعة وطويلة، من هنا كانت كثير من الموارد التي تؤمن بعض احتياجات الحرب ومستلزماتها كانت مناطة بالمسلمين أنفسهم.

 

في المرحلة الزمنية الأولى من بعثة النبي (ص) كان المسلمون قد بلغو حداً من الفقر والفاقة بحيث غالباً ما يكون بيت المال فارغاً، وذلك لوجود قدر كبير منهم فقراء محتاجين، فلا يبقى شيء بحوزتهم ليجمعوه ويودعوه بيت المال، ولو اجتمع شيء منه هناك فهو سرعان ما ينفق، فما إن يتوفر بعضه حتى يحصى ويقسم بين الناس لمساعدتهم وإعانتهم على تأمين بعض المستلزمات الضرورية في حياتهم وقضاء بعض حاجاتهم الخاصة.

 

وفي مثل هذه الظروف الصعبة لو اعتدى عدو من الأعداء على المسلمين عندها يكونون مجبرين على تأمين كل نفقات الحرب من مالهم الخاص، من هنا نجد بين الآيات التي تحث على الجهاد أنها توصي المسلمين بتهيئة نفقات الحرب عن طريق التمويل الذاتي واستخراج كلفتها من أموالهم الخاصة، وتقول لهم بطريقة التشجيع أن هذا العمل هو الآخر سيكون جزءًا من الجهاد، ويسمى الجهاد بالمال أو الجهاد المالي، وهنا نشير إلى بعض هذه الآيات الواردة في القرآن.

 

يقول تعالى: (وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ)[٤].

 

تضمنت هذه الآية التي جاءت في سياق آيات الجهاد أمر الباري للمسلمين بالإنفاق في سبيله، وبذل الأموال وإعطائها؛ كونه جزءاً من الجهاد والكفاح المالي والاقتصادي من أجل توفير كلفة الحرب وتأمين نفقاتها؛ ثم وبجملة: (وَلَا تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) يذكّر المسلمين بأنهم لو لم ينهضوا بالجهاد المالي، ولم يدفعوا نفقات الحرب، فمن الطبيعي جداً أن يخسروا الحرب ضد العدو، وينكسر جيش المسلمين، وهذا الأمر يعني في الحقيقة أنهم ألقوا بأنفسهم إلى التهلكة والموت، لأن الحرب مثل أي عملية وممارسة أخرى تحتاج إلى مال ونفقة؛ فلو كان النصر مطلوباً ومقصوداً في الحرب ضد العدو يجب أن يبذل المال لتحقيق ذلك النصر.

 

ويقول تعالى: (هَا أَنتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ)[٥].

 

يتناول الباري في هذه الآية موضوع الاقتصاد الحربي، والإنفاق من أجل الجهاد، فيدعو المسلمين من خلال التعبير الذي يتضمن تهديداً صريحاً وقوياً؛ عندما قال: (هَا أَنتُمْ هَؤُلَاءِ) يدعوهم إلى الإنفاق في سبيل الله، ويرغبهم في الجهاد المالي، ويؤكد أن كل من يبخل في هذا الموطن، ويمسك عن الإنفاق على الحرب فإنه في الحقيقة إنما يبخل على نفسه، ويقصر بحقها، وهو يعمل في الواقع على خسارته وضياعه.

 

خلاصة الشرط الثاني

 

إن المؤمنين حتى يحظوا بدعم الباري وتأييده عليهم أن لا يندموا، ولا يتأسفوا عندما يؤمنون نفقات الحرب، وعليه إن من يبخل من الناس ويمتنع عن إنفاق أمواله من أجل إدارة شؤون الجهاد في سبيل الله، ويمد في الوقت نفسه يد الاستغاثة وطلب العون من الباري تعالى ويأمل بذلك الانتصار على العدو، مثل هذا لا يفقه القرآن فقهاً صحيحاً، ويعيش ضرباً من الخيال، ولم يزل في حلمه الوردي.

 

٣ـ تجهيز الأسلحة والذخائر القتالية

 

ويشترط أيضًا لنصرة المؤمنين أن يتسلح المقاتلون عند مقاتلتهم العدو بأسلحة حديثة ومتطورة، وفي أقل تقدير لابد من أن تكون تلك الأسلحة والذخائر متناسبة مع ما لدى العدو من معدات وتجهيزات قتالية حتى يتمكنوا من قتال العدو والانتصار عليه في الحرب.

 

عندما يكون هدف المسلمين هو إخافة أعداء الإسلام، وزرع الرعب في نفوسهم وقصدهم الاستعداد، وتسهيل الظروف والأجواء المناسبة لمواجهة العدو الذي لم يزل تجاوزه عالقاً في أذهان المسلمين وتعديه ماثلاً أمامهم، فينبغي أن يكون ذلك الاستعداد عبر توفير التجهيزات، والأسلحة المتطورة، وأن تكون تحضيراتهم للحرب على وجه أكمل وأفضل من استعداد العدو للمعركة، أو في الأقل يكون الاستعداد مساوياً لاستعدادهم، وعليهم أن يصنعوا الطاقات القتالية، ويدربون المقاتلين ويعلمونهم فنون الحرب والمواجهة؛ ليكونوا على أهبة الاستعداد لخوض الحرب، يقول تعالى: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ)[٦].

 

٤ـ الالتزام بالطاعة للقادة

 

شرط نصرة المؤمنين هو أن المؤمنين مكلفون دائماً بطاعة قادتهم المرسلين من قبل الله تعالى أو المأذونين منه تعالى بالإمارة والحكومة، والاستجابة لأوامرهم واتباع تعليماتهم.

 

فلو لم يتحلّ المقاتلون بالانضباط والالتزام بالتعليمات العسكرية، وكل واحد منهم بدل أن يطيع، ويأتمر بأوامر قائده، يريد أن يعمل برأيه وهواه، ويصنع ما يمليه عليه فكره لزالت الوحدة والتماسك عن صفوف الجيش، وحلت محله الفرقة والتشظي، وهذا الأمر هو الآخر يسبب الضعف والانكسار، وفي النهاية يؤدي إلى الهزيمة وتلاشي الجيش والعسكر.

 

من هنا إن موضوع الالتزام والانضباط في الجيش أمر مهم جدًّا، لاسيما في العصر الحاضر، إذ تحكم جيوش العالم هذه الأيام تعليمات وأوامر حديدية صارمة غير قابلة للمناقشة أو المخالفة إطلاقاً، ومن سوء تعقيدها نجد أن كثيراً من القادة والجنود يحاكمون بمحاكمات قاسية ويعاقبون على عدم الالتزام بالأوامر عقوبات شديدة.

 

يقول تعالى في هذا الخصوص: (وَأَطِيعُواْ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)[٧].

 

٥ـ رعاية المهارات القتالية

 

تتحقق نصرة المؤمنين إذا تعلموا كل أساليب القتال وطرقه، وقواعده، وعليهم أن يطبقوها بدقة وعناية فائقة، وينبغي عليهم أن يكونوا دائماً على أهبة الاستعداد، لا تفارقهم أسلحتهم، حتى لا يستغفلهم العدو، ويجب عليهم حتى يباشروا العدو بالقتال أن يلتزموا بشروط مختلفة، ويلاحظوا ضوابط متنوعة، فلو كانت الأوضاع والشروط مناسبة لهجوم واحد وصولة واسعة متحدة قاموا بذلك، ولو كانت الأمور غير مؤاتية لمثل هذا الهجوم، وكانت الظروف تسمح بهجوم متفرق أو غير منظم يشبه نوعاً من حرب العصابات أمكنهم أن يقاتلوا العدو عبر هذا الأسلوب، وفي هذا السياق يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا)[٨].

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[١] البقرة، ٢٤٩.

[٢] الأنفال، ٦٥.

[٣] الأنفال، ٦٦.

[٤] البقرة، ١٩٥.

[٥] محمد، ۳۸.

[٦] الأنفال، ٦٠.

[٧] الأنفال، ٤٦.

[٨] النساء، ۷۱.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد