مقالات

الإمام الحسين (ع) وفاعلية الذّكرى

الشيخ حسين المصطفى

 

منذ أربعة عشر قرناً من الزمن تقريباً، ونحن نحيا هذه الذكرى في حياتنا، حتى تحوّلت إلى عادةٍ متأصلة متجذّرة في وجداننا الديني؛ ينشأ عليها الصغير، ويهرم عليها الكبير.

وما زالت تتنامى وتتسع وتمتد في كلِّ ساحة يتحرك فيها الإسلام في خط أهل البيت (ع).

على أنَّ الطابع الذي أخذته هذه الذكرى في تقاليدنا وفي عاداتنا هو طابع الحزن الذي تسيل معه الدموع وربما تحترق فيه القلوب.

إنَّ حركة الإمام الحسين (ع) كانت نحو الفتح الكبير على مستوى الذهنية الإسلامية التي يريد أن يطلقها باتجاه قضايا الحرية والعدالة، والمنهج الإسلامي القويم.

لهذا نبههم (ع) إلى أنهم من أمة محمد (ص)، وأنّ هناك فساداً في الأمة، وأنه (ع) انطلق ليُصلح، وأنّ عليهم أن يتبعوه.. وهكذا طرح مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على أساس أنه يمثل الرقابة الاجتماعية التي يتحوّل فيها كل مسلم إلى (خفير)، فكلُّ مواطن في الإسلام هو حارس للقيم والأخلاق في حياة المجتمعات.

أجل، إنَّ كل مسلم هو حارس للقضايا الكبرى التي يمكن أن يتحرك ضدها هذا الفريق أو ذاك. وهذا ما يُسمى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي دعا الله سبحانه وتعالى الناس إليه، ليهيِّئ من نفسه نشر الخير والصلاح: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}، على أساس أنَّ سلامة المجتمع هي في الدعوة إلى المعروف ومواجهة المنكر الذي يمكن أن يسهم في إسقاط حياة الناس فكرياً وسياسياً وأمنياً واجتماعياً واقتصادياً.

وعندما طرح الإمام الحسين (ع) هذه المسألة، طرحها من أجل أن تفتح عقول الناس على هذه العناوين، وأن تفتح أرواحهم على أن تتحسس مثل هذه الأمور.. ولم يكن في أسلوبه (ع) أن يتحرك من موقع الإصلاح المسلح؛ فقد خاطب الناس قائلاً: "من قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردَّ عليَّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، ويحكم بيني وبينهم بالحق، وهو خير الحاكمين" (الفتوح لابن أعثم: ج 5 ص 21).

فالإمام الحسين (ع) هو إمام للمسلمين، بكلِّ ما للإمامة من عمق روحي وفكري وأخلاقي وما لها من عصمة في كلِّ عناصرها الفكرية والسلوكية، فهي تمثل في معناها العميق الامتداد الحركي للنبوة، من دون نبوة.

 

كربلاء حالة إسلامية:

ولعلّ المشكلة في مأساة الحسين (ع) عندنا هي أننا حصرناه في هذا الدائرة، ولذلك، لا نجد حديثاً عن الحسين (ع) يشير إلى ما كان يعظ به الناس، أو يرشدهم به، أو يوجههم إليه؛ فالحسين (ع) ليس مجرد حالة كربلائية، بل هو حالة إسلامية. ولذلك، لا بدَّ لنا أن نلتقي بالحسين الإمام؛ لنعيش مع مواعظه وتعاليمه، ومع نصائحه ووصاياه؛ فالارتباط به (ع) هو الارتباط بالحق الذي رسمه في سيرته العملية وفي جانب القيمة الروحية والأخلاقية.

فلنصغِ إلى الحسين (ع) وما رُوي عنه من كلمات، لكي نعالج بعض ما نعيشه في حياتنا من سلبيات الواقع.

 

1 - النهي عن الغيبة:

قال الحسين (ع) لرجل اغتاب عنده رجلاً -وكم يغتاب الناس عندنا الناس- قال له: "يا هذا كفَّ عن الغيبة، فإنها إدام كلاب أهل النار" (تحف العقول: ص 256)، فالذين يغتابون الناس يقتاتون في جهنم من نتائج الغيبة في عذاباتها. وقد عبَّر عن أصحاب النار بكلمة "كلاب أهل النار"، ونحن نعرف كيف قرَّب الله لنا الغيبة في طعامها: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ}، أن تغتاب أخاك فكأنك تأكل لحمه وهو حيّ.

ونحن عندما نجلس في مجالس الحسين (ع)، ما أكثر ما نغتاب الناس، وما أكثر ما نُظهر العيوب المستورة، وما أكثر ما نتحرك به من تهشيم الناس في كراماتهم في الواقع الاجتماعي أو في الدائرة الدينية.

إنَّ مسألة الغيبة ليست شيئاً يتصل بنفسية الذي يغتاب، ولكن تأثيراتها هي في أنها تربك الواقع الاجتماعي وتُسيء إلى كرامات الناس وتفضح أسرارهم.

وفي كلمة أخرى يقول (ع): "إذا سمعت أحداً يتناول أعراض الناس فاجتهد أن لا يعرفك" (التذكرة الحمدونية: ج 1 ص 298؛ بحار الأنوار: 71 ص 200؛ ).. يعني: إذا كان هناك في المجتمع شخص يتناول كرامات الناس، بحيث يذمّ هذا، ويهتك حرمة ذاك، ويفشي سر آخر..، فاجتهد أن لا تكون بينك وبينه علاقة، عبِّر عن رفضك له بأن لا تُنشئ بينك وبينه أية صداقة، لأنَّ على الإنسان إنكار المنكر بالوسيلة التي يشعر فيها فاعل المنكر أنه مرفوض من المجتمع.

 

2 - الابتعاد عن الظلم:

وفي كلمة قالها علي بن الحسين (ع) لولده محمد بن علي (ع)، يذكر فيها وصية أبيه الحسين (ع): "يَا بُنَيَّ أُوصِيكَ بِمَا أَوْصَانِي بِه أَبِي (ع)، حِينَ حَضَرَتْه الْوَفَاةُ، وبِمَا ذَكَرَ أَنَّ أَبَاه أَوْصَاه بِه، قَالَ: يَا بُنَيَّ إِيَّاكَ وظُلْمَ مَنْ لَا يَجِدُ عَلَيْكَ نَاصِراً إِلَّا اللهُ" (الكافي: ج 2 ص 331؛ أمالي الصدوق: ص 249 الحديث 272)..

فالإنسان يمكن له أن يظلم شخصاً قوياً، ممن يستطيع أن يدفع ظلمه، كمن له عندك مال وتنكر عليه ماله، ولكنه يستطيع ردَّ ماله بطريقة معينة، ولكن هناك من لا يجد ناصراً إلا الله، كالأزواج الذين يظلمون زوجاتهم، فمجتمعنا لا يزال مجتمع الرجل، فقد يضغط على المرأة لتسامحه وتتنازل عن مهرها، أو يضغط عليها ليمنعها من أن تعبر عن إنسانيتها.

وهكذا يوجد الكثير من الأشخاص الذين ينظرون إلى المرأة كخادمة في البيت، وممن يمنعون الزوجة من زيارة أهلها، أو من رعاية أمها وأبيها، أو أن تقوم بالشؤون الإنسانية، وقد يقول هذا حقي بحجة أنه لا يجوز للمرأة أن تخرج من البيت إلا بإذن زوجها.

ولكن الله عندما أعطاك بعض الحق، أراد لك ألا تتعسف في استعماله، أراد لك أن تكون إنساناً لا وحشاً.

عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به. عندما يكون للإنسان حق فعليه أن يستعمل حقه بإنسانيته، فعلى الإنسان أن لا يخرج عن إنسانيته في هذا المجال، ولقد قلنا مراراً إن الحياة الزوجية لا تقوم على أساس أن يقف الرجل ليقول لزوجته إن المادة الفلانية تحكمك {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} فما يحكم الزوجين هو المودة والرحمة.

وكذلك عندما نظلم أبناءنا، أو عندما يظلم الأستاذ التلميذ، أو في أي مجال نُنفّس فيه عن الاحتقان الموجود في أنفسنا بالضعفاء.. لأن ظلم الضعيف أفحش الظلم، وهناك بيت شعر يقول:

تنام عينك والمظلوم منتبـهٌ                

يدعو عليك وعين الله لم تنمِ

وما من يدٍ إلا يد الله فوقها               

وما ظـالم إلا ويبلى بأظلـمِ

إنكم تحتجون على ظلم يزيد وجيشه للحسين (ع)! فإذا كنتم تحتجون على الظلم الكبير، فلماذا تمارسون الظلم الصغير؟! وقد جاء في دعاء الإمام زين العابدين (ع): "فَكَما كَرَّهْتَ إِلَيّ أَنْ أُظْلَمَ، فَقِني مِنْ أنْ أظْلِمَ"، هذا هو خط أهل البيت (ع) إذا كنتم تريدون أن تتحركوا في خطهم (ع).

 

3 - التوازن في الموقف:

في حديث للإمام الحسين (ع) يقول: "إياك وما تعتذر منه، فإنّ المؤمن لا يسيء ولا يعتذر، والمنافق كل يوم يسيء ويعتذر" (وسائل الشيعة: ج 16 ص 159 الحديث 21238؛ تحف العقول: 259)، فالاعتذار ذلٌ؛ لأنك تقف أمام من تعتذر منه لتعبِّر عن سقوطك أمامه، فالإمام الحسين (ع) يقول إنَّ المؤمن لا يتصرف تصرفاً يضطر أن يعتذر منه، ولذلك فهو لا يُسيء، عندما يعلم أنَّ الإساءة يعقبها الاعتذار، بحسب الظروف الاجتماعية المحيطة بالموضوع.

وقد ورد في الحديث في تفسير قوله تعالى: {وَلِلهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} قال (ع): "إِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ فَوَّضَ إِلَى الْمُؤْمِنِ أُمُورَه كُلَّهَا، ولَمْ يُفَوِّضْ إِلَيْه أَنْ يَكُونَ ذَلِيلاً". قِيلَ لَه: وكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَه؟! قَالَ: "يَتَعَرَّضُ لِمَا لَا يُطِيقُ" (الكافي: ج 5 ص 64؛ تهذيب الأحكام: ج 6 ص 180). بحيث يدخل في أمور تجعله يعتذر عنها..

إذن على الإنسان عندما يريد أن يقدم على أي عمل يتعلق بنفسه، وبالناس، فإنّ عليه أن يدرس هذا العمل، فإذا رأى أنه يستطيع أن يتحمل مسؤولية العمل، وأن يدافع عنه، وأن يقنع الناس بحجته في ما عمله فليعمله، أما إذا رأى نفسه غير قادر على أن يتحمل مسؤولية عمله، وأنه سوف يضطر إلى أن يقدم عذراً إلى من كان العمل موجهاً إليه، فعليه أن لا يعمله.

ثم يقول الإمام (ع)، في ما روي عنه: "موتٌ في عزّ خيرٌ من حياة في ذلّ" (مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 224)، يعني، كُن العزيز الذي يملك قوة الموقف والكلمة والتحدي، ولا تكن الذليل الذي يحاول أن يسقط إنسانيته ونفسه، لأنَّ قيمة الحياة بمقدار ما تملك لحياتك قوتها وعنفوانها وعزتها وكرامتها.

 

4 - تبادل الأمن والسلام:

ثم يقول (ع): "البخيل من بخل بالسلام" (معاني الأخبار للصدوق: ص 340؛ تحف العقول: ص 259)، فبعض الناس عندما يمرّ عليك لا يسلِّم؛ لأنَّ عنده انتفاخًا في شخصته وسلوكه، ويريدك أنت أن تسلِّم عليه، فالإمام يقول عن مثل هذا الشخص إنه أبخل الناس؛ لأنَّ السلام لا يكلفه شيئاً، والسلام هو الرسالة التي ترسلها من داخل عقلك وقلبك وإنسانيتك للإنسان الآخر لتقول له: يا صاحبي إنَّ علاقتي معك هي علاقة السلام، وإني أعطيك التحية الإسلامية من قلبي.

فالسلام لا يمثّل تنازلاً منك لمن تسلّم عليه، بل يمثل ارتفاعاً بك. فالسلام هو الرسالة التي ينفتح فيها قلب على قلب، وفي الحديث الشريف: "للسلام سبعون حسنة، تسع وستون للمبتدئ، وواحدة للراد" (تحف العقول: ص 259؛ بحار الأنوار: ج 75 ص 122)، ثم إنّ السلام هو عملية تدريبية للدخول إلى الجنة، حيث السلام تحية أهل الجنة: {وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ} {سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} {سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}، ولعلّ تحية السلام أروع تحية إنسانية، لأنها تعطي الذي تسلم عليه أماناً من كل عدوان منك، ويبادلك هذا الأمان بأمان.

ونحن نسينا السلام، لأنه بنظرنا أصبح (موضة) قديمة، وصرنا نستبدله بكلمات أخرى. ولكن السلام في تعبيره الإنساني، يعطي معنى إحساسك بإنسانيتك اتجاه الآخر، وإحساس الآخر بإنسانيته.

 

5 - الخوف من الله:

وجاء عن الإمام الحسين (ع) أيضاً أنه قيل له يوماً: ما أعظم خوفك من ربك؟ قال: "لا يأمن يوم القيامة إلا من خاف الله في الدنيا" (مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 224)، فإذا أردت أن تكون الآمن يوم القيامة، عليك أن تخاف الله في الدنيا {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}، أن تخافه، بأن لا تعمل ما لا يرضيه.

وروي عنه (ع)، قال: "البكاء من خشية الله نجاة من النار" (جامع الأخبار: ص 259)، أن تجلس بين يدي ربك لتتذكر ذنوبك وسيئاتك، لتبكي من خشية الله، من قلبك وعقلك، ليشهد الله عليك بأنك نادم على ما فرط منك، عازم على أن لا تفعل في المستقبل شيئاً.

 

6 – محاسبة النفس:

وسُئِل الإمام الحسين (ع) فقيل له: كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟ قال: "أصبحت ولي ربٌ فوقي والنار أمامي، والموت يطلبني، والحساب محدق بي -فالحساب محدق بي من جميع الجهات: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} {اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ}- وأنا مرتهنٌ بعملي -{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ }-، ولا أجد ما أحب، ولا أدفع ما أكره -لأني لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً- والأمور بيد غيري -فهي بيد الله- فإن شاء عذبني، وإن شاء عفا عني، فأي فقير أفقر مني"؟! (من لا يحضره الفقيه: ج 4 ص 404)، كيف أصبحنا، هل نفكر بهذه الطريقة؟! هل نتذكر في صباحنا ربنا لنتّقيه ولنطيعه ولنحسب حسابه؟!

هل نتذكر الموت والحساب وموقعنا في لقاء الله؟!

لننطلق من هذه الروحانية الأخلاقية الحسينية.

هذا هو الحسين، فإذا حضرتم مجالسه، فتذكروه في مواقع إمامته، حتى نكون في خطه، في واقعنا وسلوكنا وإيماننا في الحياة، ولنكون معه يوم القيامة، في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وتلك هي قيمة عاشوراء، أن تنشىء جيلاً إسلامياً، ورعاً، تقياً، محباً لله، خائفاً منه، مستقيماً على خط الله، تلك هي عاشوراء التي نتحرك فيها بالعمق في الفكر والروح وليست كالتي نتحرك فيها ومعها بالشكليات.

"اللَهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي‌ فِي‌ كُلِّ كَرْبٍ، وَأَنْتَ رَجَائِي‌ فِي كُلِّ شِدَّةٍ، وَأَنْتَ لِي‌ فِي‌ كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِـي‌ ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ، كَمْ مِنْ هَمٍّ يَضْعُفُ فِيهِ الْفُؤَادُ، وتَقِلُّ فِيهِ الْحِيلَةُ، ويَخْذُلُ فِيهِ الصَّدِيقُ، ويَشْمَتُ فِيهِ الْعَدُوُّ، أَنْزَلْتُهُ بِكَ وَشَكَوْتُهُ إلَيْكَ، رَغْبَةً مِنِّي‌ إلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ، فَفَرَّجْتَهُ عَنِّي‌ وَكَشَفْتَهُ وَكَفَيْتَهُ، فَأَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعْمَةٍ، وصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ، ومُنْتَهَي‌ كُلِّ رَغْبَةٍ".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد