مقالات

لنبدأ انطلاقة جديدة مع الله

الإمام الخامنئي "دام ظلّه"

 

لقد انصبت همة الأنبياء والأولياء والصالحين والصديقين وتضافرت جهودهم في سبيل أن يعرف الإنسان حقيقة نفسه الأمارة بالسوء، فيتقي شرها. وهذا السر الكبير في وصول الإنسان إلى المراتب المعنوية والإلهية السامية، ووصوله إلى درجات القرب الرفيعة.

 

إن الذين اجتازوا هذا الشهر المبارك بنجاح واستفادوا من الضيافة الإلهية ومن المائدة الربانية المبسوطة، لا شك في أنهم حصلوا على الزاد وعادوا بحصيلة كبيرة في شهر رمضان، فلنسع جميعًا – ومنذ اليوم – لنخلص أنفسنا من عيوبها، وبالاستعانة بتلك الحصيلة وذلك الزاد الذي خرجنا به من شهر رمضان.

 

إن تحقيق ذلك ليس متعذرًا، بل هو بمقدورنا وتحت إرادتنا {وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ} أي أن المجاهدة بالدرجة الأولى تعود بالمنفعة علينا. فلنكتشف الصفات والطبائع السيئة والقبيحة الكامنة في أنفسنا؛ وبالطبع فإن هذا العمل ليس سهلًا، بل هو صعب مستصعب.

 

ففيما يتعلق بذواتنا، ينبغي أن لا نصاب بالعجب والزهو. علينا أن نشخص عيوبنا ونستحضرها دائمًا في أذهاننا، ونسعى للتخلص منها بما تزودنا به في شهر رمضان من رقة قلب، وإرادة، وصفاء نية، وإخلاص، وطاعات مقبولة..

 

لنبدأ انطلاقة جديدة نحو الله تعالى. واعلموا أن الله يأخذ بيد كل من يجاهد في هذا الطريق، وأنه عزّ شأنه سوف لن يترككم وحدكم في مسيرتكم الجهادية نحو الكمال.

 

وبالطبع فإنكم ستكونون أول من يقطف الثمار الجنيّة لمجاهدتكم هذه، ولكن المنافع المترتبة على عملية إصلاح النفس ومجاهدتها في سبيل الله – والتي تدعى بالجهاد الأكبر – لن تنحصر بكم، وإنما ستعمّ خيراتها وبركاتها المجتمع، والدولة، والناس، وتؤثر إيجابيًّا على الأوضاع السياسية ومجريات الأمور، وتورث العزة على النطاق العالمي، وتزيد الناس تألقًا وشموخًا، وتحسن أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية وبالتالي تصلح دنياهم وآخرتهم.

 

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد