عنوان الخطبة: نار وقودها الناس
اسم الخطيب: الشيخ عبد الله النمر
المكان: مسجد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) – حي الدانة، سيهات
التاريخ: الجمعة ٤ أبريل ٢٠٢٥م (الموافق ٥ شوال ١٤٤٦هـ)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اللهم صلِّ على محمد وآل محمد،الصلاة والسلام من الله على محمد، رسوله وأمينه، أمين الله على وحيه وعزائمه، أمله، معدن الوحي والتنزيل، الخاتم لما سبق، والفاتح لما استُقبل، والمهيمن على ذلك كله، البشير النذير، والسراج المنير، خاتم النبيين، وحُجّة ربّ العالمين، المنتَجَب في الميثاق، والمصطفى في الظلال، المطهّر من كل آفة، البرِيء من كل عيب، المؤمَّل إلى النجاة، والمرتجى للشفاعة، المفوَّض إليه دون الله.
اللهم شرّف بنيانه، وعظّم برهانه، وأبلج حجّته، وارفع درجته، اللهم أضِئ نوره، وبيّض وجهه، وأعطه الفضل والفضيلة، والمنزلة والدرجة الرفيعة، وابعثه اللهم مقامًا محمودًا يغبطه به الأوّلون والآخرون.
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، الأوصياء الراضين المرضيّين، بأفضل صلواتك، وبارك عليهم بأفضل بركاتك، والسلام عليه وعليهم، وعلى أرواحهم وأجسادهم، ورحمة الله وبركاته.
ثم السلام عليكم أيها المؤمنون جميعًا ورحمة الله وبركاته.
في ضمن التجديد والتبريك لكم بهذا العيد المبارك، وأن نحمّد الله عز وجل بأن وفّقنا وإياكم لصيامه وقيامه في هذا الشهر الكريم، وهذا يُعد -إن شاء الله- دورة تأهيلية، ومدرسة تربوية، للانطلاق في سنتنا الجديدة.
السنة الجديدة الروحانية، السنة الروحية للإنسان، هي هذا الشهر الكريم، شهر رمضان.
فنحن الآن في سنة جديدة، في عمر جديد، في انطلاقة جديدة.
من هنا يجب أن نُحفّز الإرادة والهِمّة، في أن نرسم مسارًا واضحًا لنا خلال هذه السنة، نستقبل سنتنا القادمة -إن شاء الله- في شهر الله الكريم، أطال الله في أعمار الجميع، ونحن مُهيّؤون ومستعدّون لخوض هذه السنة الجديدة القادمة، شهر رمضان القادم، بإعداد واستعداد.
من هناك، من المناسب أن نستحضر الواقع الذي نسير إليه، بمعنى: إنّنا في اتجاهٍ يأخذ فيه القرآن الكريم بيد الإنسان إلى سواء السبيل، من خلال هذه الآيات المحذِّرة، فهذه الآيات تدعو الإنسان إلى الحذر، وأنّه أمامه جنةٌ ونار.
ولطالما أكّد القرآن الكريم على أهميّة الخوف من النار، فالله جلَّ وعلا يقول: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾ [سورة الحج، الآيتان: 1-2].
ويقول الله أيضًا: ﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ﴾ [سورة الزخرف، الآيات: 74-77].
وتقول الآيات في موضعٍ آخر في بيان ما يعانيه أهل النار - أعاذنا الله وإياكم من نار جهنّم -: ﴿هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾ [سورة الحج، الآيات: 19-22].
وكذلك الأئمة عليهم السلام، والنصوص الدينية الواردة عنهم، تسير في هذا المساق: في توضيح ما يعانيه الإنسان إذا سلك هذا المسلك، المسلك الذي سوف ينتهي به - أعاذنا الله وإياكم من نار جهنم -. يقول أمير المؤمنين عليه السلام: "ما رأيتُ كالنار نام هاربُها، وما رأيتُ كالجنة نام طالبُها".
يعني أن الإنسان أمامه إمّا جنّة وإمّا نار، فإذا آمن الإنسان بأنّ أمامه جنة ونار، شُغل عن سفاسف الأمور، عن الفرعيات والملهيات، وجعل هذه المسألة هي محور حركته في الحياة: إمّا أن يفرّ من النار، أو يلجأ إلى الجنة.
يقول الإمام عليه السلام: "إنّ جهنم كانت مرصادًا، للطاغين مآبًا، إنها نارٌ لا يهدأ زفيرها، ولا يُفكّ أسيرها، ولا يُجبر كسيرها، حرُّها شديد، وقعرُها بعيد، وماؤها صديد، في كل أمورها ضيق".
وفي بعض الروايات، أنّ الكافر يُستكرَه للدخول في النار، أي يُدخَل فيها وهو كارِهٌ، كما يُستكرَه الوتِد في الجدار.
سابقًا كانوا يعتمدون على الأخشاب، فيضعونها بين مسامات الجدار، ثم يُطرق عليها حتى تُدخل بالقوّة في مكان ضيّق.
كذلك الكافر، يُدخَل في هذا المكان الضيّق كارهًا ومجبرًا.
يقول أمير المؤمنين عليه السلام: "أيّها المؤمنون، احذروا نارًا قعرُها بعيد، وحرُّها شديد". قعرها بعيد، أي إن الإنسان يتساقط فيها، حتى إنّ بعض الروايات تقول إنّه يهوي فيها بسبب "كلمة" لا يُلقي لها بالًا، سبعين خريفًا!
كلمةٌ واحدةٌ، توجب له العذاب، فيهوي إلى جزءٍ من قعر جهنم، وليس هذا هو القعر كلّه، وإنما مستوى من مستوياتها. فجهنّم - كما تشير النصوص - مراتب ومنازل.
هذا الذي تكلّم بكلمةٍ لا يُبالي بها، لم يتقصّد فيها مخالفة، كان يتحدّث بغير انتباه، بغير التفات، بغير اعتناءٍ لأحكام الله، قد تُرديه هذه الكلمة في قعرٍ من قعور جهنّم، يهوي فيها سبعين خريفًا – أعاذنا الله وإياكم.
أيها الناس، احذروا نارًا: قعرُها بعيد، وحرُّها شديد. وليس حرُّ نار جهنّم كحرِّ نارنا هذه، بل إنّ نار الدنيا جزءٌ من سبعين جزءًا من نار جهنّم.
كما سنشير لاحقًا إلى بعض خصائص حرِّ جهنّم: فهو ليس حرًّا خارجيًّا يطرأ على الإنسان من الخارج، بل يفور من داخله! كما تُعبّر الآية: ﴿تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ﴾ [سورة الهُمَزَة، الآية 7]
أي إنّها تفور من القلب، من الداخل، بل إنّ الحقيقة: نار جهنّم هي ما يثور من هذه الأفئدة.
فيقول عليه أفضل الصلاة والسلام: "احذروا نارًا: قعرُها بعيد، وحرُّها شديد، وعذابُها جديد". يعني: متجدِّد، لا يتأقلم معه الإنسان، لا يعتاده، بل كلما جاءه هذا العذاب شعر وكأنّه يواجهه لأول مرة، من شدّته.
وفي بعض النصوص: "عذابُها حديد"، أي قاسٍ وصلب لا يرحم. هي دارٌ لا رحمة فيها، وهذا من أشدِّ ألوان العذاب: أنّ الإنسان في الدنيا مهما كان ألمه، فهو يتطلّع إلى العفو، إلى فسحةٍ من رحمة الله، أما هناك: دارٌ لا رحمة فيها، ولا تُسمع فيها دعوة، ولا تُفرّج فيها كربة.
وعنه عليه السلام: "احذروا نارًا: حرُّها شديد، وقعرُها بعيد، وحليُها حديد".
أي إنّ ما يتحلّى به الإنسان فيها هو الحديد! ليس زينة، بل سلاسل وأغلال وأساور من نار.
ويروى: أنّه قيل لهم – أي أهل النار – كلامًا يُذكّرهم بمصيرهم في لهبها، فهي نارٌ: ساطعٌ لهبُها، متأجّجٌ شعيرُها، متغيّظٌ زفيرُها، بعيدٌ خمودُها، لا تخمد، وقودُها مُتخوّفٌ وعيدُها.
ويقولون عليهم أفضل الصلاة والسلام: "فكيف أستطيع الصبر على نار، لو قُذِفَت بشررةٍ منها إلى الأرض، لأحرقت نباتها، ولو اعتصمت نفسٌ ببقلةٍ لأنضجتْها!".
يعني: لو أنّ هذه النار تنفّست فقط، لأحرقت الأرض كلّها!
ثم يقول النبيّ صلى الله عليه وآله: "ناركم هذه جزءٌ من سبعين جزءًا من نار جهنم، لكلّ جزءٍ منها حرُّه".
أي أن نار الدنيا التي نراها ونحسّها ما هي إلا جزء يسير جدًا من حرّ جهنم.
ثم يقول: "لا يُؤخذ بأيديهم بهدوء، وإنما يُدخَلون بعنفٍ وغِلظةٍ وخشونة، في مكانٍ ضيّق، يُستَكرَهون فيه كما يُستَكرَه الوتِد في الحائط".
يعني: كيف أن الوتد يوضع في مكانٍ ضيقٍ جدًّا، ولا يدخل إلا بالطرق عليه، كذلك الكافر يُدخَل في موضعه في النار بالقوة – أعاذنا الله وإياكم.
ويقول الإمام الباقر عليه أفضل الصلاة والسلام: "إنّ أهل النار يتعاوَون فيها كما تتعاوى الكلاب والذئاب، ممّا يلقَون من ألم العذاب".
كليلةٌ أبصارهم، صمٌّ، بُكمٌ، عُميٌ، وهذا أيضًا أفقٌ جديد من العذاب: أن يكون أهل النار لا يُبصرون، ولا يسمعون، أفئدتُهم هواء! يعني: تائهة، ضالّة، لا تُدرك شيئًا، مسوّدةٌ وجوههم، خاسئين فيها، نادمين!
ويعبّر أمير المؤمنين عليه السلام عن حال الإنسان في بعض أحواله عند الموت، فيقول: "يَجتمع عليه مَضَضُ الموت وألمُه"، أي: تأتيه سكرات الموت من كلّ مكان، ﴿وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ﴾ [سورة إبراهيم، الآية 17].كما تُعبّر بعض النصوص الدينية.
ثم يقول النبي صلى الله عليه وآله: "لو أنّ حلقةً واحدةً من سلسلةٍ، طولها سبعون ذراعًا، وُضعت على الدنيا، لذابت الدنيا من حرّها!".
أما لباسُهم – أي أهل النار – فهو سرابيل من قطران، كما تقول الآية: ﴿سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ النَّارُ﴾ [سورة إبراهيم، الآية 50].
ويقول النبي صلى الله عليه وآله: "لو أنّ سِربالًا من سرابيل أهل النار عُلّق بين السماء والأرض، لمات أهلُ الدنيا من ريحه!".
وأما طعامهم: ﴿لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ﴾ [سورة الغاشية، الآيتان: 6-7]. و﴿إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ﴾ [سورة الدخان، الآيتان: 43-44]. ﴿فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ﴾. [سورة الحاقة، الآيتان: 35-36].
ثم تقول الآية في وصف أثر هذا الغِسلين: ﴿يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ﴾ [سورة إبراهيم، الآية 17]. ويُروى أن الإمام الصادق عليه السلام قال: "لو أن قطرةً من الضريع قُطرت في شراب أهل الدنيا، لمات أهلها من نتنه!".
ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله: "إنّ الضريع شيءٌ يكون في النار، يشبه الشوك، أمرّ من الصبر، وأنْتن من الجيفة، وأشدّ حرًّا من النار، وقد سمّاه الله: الضريع".
وفي ذيل قوله تعالى، في بيان ما يشربه أهل النار: ﴿إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ ۚ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ﴾ [سورة يونس، الآية 4]. ﴿وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا﴾ [سورة الكهف، الآية 29].
ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله: "إنّهم يُسقَون من ماءٍ صديد، يُقرَّب إليهم فيكرهونَه، فإذا أُدنيَ منهم، شوى وجوهَهم قبل أن يدخل الجوف، فإذا شربوه، قطّع أمعاءهم حتى يخرج من دبرهم".
كما في قوله تعالى: ﴿وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ﴾ [سورة محمد، الآية 15].
ويقول أمير المؤمنين عليه السلام: "لما يغلي الزقّوم والضريع في بطون أهل النار كغلي الحميم، سألوا الشراب، يريدون تبريد ما في بطونهم، فأُتوا بشرابٍ من غسّاقٍ وصديد، يتجرّعُه ولا يكاد يُسيغه، ويأتيه الموت من كل مكان، وما هو بميت".
ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله: "لو أن شرارةً من شرر جهنم بالمشرق، لوجد أهل المغرب حرَّها!".
وتقول الروايات: "لو أنّ حلقةً واحدةً من السلسلة التي طولها سبعون ذراعًا، وُضعت على الدنيا، لذابت الدنيا من حرّها".
ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله: "لو أن سربالًا من سرابيل أهل النار، عُلِّق بين السماء والأرض، لمات أهلُ الدنيا من ريحه!".
ثم أُشير إلى ثلاثة معانٍ مرتبطة بجهنّم:
الأول: أنّ الجنة والنار موجودتان الآن، هكذا تبنّى علماء الكلام، وليس أنّهما سيوجدان لاحقًا، وإنما هما مقرّرتان، ولكن هناك "بطون" و"ظهور".
بمعنى: ستظهر حقيقتهما لنا في وقت معيّن. يقول الله عز وجل: ﴿إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا﴾ [سورة النبأ، الآية 21].
ويقول أيضًا: ﴿وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ﴾ [سورة العنكبوت، الآية 54].
أي إنّها فعلاً محيطة بالكافرين. وقد ثبت أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله، اطّلع فعلاً على أهل الجنّة، واطّلع فعلاً على أهل النار، في حياته الشريفة، في بعض مقاماته، وإحاطاته الملكوتيّة.
ثانيًا: أنّ حقيقة النار، وحقيقة السعادة في الجنّة، هي نفس الأعمال التي نقوم بها.
وقد مثّلت ذلك رواية عن النبيّ صلى الله عليه وآله، حين رأى الملائكة تبني قصورًا لبعض المؤمنين، لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، ثم تتوقّف، فسألهم: لمَ توقّفتم؟ قالوا: ننتظر المدد والمؤونة. قال: وما هي المؤونة؟ قالوا: عمل المؤمن.
فأنت الآن – في هذا المكان – تمدّهم بعملك الصالح. فإن عملت الخير، بنوا لك. وإن أذنبت، هدمت ما بُني. وكما قال صلى الله عليه وآله: "من قال: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، بُني له في الجنّة"، فقال أحدهم: إذًا ما أكثر الزرع! قال: "لكنّكم تُحرِقونه بالذنوب". نحن نبني... ونحن نحرق!
ثالثًا: هناك شيءٌ يُسمّى تجسُّد الأعمال، أي أن الجنة والنار هما ما نحقّقه نحن في أنفسنا، من خلال ملكاتنا، وأخلاقنا، وأعمالنا.
وأخيرًا، تقول الآيات الكريمة: ﴿قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [سورة التحريم، الآية 6]. نعم، وقود النار هو الإنسان نفسه!
فالناس هم حرارة النار، وأشدّ ما فيها حرارة هو الكافر، كما أن ألذّ ما في الجنة هو العبد الصالح، فأوجع ما يوجع في النار هو الإنسان الكافر الظالم.
وقد ورد في الروايات: أنّ أهل النار في عمق آلامهم، يتأذّون من ريح العالم الذي لا يعمل بعلمه! فهو مصدر أذى، وهو من وقود النار أيضًا.
هذا الظلم، هذا الكفر، هذا الاستكبار، هذا الاعتداء على الله عز وجل، هو مادة النار، هو الذي يُحدث النار.
فجهنّم ليست نارًا مادية فيزيائية كالدنيا، بل لها امتدادات إلى الروح، ومنطلقها من الروح.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يُعيذنا وإياكم من عذاب النار،
وأن يُوفّقنا وإياكم للنجاة، بمحمد وآله عليهم أفضل الصلاة والسلام.
والحمد لله ربّ العالمين.
السيد محمد باقر الحكيم
السيد عباس نور الدين
عدنان الحاجي
الشيخ حسين مظاهري
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ محمد جواد مغنية
الشيخ محمد مهدي الآصفي
الشيخ شفيق جرادي
الشيخ جعفر السبحاني
السيد جعفر مرتضى
الشيخ علي الجشي
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
جاسم الصحيح
حبيب المعاتيق
حسين حسن آل جامع
الشيخ عبد الحميد المرهون
ناجي حرابة
عبدالله طاهر المعيبد
تجربتي في إدارة سلوكيات الأطفال، كتاب للأستاذ حسين آل عبّاس
الفروق الحقيقيّة بين المكي والمدني
كيف نصبح من الذاكرين؟
التفكير التصميمي: الإبداع وإيجاد حلول للمشكلات
الهدية وأثرها في البيت الزوجي
محاضرة في نادي الخطّ الثّقافيّ حول التّفكير النّقديّ
ورشة بيئيّة في نادي الخويلديّة الرّياضيّ
أمسية تكريميّة وتدشين كتاب للرّاحل علي آل رضي في عرش البيان
الوجود ليس باطلًا
الشيخ عبد الله النمر: المنهج القويم معيار السلامة