الموسم العاشورائي 1446 هـ

الشيخ عبد الجليل البن سعد: الانحراف أمام البعث النبوي والقيام والحسيني

الليلة الأولى من محرم 1446 هـ
الشيخ عبد الجليل البن سعد
 دور النبوة والإمامة في مواجهة الانحراف
مجلس الرضا (ع) بسيهات

 

بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم، السلام عليكم يا رسول الله وعلى آلك الطاهرين، السلام عليك يا أبا عبدالله، السلام عليك جدك وأبيك وأمك وأخيك وعلى التسعه المعصومين من ذريتك وبنيك، السلام عليك وعلى الشهداء بين يديك، السلام على الشفاه الذابلات، السلام على النساء الثاكلات، فيا ليتنا ثم يا ليتنا كنا معكم سادتي فنفوز والله فوزًا عظيمًا.

في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (حسين مني وأنا من حسين). عظم الله أجورنا مع تجدد ذكرى مصاب الإنسانية ومصاب الأنبياء والرسل والكتب والسماوات والأرضين، مصاب كادت السماوات أن تزول لأجله، المصاب الذي نعاه كلّ شيء على أرض الوجود، في هذا الموسم نجتمع وإياكم على محور ذي أبعاد اجتماعية وثقافية وعلمية واسعة، وهو محور الانحراف، والواقع أن بحثنا ينحو نحو التوضيح والبيان لسلطة الانحراف، ما هذه السلطة التي يملكها الانحراف بحيث إنه لم يتزحزح يومًا من الأيام عن حياة البشرية؟ وما هي سبل احتواء الانحراف والمواجهة معه؟ حديث طويل سينتشر ويتجزأ مع الليالي التي سوف نعيشها تحت سقفنا الحسيني المعتاد، سقف عاشوراء إن شاء الله تعالى.

 

في مستهل حلقاتنا نتحدث عن الانحراف الذي وقف يومًا من الأيام أمام البعث النبوي، وعاد يجدد الوقفة أمام القيام الحسينيّ، فهل أن الانحراف الذي واجهه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وواجهه الحسين السبط متجانس ولو إلى حدود ما؟ أم أن ذاك انحراف ذبحه النبي على مذبح الحق، وهذا انحراف أراد أن يذبح الحسين، فذبح الحسين ظاهرًا ولكن في الباطن، الحسين هو الذي ذبح هذا الانحراف على مذبح الحق أيضًا؟ ما نريد أن ننتهي إليه هو أن الانحراف مهما تشكل وتلون، جنسه واحد، يحتفظ بجنس واحد، لذا فحديثنا يتنوع بجملة من العناصر، وأظن أنها ستعرض أو عرضت.

العنصر الأول، هو أن الانحراف مشكلة، وهذه المشكلة يواجهها الأنبياء عامة، ومنهم نبينا صلى الله عليه وآله وسلم بدور من دورين، ليس هنالك دور واحد ثابت يكرره الأنبياء، أو يعيش معه النبي حتى يقضي الله أجله، ليس كذلك، ولكن هنالك دوران للأنبياء، وقد يتحقق كلا الدورين في حياة النبي الواحد، كما هو الحال مع نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، لأن مسار النبوة مع الانحراف متعدد، فهناك مسار أول وهنالك مسار ثانٍ.

المسار الأول هو مسار المحايزه في التعبير العصري، بمعنى أن النبي إذا وصل إلى مقام النبوة ينحاز عن مجتمعه المنحرف، ينحاز عن مجتمعه المنحرف، بمعنى أنّ النبوة تنحاز عن الطبقة الغاشمة من المجتمع، فلا يمكن أن تكون تابعة لهذه الطبقة الغاشمة، ولا تكتفي بهذا الانحياز، بل تنحاز أيضًا عن رعاع المجتمع، فالنبوة في مسارها الأول تعلن انحيازها بالقول لا  لمسار الطبقه الغاشمة، ولا لمسار الغوغاء والرعاع، ويكون النّبي لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء بمساره المحايز، فيكون مطلبه حفظ حق الإعلان بنبوّته، لا القتال والمواجهة، وذها ما أكّده القرآن الكريم: "وأَنِّى بَرِىٓءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ" أنتم على شرككم وأنا أعلن بأنني غير تابع، فأنا بريء مما تشركون. "وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ ۖ أَنتُم بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ". هذا المسار الأول للنبوة، وبمعالنته تتحقق الدعوة، ويتحقق جذب الآخرين، لأن الدعوه في حقيقتها جذب، هي عمليه جذب وعرض واستعراض بيان وإنذار. إذا في المسار الأول تكون مقاومه الانحراف مقاومه هادئه، مقاومه وجودية، بمعنى أنّ الأقوى سوف يزيح الأضعف.

 

المسار الثاني هو مسار المواجهة والمقارعة، إذ ينتقل النبي إلى هذا المسار مسار الصراع مع الانحراف، ولا يكون ذلك اختياريًّا بالعادة، إلى أن يأذن الله عز وجل، لا يكون اختياريًّا بل يتبع سياسة الحرب المفروضة، وبالنتيجه يجب على النبي أن يستجيب لها استجابه المدافع عن نفسه هذا هو المسار الثاني.

من الذي يحدد المسار للنبي؟ الذي يحدد المسار للنبي هو طبيعة الانحراف في المواجهة له، ولذلك يجب أن نعرف أن الانحراف يتطور، بل الانحراف في الحقيقه لا يكون إلا شديدًا، ولا يكون إلا متوحشًا، ولا يكون إلا خشنًا، وعادة يحمل المنحرفون شعار (أن لا تطرف، لكن في الواقع هم غارقون في وحل التطرف والتوحش، لذلك فالمنحرف يتحول إلى متوحش، ولذا اليوم هناك تعاريف للانحراف في علم الاجتماع حسب ما طالعت وقرأت، ولا أدعي أني قرات كل شيء، علم الاجتماع كما علم النفس كما غيره، ينقسم لقسمين، علم اجتماع وضعي، وعلم اجتماع ديني، ولا نزال مهما تطور علم الاجتماع الوضعي، نحتاج علم الاجتماع الديني، لأن علم الاجتماع الوضعي لا يستوعب كثيرًا من الأمور خصوصا التي هي من خصائص الدين، مثلًا علم الاجتماع الوضعي يتكلم عن الزعامة أو يتكلم عن الرئاسة ويعطيها عناوين ومنها القائد ومنها ومنها ومنها، حين تأتي لتبحث أنت عن الإمام ليس هناك شيء في علم الاجتماع الإنساني اسمه إمام، والخصائص التي يذكرها للرئاسه لا تنطبق على الخصائص المحفوظه للإمام، والإمامه لها خصائصها الإلهية، لا يعرفها علم الاجتماع البشري، لا تعرفها الزعامه الدينية، لها خصائصها، علم الاجتماع البشري لا يتكلم عنها، لذلك نحن لا نقدر أن نجتزئ ونكتفي بعلم الاجتماع الوضعي أو البشري، هنا أيضًا انحراف، نعاني المعاناة نفسها، حين نقرأ في كتاب علم الاجتماع الجريمة والانحراف للدكتوره غاده طريف وأسماء التويجري صفحه 27 تعطيان تفسيرًا أو تعريفًا للجريمة والانحراف، والتعريف هو أن الانحراف خروج على قيم الجماعة وعاداتها وتقاليدها، بما يشمل المعتقدات والأفعال والأقوال، هذا لا يستوعب حقيقة الانحراف كما ينظر لها علم الاجتماع الديني، لأن هذا التعريف فصل الجريمة عن المجرم، أعطى الاعتبار للجريمة وغض الطرف عن المجرم وهويته، بينما علم الاجتماع الديني يقول، أولاً انظر في هوية المجرم، لابد أن تنظر في هوية المجرم،

 

فإذن هذه ملاحظه مهمه هنا، أنه أنت حين تتكلم عن الجريمه، يجب أن تلحظ المجرم أيضًا، أنت تتكلم عن الدور الصغير البسيط للمجرم والمنحرف، وهناك دور كبير، وهو أنه يجرّ غيره للانحراف، ولذا في علم المجتمع الديني نقول بأن الانجراف هو الخروج عن الفطرة والتدين، والهدف يكون بالانحراف محو فطرة الآخر. "وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا" يريدون أن يمحو الفطرة من الصورة، نعم يريدون محو الفطرة من الصورة، هذا المعنى موجود والقرآن يلمحه في أكثر من مناسبة. "وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ". "وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ".

السيدة الزهراء ماذا تقول: "وما الذي نقموا من أبي الحسن، نقموا منه والله نكير سيفه، وقلة مبالاته بحتفه، وشدة وطأته، ونكال وقعته، وتنمره في ذات الله". هذه الفكرة لا يستوعبها علم الاجتماع الدنيوي، ولكن يستوعبها علم الاجتماع الديني، وهذه هي الطبيعه في الانحراف، وهذه مسيرة للانحراف، مشروع أول وآخر بالنسبة للانحراف، لذلك هو مشروع هدم وانتقام، نرجع نؤكد أولا ما هو المسار الطبيعي للأنبياء؟ نقول إن المسار الطبيعي للأنبياء هو المحايزة، أن ينحازوا عن المجتمع في طبقته الغاشمة، وعن المجتمع في غوغائه ورعاعه، وهذا المسار عام وشامل عن المنطومة النبوية، والقرآن أكد عليها وحكاها وصورها لنا مع عدد من الأنبياء، نجد أن نبي الله لوط ماذا يقول: "قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ"   يعني ما أذن لي بقتالكم، هناك شعيب: "إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ" لست باسطًا يديّ للقتال، النبيّ صلى الله عليه وآله عاش الدورين، في الدور الأول كان شعاره "لكم دينكم ولي دين" ثم انقلب إلى الدور الآخر والمسار الثاني لأنهم اتبعوا معه سياسه الحرب المفروضة، فرضوها عليه وصاروا يتأمرون عليه، يريدون قتله وإخراجه من دياره، وفي الحقيقة فإن كلا الدورين من صميم إمامته، ولذا قال أنا سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم، لأن هذا دور صميمي من صميم إمامته، الحسن عليه السلام عاش الدورين، الحسين أيضًا هو عاش الدورين، لأن الإمامة على حد الرسالة والنبوة، فما ينطبق على الأنبياء ينطبق على الأولياء أيضًا، وهنا عنصر آخر بالرغم من هذا الاشتراك بين النبي والانبياء السابقين، ألا أن هناك علامة فارقة لهذه الأمة، أمة النبي محمد.

 

على كل حال هذه الأمة ليست على غرار الأمم السابقة، وليست على غرار النبوة السابقة، فالتفصيل بين هذه النبوة وتلك النبوات أين يكون؟ في الحقيقة إن الدعوة الإلهية بالنسبة للأنبياء السابقين مسؤولة عن البداية وغير مسؤولة عن النهاية، لأن النهاية هي إرادة إلهيهة، صرفة وليست إرادة فقط، بل إرادة وفعل إلهي، لذلك لما تصل الدعوة إلى النهاية، يأتي الأمر لهود "اخرج" فالنهاية عند لله، هو ينهيها بعذاب، يأتي الأمر للوط "اخرج" يأتي الأمر لنوح "اصنع الفلك وانج بنفسك ومن معك" لأن النهاية هنا إرادة وفعل إلهي، النبوات السابقة مسؤولة عن البداية، وليست مسؤولة عن النهاية، لا تتحمل من النهاية ولا جزءًا من المسؤولية، بينما هذه النبوة الكريمة وهذه الأمة العظيمة، بالرغم من ما فيها من خلخلة وضعضعة، رغم كونها متضعضعة، ولكن تبقى أمة عظيمة كما ارادها الله، عظيمة بالإرداة التشريعية كما يقال، هذه الأمة  تتحمل شكلًا من أشكال المسوولية عن النهاية، تتحمل جزءًا من أجزاء النهاية، اذ لم تكن النهاية كاملة، الشأن في هذه الأمة يختلف، ولذا إن هذه الأمة دعيت دعوة صريحة وواضحة، أنه أنتم يجب أن تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر، أنتم يجب عليكم الجهاد، والجهاد باب من أبواب الله، وهو في أركان هذا الدين، ومن الفروع الأساسية لفروع أصلية عدت 10 تزيد وتقل، هناك اعتبارات عند الفقهاء، ولكن معروف أنها فروع أساسية، الجهاد من الفروع الأساسية للدين لماذا؟ لأن الله أراد لهذه الأمة أن تتحمل مسؤولية النهايه، نهايه الدعوه.

لماذا لأن الدعوة هذه أُكملت: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ" نعم فيجب الحفاظ عليها، فالأمة هذه تتحمل جزءًا غير يسير واضح،  نعم النهاية: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَر"ِ بهذا نصلإالى عنصرنا الأخير، نحاول  أن نبحث عن أدوار الانحراف الانتقامي في عصر الحسين عليه السلام. حين نقول بأن هذا الانحراف انحراف مشبع بإرادة محو الفطره، انحراف غير طبيعي، انحراف لا يريد أن يتوارى، ذاك المنحرف الذي يتوارى عن الأنظار، انحراف شخص، لكن هذا انحراف يريد أن يختطف الآخرين، هذا انحراف مبني على حسابات انتقامية من الدين، هذا الانحراف هو الذي واجه الحسين وواجهه الحسين ببأس ما كان في الحسبان، ما كان متوقعًا هكذا انحراف انتقامي، وأصبح للانتقام من الدين تجليات لا عد لها ولا حصر، واحد من التجليات، قلب الخلافة إلى ملك، ولذا عدّه الحسين انحرافًا مزدوجًا، أن تأخذ الأمر منّا هذا انحراف، لكن أن تقلب الهدنة والصلح  إلى ملك فهذا انحراف مزدوج، الأول نحن ملتزمون بكتاب وعقد، لكن الانحراف الثاني نحن غير ملتزمين معك عليه بكتاب، لا كتاب يلزمنا، وهناك مسألة أبعد من ذلك، حين نقول دور انتقامي تعرف بأنه في زمن الدوله الأموية أشعل الضوء الاخضر في طريق الآخر الديني ليقوم بالاختراق لدين رسول الله صلى الله عليه وآله، من المعروف أن أتباع الأديان، منحرفي الدين السابق يحاولون اختراق الدين اللاحق، حتى يطمسوه أو يحيلوه على الضعف، ليصبح في وضعية الضعيف، لا يمكن محوه، لكن يريدون أن يحيلوه على وضعية الضعيف، فيبقون محافظين على القوى وعلى مراكزهم، ولذلك هناك مسلسل للخروقات اليهوديه في دين النصارنية قبل الإسلام.

 

مسلسل لا نقدر أن نتكلم عنه الآن، لكن فعلاً هناك مسلسل للخروقات اليهودية في دين النصرانية، ثم جاء الإسلام فاتحد اليهود والنصارى، وصارت لهم مساعٍ لاختراق الديانة الإسلامية،بأي كيفية تم هذا الاختراق؟ بكيفية عجيبة جدًّا، بثّ النصارى ليصبحوا مسلمين في الظاهر بل وأئمة مساجد وخطباء، مثل  الأوقيشر الأسدي الذي ذكر في كتب التاريخ وذكره الأعشى في صبحه باعتباره شاعرًا، وهكذا هذا تحمل مسؤولية مهمة، جزء من مهمة قام بها غيره أيضًا، الأوقيشر توزع المهمة مع الوليد بن عقبة، قال له أنت في مسجدك تصلي سكرانًا وأنا في مسجدي أصلي سكرانًا فيجب أن نعود للمسلمين بصلاة برائحة الخمر، هذا اختراق هذا انحراف عن الفطرة، أم انحراف لمحو الفطرة، انحراف يريد أن يمحو الفطرة هكذا.

تعال إلى حنين الحيري، تمكّن وأصبح رجلًا له كلمة في المسلمين، ومتمكنًا من النفوس، فحمل شعار المتعة الإباحية المتحررة بأساليب مختلفة وبأشعار تطرب النفوس وتجعل الأرواح تقبل في خفة على المتعة المتحررة، وهذا شاهد على الانحراف لمحو الفطرة، نرجع مع الحسين نرجع إلى كلمة طالما رددناها مع الحسين لكن الليلة نفهمها فهمًا أعمق، وأنّ الحسين سلام الله عليه حينما يقول يزيد رجل فاسق شارب للخمر قاتل للنفس المحترمة معلنًا بالفسق ومثلي لا يبايع مثله، نفهم بأن الحسين لا يقصد شرب الخمر في القبو والتستر على شرب الخمر في قبو مثلاً أو في سطح من السطوح، وإنما دعوة إلى شرب الخمر دعوة تكون مباشرة أو غير مباشرة، هي دعوة لشرب الخمر لأنه إذا كان رب البيت بالدفّ..هكذا، نعم فالحسين كان يتكلم عن تلك الوضعية المنبسطة آنذاك الرسميه المعتمدة رسميًّا في بيوت الله وما دون، فإذا دخلت في بيوت الله، يصبح الأمر واضحًا بالنسبة للأماكن الأخرى، نعم وقال قاتل النفس المحترمة.

 

قاتل النفس المحترمة هو إخبار عن شيء جرى، ويزيد له ايام من توليه يعدّ ويسجل على دلائل إمامة الإمام الحسين سلام الله عليه، وأنه يقصد من النفس المحترمة، أولاها وأكبرها وأطهرها وأشدها حرمة، وهي نفسه هكذا لذلك هؤلاء فعلاً لم يتحملوا نقاء فطرة الحسين، لذا زياد في قضية من القضايا، كتب له الإمام الحسين عليه السلام كتابًا في قضيه من القضايا فغضب، رد الكتاب، كتب يا ابن فاطمة، إلى ابن فاطمة، يظن أنه يحقر الحسين، فقال له معاوية ويحك أما قولك يا ابن فاطمة فقد أعطيته أعلى الشرف، وتركت له مجال أن ينسبك إلى أبيك الحقيقي، لذلك تقول الحسين أصبح قبرًا الآن، لكنهم أيضًا ليسوا مرتاحين من قبره، حتى وهو في قبره، لأن ذكره إذا كان باقيًا فطهارته وفطرته باقية، يعني الحرب لم تنته بالنسبه لهم، لذلك حتى بعد أن قتلوه، ما تركوه وهو ميت، أوجعوا قلب أمه فاطمة أوجعوا قلب رسول الله، الله سبحانه وتعالى عوض فاطمة، نعم جعل ذكر الحسين بيدها وثواب الذين يجتمعون ويذكرون الحسين ويبكون على الحسين مسجل كمشاركة مع فاطمة، ولذا العلامة المجلسي يضع بابًا في البحار لارتباط فاطمه الزهراء بمصاب الحسين سلام الله عليه، فيه جملة من الروايات، ومنها أنها يوم القيامة تخرج ويوضع لها منبر من نور وتخرج من يدها شيء ترفعه أمام المحشر وذلك هو قميص ولدها الحسين، يظهر ذاك القميص، وتقدم تلك الشكوى، تقدم شكواها ضدّ الذين صنعوا ما صنعوا بولدها الحسين سلام الله عليه، فالقلب الموجوع، والقلب الذي يعاين الهلال قبل أن نعاينه نحن، هو قلب الزهراء سلام الله عليها، له شأن مع هلال محرم، ولها ارتباط بهذا المصاب، حرارة في قلبها مما جرى على ولدها، ما جرى عليها ليس بهين، ولكنه أمام ما جرى على ولدها، تراه هينًا.

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد