مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ علي رضا بناهيان
عن الكاتب :
ولد في عام 1965م. في مدينة طهران وكان والده من العلماء والمبلغين الناجحين في طهران. بدأ بدراسة الدروس الحوزوية منذ السنة الدراسية الأولى من مرحلة المتوسطة (1977م.) ثم استمرّ بالدراسة في الحوزة العلمية في قم المقدسة في عام 1983م. وبعد إكمال دروس السطح، حضر لمدّة إثنتي عشرة سنة في دروس بحث الخارج لآيات الله العظام وحيد الخراساني وجوادي آملي والسيد محمد كاظم الحائري وكذلك سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي. يمارس التبليغ والتدريس في الحوزة والجامعة وكذلك التحقيق والتأليف في العلوم الإسلامية.

في يدك سبيكة ذهبية! أتدري؟

 تحتاج وحدة "التقوى" (أي قولُك: احترسْ) إلى وحدتَين دراسيّتَين مُسبَقتَين وهي القيمة الوجودية للإنسان نفسه.

- احترسْ، احترسْ من أن ينالك أذًى!

- الأذى ينالُ ماذا؟ وهل يوجد شيء؟!

- نعم يا هذا! إنه أنت... وجودُك الثمين!

علينا أن نصمم للتلاميذ مادّةً، نعم مادّة حول عظمة وجود الإنسان؛ نرتّب ورشة عمل مثلًا.. لا أدري! كي يَعي التلميذ قيمةَ نفسه.

إن لم يَعِ قيمة نفسه، فعلامَ يريد أن يحترس!

إذًا لا قيمة للتقوى!

لا بد من شيء؛ مثلًا إن كان في يد الولد سبيكة ذهبية ويقول أبوه له: انتبه، إنها كلُّ وجودنا!

بعتُ منزلَنا وحوّلتُه إلى هذه السبيكة (مثلًا).

هل بإمكانك إيصالها إلى مكان كذا؟

أو ابن عمي، أو البنك؟ أو.. الابن، ومن دون حاجة إلى توصية أبيه أو أمه، سيُمسكها بكل قوة.

أما إذا خلَت حقيبتُه من شيء ثمين، فسيعبث بها، ولربّما رماها أرضًا عدّة مرّات!

التقوى هي هذا الاحتراس؟ لكن ما ركيزتُها الأساسية؟ إنها القيمة.

حسَنٌ، على التربويين والمعلّمين هنا أن يرسموا خطةً، أنّه: ماذا أصنع ليفهم التلميذ إذا التحق بالمدرسة أنه إنسان محترم؟ لعل من جملة خطة المعلم مثلًا أن يقف لتلميذه ليدرك الطفل كم هو ذو قيمة!

لا بد أن نرسم خطة على أية حال، أن نفعل شيئًا.

أيُّ الأطفال يصبحون سيئين؟

إنهم الذين استحقرَهم أبواهم جدًّا!

لم يُمضوا السنوات السبع الأولى جيدًا

وكيف هي السبعة الأولى؟

أن يكون أميرًا، وله غلامان!

- أوه، ومَن هما غلاماك؟

- أبي وأمي!

- يا للهَول! ما هذا؟!

وكيف لنا الآن أن نؤدّب هذا المولى؟

- إن شبعَ من الإمْرَة، سيذعن. سيقول: أريد أن أكون عبدًا، أنْ أمتثل الأوامر. سيكون قد شبع من الـمُلك والإِمرة!

- أيمكن أن ننتقي الأطفال الذين يلتحقون بمدارسنا الابتدائية؟

- أجل.

- كيف ننتقي؟ ما المعيار؟

- أن ننظر كيف تَعامل معه أبواه في السنوات السبع الأولى؟ إن كان الطفل قد وعَى قيمتَه الوجودية، اِقبَلْه في المدرسة! هكذا يمكن تطبيق باقي المناهج عليه. أما إذا لم يعِ ذلك، فلا بد أن يُمضي دورة حَجْر صحي!

لا بد من التحاقه بروضة أو دورة تمهيدية لإزالة هذه المضارّ منه.

وعليك في هذه الدورة أن ترسّخ في ذهنه أنّه: "انتبه! إنك عزيز جدًّا، إنك محترم جدًّا! حتى إذا لم يستطع أبواك ترسيخ هذه الفكرة فيك، تعال لأفعل أنا ذلك.

أبواك أيضًا يحبانك، لكن أَخطَآ في إيصال الفكرة، إنْ حدثَ أَنْ وبّخاك فلا تنزعج.

عليك في النهاية أن تصلحه، لا ينبغي أن يلتحق بالمدرسة بهذه النفسية. تحتاج وحدة "التقوى" (أي قولُك: احترسْ) إلى وحدتَين دراسيّتَين مُسبَقتَين وهي القيمة الوجودية للإنسان نفسه.

- احترسْ، احترسْ من أن ينالك أذًى!

- الأذى ينالُ ماذا؟ وهل يوجد شيء؟!

- نعم يا هذا! إنه أنت... وجودُك الثمين!

 

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد