وحياة هذا الإنسان الكبير كلّها بكلّ ما لها من عظمة، وعمق، وأبعاد متنوّعة يمكن ذكرها وتصويرها، كانت في هذه المدّة القصيرة نسبيّاً من عمره الشريف. ومن الأعوام الخمسة وخمسين هذه، كان هناك نحو تسعة عشر عاماً فترة إمامته عليه السلام. ولكن لو لاحظنا هذه المدّة القصيرة نفسها، لوجدنا أنّ التأثيرات التي تركتها على واقع العالم الإسلاميّ
وسمي ربنا سميعًا لا بخرق فيه يسمع الصوت، ولا يبصر به كما أن خرقنا الذي به نسمع لا نقوى به على البصر، ولكنه أخبر أنه لا يخفى عليه شيء من الأصوات، ليس على حد ما سمينا نحن، فقد جمعنا الاسم بالسمع، واختلف المعنى وهكذا البصر لا بخرق منه أبصر، كما أنّا نبصر بخرق منا لا ننتفع به في غيره، وهكذا البصر لا بخرق منه أبصر، كما أنّا نبصر بخرق منّا لا ننتفع به في غيره
وأجابه الإمام ببالغ الحجة قائلًا: يا فتح إن الله إرادتين ومشيئتين: إرادة حتم وإرادة عزم، ينهى وهو يشاء، ويأمر وهو لا يشاء، أوما رأيت أنه نهى آدم وزوجته عن أن يأكلا من الشجرة، وهو يشاء ذلك، ولو لم يشأ لم يأكلا، ولو أكلا لغلبت مشيئتهما مشيئة الله وأمر إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل، وشاء أن لا يذبحه، ولو لم يشأ أن لا يذبحه لغلبت مشيئة إبراهيم مشيئة الله عز وجل....
عندما وجهت دعوة للإمام عليه السلام ليأتي إلى خراسان من المدينة فإنّه عليه السلام تصرّف بشكل عرف الناس معه أن المأمون يريد إبعاده رغماً عنه، حيث كان عليه السلام يظهر استياءه من المأمون بمختلف الصور، مثلاً أظهر ذلك عند وداعه لحرم الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وعند وداعه لعائلته خلال خروجه من المدينة، وعندما طاف حول الكعبة.
ولا يفوتنا هنا أن نذكر بأنّ التاريخ لم يستطع أن يجسّد لنا بوضوح مرحلة السنوات العشر من حياة ثامن الأئمة في زمان هارون وبعده، أي خلال السنوات الخمس من الحرب الداخلية بين خراسان وبغداد، ومع ذلك يمكن من خلال التدبّر أن نفهم بأنّ ثامن الأئمة كان في تلك المرحلة يواصل نفس النضال الذي بدأه أهل البيت عليهم السلام بعد واقعة عاشوراء، دون أي تباين من حيث الهدف وجهة النضال.
كما عانى الإمام الرضا -كآبائه - من حركة الغلو، فقد عانى كذلك من الحركة الواقفية ـ التي عصفت بالشيعة الموسوية ـ الذين قالوا بحياة الإمام موسى بن جعفر، وعدم وفاته، وزعموا أنه: هو المهدي المنتظر. وقالوا: إن الإمامة توقفت عند الإمام موسى الكاظم، وإن الرضا، ومن قام بعده ليسوا بأئمة، ولكنهم خلفاؤه واحداً بعد واحد، إلى حين خروجه، وذلك لغموض وفاة الإمام الكاظم عند هؤلاء
إن إطلاق الواحد على الله تعالى يغاير إطلاق الواحد على الإنسان، فإن الإنسان مؤلف من أجزاء مختلفة ومتباينة كالقلب والرئتين والعينين والكليتين وغيرهما من الخلايا والأعضاء، وباجتماعها أطلق عليها الواحد أما بالنسبة إلى الخالق العظيم تعالى فإنه لم يكن مركبًا ولا مؤلفًا من عدة أجزاء مجتمعة كي يطلق عليه لفظ الواحد.
والذين جاءوا بعد البخاري ومسلم استدركوا عليهما واستكملوا جهدهما ووزنوا عملهما، وكشفوا بعض الخلاف في صحيحيهما، وما زال المحدثون في تقدم علمي وبحث وتحقيق ودراسة وأحاديث المهدي في نظري من هذا النوع، رغم أنّ بعض المسلمين كابن خلدون قد بالغ وضعفّها كلها وردّها، وحكم عليها حكماً قاسياً.
وعلى أي تقدير فقد عاشت السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) في كنف أخيها الرضا (عليه السلام) ورعايته مدة من الزمن تمكنها من تلقي التربية والتعليم اللائقين بمقامها على يد أخ شقيق لم يكن في علمه ومقامه كسائر الناس، فهو الإمام المعصوم وهو المربي والمعلم والكفيل.
نقل عنه الحديث واستفاد منه العلم جماعة من الأئمّة وأعلامهم، مثل يحيى بن سعيد الأنصاري، وابن جريج، ومالك بن أنس، والثوري، وابن عيينة، وأبي حنيفة، وشعبة، وأيوب السجستاني وغيرهم، وعدوا أخذهم منه منقبة شرفوا بها وفضيلة اكتسبوها. إلى أن قال: وأما مناقبه وصفاته فتكاد تفوق عدد الحاصر، ويحار في أنواعها فهم اليقظ الباصر، حتى أنه من كثرة علومه المفاضة على قلبه من سجال التقوى، صارت الأحكام التي لا تدرك عللها
الشيخ مرتضى الباشا
الشيخ محمد مهدي الآصفي
عدنان الحاجي
السيد عباس نور الدين
محمود حيدر
الفيض الكاشاني
السيد عادل العلوي
الشيخ محمد علي التسخيري
حيدر حب الله
الشيخ محمد صنقور
عبدالله طاهر المعيبد
حبيب المعاتيق
حسين حسن آل جامع
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
الشيخ علي الجشي
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد