لقاءات

حسين آل هاشم: أركّز على إبراز الهويّة الثّقافيّة وتعزيزها

تؤدّي الصّورة دورًا كبيرًا في تعزيز عمليّة التّثقيف، وترسيخ الفكرة في الوجدان، وضيفنا يقول: (في أعمالي، أركّز بشكل كبير على إبراز الهويّة الثّقافيّة وتعزيزها، فصوري تعكس بقوة الطابع المحليّ والتّراث البصريّ للمنطقة). فمن خلال الصور يتشكل رابط وجداني مع المكان، وبها تستعاد الذّاكرة والذّكريات، ويبرز جمال المكان بطريقة احترافية،  لا سيّما إذا كان من  يقتنص اللّقطقات فنّانًا محترفًا كالفنّان الفوتوغرافيّ الفوتوغرافي حسين آل هاشم.

 

حاورته: *نسرين نجم*

 

(كيف يمكن عبر تقنية التصوير الفوتوغرافي فهم الجماليّات الأساسيّة للصّورة؟ وإلى أيّ مدًى تسعى لإظهارها؟).

هناك عدة طرق يمكن استخدامها في التصوير الفوتوغرافي لفهم الجماليّات للصّورة وإظهارها، منها أن تكون العناصر متوازنه ومناسبة، وتكون قواعد التصوير صحيحة من تكوين وإضاءة وتوظيف حسيّ للصورة، وان تكون فيها مشاعر وأحساس، وتكون قادرة على طرح فكريّ وفلسفيّ.

(ما هي المعايير أو الأسس التي على أساسها تلتقط الصورة؟ وهل لها ارتباط بمزاجيّة المصوّر؟).

هناك عدة معايير منها قواعد التكوين والإضاءة، والتركيز وسرعه الغالق، والتحكم بفتحة العدسة لضبط عمق ومستوى الحساسيّة للتحكّم بدرجة السطوع، وهذه أمور تساعد المصوّر على التقاط صور فوتوغرافيّة ذات جودة عاليه، وتحقيق بعض الأهداف...

بشكل عامّ، يجب أن تتكامل هذه العناصر بشكل متناغم، لتحقيق صورة ذات جودة فنّيّة وتعبيريّة عالية، وهي ليست مرتبطة فقط بمزاجية المصور، بل تتطلّب مهارات وخبرات فنّيّة وتقنيّة متنوعة.

 

(أيّهما يمتلك جماليّة أكثر، التّصوير بالأبيض والأسود أم الملوّن؟ وإلى أيهما تميل؟ ولماذا؟).

هناك آراء وميول متنوعة حول ما إذا كانت الصّور الملوّنة أم الصّور بالأبيض والأسود أكثر جمالية. كلّ نوع له مزايا وتأثيرات خاصة به:

الصّور الملوّنة:

- تعكس الواقع الطبيعيّ بشكل أكثر واقعيّة وحيويّة.

- تبرز التّفاصيل والعناصر المختلفة بشكل أكثر وضوحًا.

- تضفي إحساسًا بالدّفء والحيويّة.

- تتناسب مع معظم المواضيع والمشاهد الفوتوغرافيّة.

الصّور بالأبيض والأسود:

- تركّز على العناصر الأساسيّة كالخطوط والأشكال والظلّ والنّور.

- تضفي إحساسًا بالجمال الكلاسيكيّ، والجدّيّة، والانطباع الفنيّ.

- تخلق أجواء ومشاعر أكثر عمقًا وتأمّليّة.

- تناسب المواضيع ذات الطّابع الفلسفيّ والتّعبيريّ.

في النهاية، الميل لأيّ من النّوعين، هو أمر شخصيّ، ويعتمد على ذوق المصوّر ونوع الموضوع والمعنى الذي يريد إيصاله. لكلا النوعين جماليّة خاصّة وقدرة على التّعبير عن الرّؤى الإبداعيّة المختلفة، والتحوّل بينهما يعدّ ثراءً فنيًّا يمكن استخدامه للتّعبير عن مختلف المضامين والأفكار.

 

 

(أيّ دور تلعبه الصّورة الفوتوغرافيّة في تعزيز عمليّة التّثقيف سيما في أيّامنا الحالية؟).

للصّورة الفوتوغرافيّة دور مهمّ وحيويّ في عمليّة التّثقيف والتّعليم في عصرنا الحاليّ، وذلك لعدّة أسباب:

1. القوّة البصريّة: الصّورة تمتلك قدرة فائقة على جذب انتباه المشاهد، وتوصيل المعلومات بشكل مباشر وفعّال، فهي تستطيع نقل الحقائق والمفاهيم بطريقة مرئيّة ملموسة.

2. سهولة الفهم والاستيعاب: الصور تساعد على شرح المعلومات المجرّدة أو المعقّدة بصورة أكثر وضوحًا وبساطة، ما يسهّل على المتعلّم استيعابها وتذكّرها.

3. التّوثيق والتّوضيح: الصّور تقدّم تسجيلاً مرئيًّا لأحداث وظواهر تاريخيّة وعلميّة وثقافيّة وغيرها، ما يساعد في توضيح المادّة التّعليميّة وتعزيزها.

4. الجسر بين الثّقافات: الصّور تُسهِّل التّواصل والتّفاهم بين الثّقافات المختلفة، حيث تُعدّ لغة عالميّة يمكن فهمها بسهولة عابرة للحدود.

 

(ما الذي يميّز حسين آل هاشم عن غيره ويجعله يحصل على جوائز ومراكز متقدّمة؟ وكيف عملت على تشكيل هويّتك الفوتوغرافيّة الخاصة؟).

أحرص على امتلاك مجموعة متنوّعة من الزّوايا والإطارات، والتي أستخدمها لإنتاج صور فوتوغرافيّة متميّزة وذات بصمة فنّيّة واضحة.

في أعمالي، أركّز بشكل كبير على إبراز الهويّة الثّقافيّة وتعزيزه ، فصوري تعكس بقوّة الطّابع المحليّ والتّراث البصريّ للمنطقة. وأسعى باستمرار للانفتاح على التجارب، وأستخدم ابتكارات جديدة، بهدف إضفاء طابع فريد ومميّز إلى أعمالي.

إحدى الأسباب التي ساعدتني على الفوز في العديد من المسابقات الفوتوغرافيّة المحلّيّة والدّوليّة، هي تطبيق المعايير الأساسيّة للتّصوير الفوتوغرافيّ، على الرغم من أنّنا لا نزال نتعلّم في هذا المجال الواسع والمتطور باستمرار.

 

(هل يمكن لكاميرا الهاتف أن تلتقط الزوايا نفسها كما تلتقطها عدسات الكاميرات المعروفة؟ وما تعليقكم على البرامج الخاصة بالتّعديل الصورة وفلترتها؟ هل تفيد هذا فنّ التّصوير الضّوئيّ؟).

هناك نقاط مهمّة حول إمكانيّات كاميرا الهاتف مقارنة بالكاميرات المتعارف عليها:

1. زوايا التصوير:

- كاميرات الهواتف تتميّز بزوايا تصوير واسعة النّطاق، ما يتيح القدرة على التقاط المناظر الطّبيعيّة والمشاهد العامّة بشكل جيّد.

- ومع ذلك، فإن الكاميرات المتقدّمة لا تزال تفوق كاميرات الهواتف في المرونة وإمكانيّة التحكّم بزوايا التّصوير الخاصّة والتّركيز على تفاصيل محدّدة.

2. الجودة والبؤرة:

- تتميّز الكاميرات المتقدّمة بأحجام استشعار وعدسات أكبر، ما يُمكّن من تقديم جودة وبؤرة أفضل للصّور.

- بينما كاميرات الهواتف تعاني أحيانًا من عدم الوضوح والترّكيز، خصوصًا في الصّور ذات الإضاءة الخافتة.

3. البرامج والتّطبيقات:

- برامج وتطبيقات تحرير الصّور للهواتف الذكيّة باتت متقدّمة ومتنوّعة، وتقدّم إمكانيّات جيّدة للتّحكم في العناصر الفنّيّة للصّور.

- لكنّ الكاميرات المتخصّصة لا تزال أكثر مرونة وعمقًا في التّحكّم الفنيّ بالصّور مقارنة بتطبيقات الهواتف.

بشكلّ عامّ، تمثّل كاميرات الهواتف خيارًا ممتازًا للمصوّرين المبتدئين والهواة، وتتيح إمكانيّات جيّدة للتّعبير الفنيّ، ومع ذلك، فإنّ الكاميرات المتخصّصة لا تزال الخيار الأمثل للمصوّرين المحترفين الذين يبحثون عن جودة وتحكّم فنيّ أعلى. والبرامج التّحريريّة للصّور تساعد في تعزيز الرّؤى الفنّيّة، لكن علينا عدم الإفراط في استخدامها.

 

 

(ما هي إرشاداتكم ونصائحكم لمن يرغب من الشباب بدخول هذا العالم؟).

بعض النّصائح والإرشادات للشبّاب الراغبين في دخول عالم التّصوير الفوتوغرافي:

1. اكتسب المهارات الأساسيّة:

- تعلّم أساسيات التصوير مثل استخدام قواعد التّكوين، وضبط الإضاءة والبؤرة، والتّعامل مع برامج التّحرير.

- هناك الكثير من الدورات والفيديوهات التّعليميّة المجّانية والمتاحة عبر الإنترنت لبناء هذه المهارات.

2. اعرف أنواع التّصوير المختلفة:

- استكشف مختلف أنواع التصوير مثل التّصوير الشّخصي، الطّبيعي، الحدثيّ، الإبداعيّ، وغيرها.

- اكتشف المجال الذي ينسجم مع اهتماماتك وأسلوبك الفنيّ.

3. اكتسب الخبرة العمليّة:

- ابحث عن فرص للتّدريب والتطوّع في مجال التّصوير لاكتساب الخبرة والتعرف على المحيط المهني.

- التقط الصّور بشكل يومي لتطوير مهاراتك وأسلوبك الفنيّ.

4. ركّز على تطوير هويّتك الفنّيّة:

- ابحث عن طريقك الخاصّ في التّعبير الفنيّ من خلال تجربة أساليب مختلفة.

- طوّر أسلوبك الخاصّ في التقاط الصّور وتحريرها.

5. شارك أعمالك وتفاعل مع المجتمع:

- انشر أعمالك على منصّات التّواصل الاجتماعيّ والمواقع المتخصّصة.

- شارك في مسابقات ومعارض فنّيّة لتعرض أعمالك وتتلقّى تغذية راجعة.

- تواصل مع مصوّرين آخرين للتعلّم والنموّ معًا.

أهمّ شيء هو البدء والممارسة المستمرّة. فالتّصوير الفوتوغرافيّ مهارة يمكن تطويرها من خلال الالتزام والصّبر. كن مثابرًا وابحث باستمرار عن طرق لتحسين مهاراتك الفنّيّة.

 

(ما هي أنشطتكم الحاليّة والمستقبلية؟)

لدينا مشاركة جديدة في معرض جماعة القطيف السّنويّ، حيث سنعرض أعمالاً جديدة بإذن الله... بالإضافة إلى ذلك، لديّ أفكار جديدة أخطّط لتنفيذها خلال الأشهر القادمة.

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد