متابعات

الشيخ الخشن يتحدث عن مفهوم الحب في الإسلام في قافلة التقوى


استضافت قافلة التقوى الأربعاء 30 أغسطس الشيخ حسين الخشن الذي تحدث عن مفهوم الحب في الإسلام، مشيرًا إلى أن مفهوم الحب قد يكون غائبًا عن الخطاب الديني مع أنه حاضر في النصوص الدينية.
وذكر الشيخ الخشن أن الحب هو الذي يعطي الإنسان معنى إنسانيته وبدونه يكون أشبه بالصخر وهو من أصدق وأنبل المشاعر الإنسانية، لافتًا إلى أن الإنسان لا يمكن أن يبدع بدون محبة ما يعمل وبدون الحب.
وأوضح سماحته أن الحب من المشاعر الفطرية التي أودعها الله في الإنسان، وأنه من الضروري معرفة دور الحب في الحياة والتربية والعلاقات الاجتماعية وفي العلاقة مع الله، مضيفًا أنه من الضروري التأكيد على قيمة الحب لأنها تخفف من ضغوطات الحياة وتخفف من الحاجة إلى سيف القانون مع أهميته.


وأبان الشيخ الخشن أن النصوص الدينية تدعو إلى بناء الحياة الاجتماعية على أساس المحبة بدءًا من الأسرة لافتًا إلى أن الحياة الاجتماعية قد تصاب بشيء من الجمود والجفاف لذلك لابد من ضخ ثقافة الحب خصوصًا على نطاق الحياة الزوجية، مشيرًا إلى رواية الإمام الصادق: "إن قول أحدكم لزوجته أحبك، لا يزول من قلبها أبدًا".
وذكر سماحته أن الأساس في علاقة الإنسان مع بني جنسه المشاعر الطيبة، وأضاف أنه عند النظر إلى الأخصام لا نبغضهم لشخصهم بل لصفاتهم السيئة، ونقل حديثًا شريفًا عن أهل البيت عليهم السلام "إن الله يحب العبد ويبغض عمله".


وفي التربية، أشار إلى أهمية أن يكون الحب فيها العنصر الأساس، فهي أفضل وسائل التربية التي تؤثر على الفرد، منوهًا أن على الداعي إلى الله أن يمتلك قلبًا واسعًا ومحبة كبيرة حتى على الأعداء، والحب سر نجاح الداعية، وأوضح الشيخ الخشن أن الرسول والأئمة كانوا يحملون المحبة للناس كافة، ولفت إلى أن الإمام علي عليه السلام تربع على عرش القلوب بسبب الحب، وأتباع علي عليهم أن يتمثلوا بهذا الخلق وعلينا أن نتعلم محبة الناس وعدم التأفف منهم، مشيرًا إلى أن الحاكم هو أحرى بأن يتمثل بخلق الحب، لأن الحكم لا يمكن أن يقوم على أساس السيف وإذا قام عليه فلن يدوم.
ونوه سماحته إلى أن كثيرين يبنون علاقتهم مع الله على أساس الخوف، وهذا شيء مشروع، لكن أسمى علاقة مع الله هي العلاقة القائمة على أساس الحب، وأضاف أن الله يحبنا في كل حالاتنا وحتى في حالة المعصية ولكنه يريدنا أن نستقيم.


وأشار سماحته إلى أن تعاليم القرآن وأهل البيت عليهم السلام دعت إلى بناء العلاقة مع الله على أساس الحب، فعندما تكون العلاقة مع الله على أساس الحب سوف يشعر الإنسان بلذة وروحانية خاصة وسوف تضبط سلوكه ويكون مميزًا وسعيدًا في الدنيا والآخرة، وأضاف أنه عند تتبع أدعية أهل البيت عليهم السلام ستلاحظ تكرار مفردة الحب وأنها حاضرة في أدعيتهم.
وقال الشيخ الخشن إن أكبر جريمة ارتكبها الخطاب الديني التكفيري هو تقديم الله عز وجل على صورة الجلاد والجزار، مضيفًا أنه لا يمكن لقوة السيف أن تدخل الناس إلى الدين بالإكراه بل بالمحبة والإقناع.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد