السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إخواني الأفاضل الطلبة،
مساكم الله بالخير، وتقبل الله صيامكم وطاعتكم.
في بداية هذا الدرس الرمضاني الأول لنا، أود أن أطلق العنان لقلمي وأتحدث بكل ما يجول في خاطري عن قامة علمية ودينية عظيمة في منطقتنا، وهو الشيخ عبدالمحسن رحمه الله تعالى.
لقد عرفته منذ زمن بعيد، ورغم قلة اللقاءات التي جمعتنا بحكم المسافة بين منطقتي الأحساء والدمام، ورغم الظروف والانشغالات، إلا أنني كنت ألتقي به في بعض المناسبات، سواء في جلسات خاصة أو عامة، بالإضافة إلى بعض التواصلات الهاتفية والرسائل.
وما خرجتُ به من هذه السنين هو تميزه كشخصية دينية أصيلة، فقد وجدت في سيرته وشخصيته مصداقًا واضحًا لمفهوم "رجل الدين" الحقيقي.
الشيخ عبدالمحسن رحمه الله كان حازمًا في مواجهة الخطأ، لا يجامل في الأمور الدينية، ومع ذلك كان يتمتع بأخلاقٍ رفيعة قلّ نظيرها.
فلا يختلف اثنان على سُموّ خلقه، ورقيّ تعامله، ولين جانبه، وسعة صدره، فقد كان الرجل من رجال الأخلاق الحقيقيين.
علماء الأخلاق يقسمون السلوك الأخلاقي إلى قسمين:
1️⃣ أخلاق السجية: وهي الأخلاق التي تأتي بشكل فطري، نتيجة الوراثة أو التربية.
2️⃣ أخلاق النية: وهي الأخلاق التي يختارها الإنسان بوعيٍ وتفكير، ويمارسها بإرادةٍ راسخة.
وهنا، تكمن عظمة الشيخ عبدالمحسن، فقد كان من أصحاب الأخلاق النَّوِيَّة، التي تأتي عن وعيٍ وإدراكٍ وقناعة.
كان يختار مواقفه دائمًا وفق ميزان الأخلاق الفاضلة، وكان يجسدها في تعامله مع الناس، في سلوكه، وفي كل خطوةٍ يخطوها.
إذا كنا نتحدث عن رجل دين حقيقي، فلا بد أن نشير إلى عطائه المستمر، فقد كان معطاءً وهو شاب، واستمر كذلك حتى في كِبَره وشيخوخته.
الشيخ عبدالمحسن رحمه الله كان رجل العطاء، شابًّا وكهلاً وشيخًا.
عندما نقول "رجل دين"، فإننا نقصد بذلك أنه كان متصلًا بالله في عباداته، وخاصةً في صلاته.
كان من أئمة الجماعة القليلين الذين تميزوا بخشوعهم في الصلاة.
بل إنني أعرف أشخاصًا لا يسكنون الدمام، لكنهم إذا زاروها ووافق ذلك وقت الصلاة، لا يختارون مسجدًا آخر غير المسجد الذي يصلي فيه الشيخ عبدالمحسن.
كانوا يتعمدون الذهاب إليه، طلبًا لبركة صلاته وخشوعه.
كان مميزًا في صلاته:
كان رحمه الله من الطلائع الحوزوية، ممن ساهموا في إيجاد موطئ قدم للحوزة العلمية في الدمام.
بل إنه من الرواد الذين أسسوا الحوزات النسائية، وكان قائدًا ومرشدًا لها.
لقد خرج على يديه الكثير من الطالبات، إما بتدريسه المباشر، أو من خلال إشرافه على الحوزات النسائية.
كان بطلًا في هذا المجال، لم يدخر جهدًا في نشر العلم وتعليم النساء أمور الدين.
لذلك، فإن الشيخ عبدالمحسن رحمه الله لم يكن مجرد عالم دين، بل كان نموذجًا حيًّا للعالم العامل.
كان فيلمًا حيًّا، وقصةً متجسدة من العطاء والعلم والأخلاق.
نسأل الله أن يجبر كسرنا بفقده، وأن يجبر كسر أهله وذويه، وأن يتغمده بواسع رحمته.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ محمد صنقور
الشيخ مرتضى الباشا
الشيخ فوزي آل سيف
الشهيد مرتضى مطهري
السيد عباس نور الدين
السيد منير الخباز القطيفي
الشيخ محمد مصباح يزدي
السيد عادل العلوي
عدنان الحاجي
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
الشيخ عبد الحميد المرهون
ناجي حرابة
عبدالله طاهر المعيبد
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
ياسر آل غريب
عمدة البيان في ترتيب القرآن
إنشاد الشعر في المساجد والجمعة وشهر رمضان
الصيام: مفتاح الصحة الجسدية والروحية
التفقّه في الدعاء (6)
كيف نعرف إيمان أبي طالب؟ (1)
لقد كفل الإسلام
أبو طالب: وارث وصايا الأنبياء
الجالية الحجازية تقيم مجلس عزاء للعلامة الشيخ عبدالمحسن الطاهر النمر (رحمه الله)
دلائل كون العقل حجة
الإخلاص الحقيقي