متابعات

التفكير المنقذ في عصر المعلومات، ندوة في تاروت للدّكتور محمّد المعتوق

أقيمت مؤخرًا في مجلس عائلة السنّي في تاروت ندوة بعنوان: (التفكير المنقذ في عصر المعلومات) قدّمها الدّكتور محمّد المعتوق، بحضور عدد من العلماء والمثقّفين والمهتمّين.

 

النّدوة التي قدّم لها وأدارها الأستاذ عبدالرؤوف أبو زيد، أكّد فيها الدّكتور المعتوق على ضرورة تبنّي منهجيّات تفكير منظّمة ونقديّة في ظلّ هذا التّدفّق الهائل للمعلومات في عصرنا الحالي، مشيرًا إلى أنّ الدّافع خلف اهتمامه بهذا الموضوع يأتي من ملاحظات عميقة حول كيفيّة تعامل الأفراد، بمن فيهم المتخصّصون، مع المعلومات واتخاذ القرارات.

 

وتناول المعتوق موضوع التّفكير الهيكليّ الذي يعمل على تنظيم المعلومات وتصنيفها في قوالب محددة لتسهيل التعامل معها، مشبّهًا ذلك بتصنيف الإمام علي عليه السّلام للنّاس، أو ترتيب السّلع في المتاجر، وتقسيم الأطبّاء لأسباب ارتفاع الحرارة المحتملة إلى فئات (التهاب، ورم، دواء، مفاصل...) لتضييق نطاق البحث.

 

ثمّ تحدّث حول التّفكير التّحليليّ الذي يهتمّ المفاضلة بين الخيارات المختلفة ممّا يمكّن من الوصول إلى تشخيص سليم أو قرار دقيق دون الاعتماد على العموميّات، قبل أن يؤكّد على الرّبط المنهجيّ بين الخطوات للوصول إلى قرار صحيح، بما يتيح أيضًا المراجعة والتّصحيح، وقال إن الاكتفاء بالعوامل المشتركة أو الوراثيّة لا يكفي للتّشخيص الدّقيق في الطّبّ.

 

وحذّر الدّكتور المعتوق من الانحياز للمنتصر أو الوقوع ضحيّة التّدليس، كما شدّد على أهميّة عدم الانسياق وراء المعلومات المضلّلة أو المغلوطة التي تهدف إلى تحقيق مكاسب ماديّة أو ترويج علاجات غير مثبتة علميًّا، كما تطرّق إلى أهميّة التّفكير الإبداعيّ، قبل أن يناقش مفهوم التّفكير المنظومي وأهميّته في توقّع العواقب غير المباشرة للقرارات.

 

كذلك تحدّث الدّكتور المعتوق عن الفرق بين العلوم الصّلبة كالفيزياء والكيمياء التي تتّسم بأحاديّة السّببيّة وقابليّة التّكرار الدّقيق، والعلوم الرّخوة كعلم النّفس والاجتماع والاقتصاد التي تتّسم بتعدّد الأسباب وتغيّر النّتائج بتغيّر الظّروف، مشيرًا إلى أنّ الطبّ يقع في منطقة قد تميل للعلوم متعدّدة السّببيّة نظرًا لتعقيد الكائن الحيّ وتفرّده.

 

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد