علمٌ وفكر

معلومات الكاتب :

الاسم :
عدنان الحاجي
عن الكاتب :
من المترجمين المتمرسين بالأحساء بدأ الترجمة عام ٢٠١١، مطّلعٌ على ما ينشر بشكل يومي في الدوريات العلمية ومحاضر المؤتمرات العلمية التي تعقد دوريًّا في غير مكان، وهو يعمل دائمًا على ترجمة المفيد منها.

كيف يصنع الدماغ العادة أو يكسرها؟

ترجمه: عدنان أحمد الحاجي

 

حددت دراسة علم الأعصاب المواد الكيميائية في الدماغ والمسار العصبي الداخلة في التحول بين السلوك المعتاد واتخاذ قرارات موجهة أنّه ليست كل عادة سيئة. بعضها ضروري. إنه أمر جيد، مثلاً  أن نجد طريقنا إلى المنزل على "الطيار الآلي" أو نغسل أيدينا دون الحاجة للتفكير في كل خطوة. ولكن عدم القدرة على التحوّل من العمل حسب العادة إلى التصرف بطريقة موجّهة،  يمكن أن تكمن وراء الإدمان واضطرابات الوسواس القهري.

 

استعرض  فريق دولي من الباحثين ما يحدث في الدماغ  حين تتحكم العادات في  السلوك باستخدام نموذج الفأر. الدراسة التي كانت بقيادة الباحثة كرستينا قريمل أستاذ السايكلوجيا في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو نشرت في دورية النيرون Neuron

 

قالت الباحثة إن الدراسة وفّرت أقوى دليل على أن دوائر الدماغ للعمل المعتاد والعمل الموجّه تتنافسان من أجل السيطرة - في القشرة الأمامية المدارية، وهي مكان صناعة القرار في الدماغ - وأن المركبات العصبية التي تدعى بالإيندوكانابينويدات  تسمح للعادة من السيطرة، وذلك من خلال عملها كنوع من الفرامل على دائرة الهدف الموجّه.

 

الإيندوكانابينويدات هي صنف من المركبات الكيميائية تنتج طبيعيًّا في الإنسان وفي بعض الحيوانات. مستقبلات  الإيندوكانابينويدات موجودة في كل أنحاء جسم الإنسان ودماغه، ونظام الإيندوكانابينويدات داخل في العمليات الفسيولوجية المتنوعة - بما فيها الشهية والإحساس بالألم، والمزاج والذاكرة. وهو كذلك نظام يتوسط الآثار النفسيّة للمخدرات.

 

البحث السابق الذي أجراه الباحثان قريمل وكوستا أظهر أن القشرة الأمامية المدارية أو اختصاراً OFC هي مكان مهم في الدماغ لترحيل المعلومات الموجهة بالفعل. حسب الباحثة، العادة تسيطر عندما يُخمد الـ OFC.

 

في هذه الدراسة، بما أن الإيندوكانابينويدات معروفة بأنها تخفّض من نشاط الخلايا العصبية بوجه عام، فإن الباحثين افترضوا أن الإيندوكانابينويدات قد تخمد أو تخفض النشاط في الـ OFC وبها تتحول القدرة إلى فعل موجّه.

 

قام الباحثون بتدريب فأر ليقوم بوظيفة بالضغط على زر لرفع حاجز وراءه مادة غذائية كجائزة، ولكن في وضعيتين مختلفتين، تتحيزان تفاضليًّا في تطوير الهدف الموجه مقابل الأفعال المعتادة.

 

كالناس الذين لا يعانون من الاضطرابات العصبية والنفسية، فإن الفئران السليمة تتحول بسهولة بين أداء نفس العمل باستخدام الهدف الموجه مقابل استراتيجية العمل المعتاد. وبالرجوع  إلى المثال السابق  في التوجه إلى المنزل، يمكننا إطفاء  الطيار الآلي المتوجه إلى المنزل مقابل التحول إلى سلوك الهدف الموجّه عندما نحتاج التوجّه إلى موقع جديد أو مختلف.

 

نحتاج إلى توازن بين الأفعال المعتادة والموجهة. للوظيفة اليومية نحتاج أن نكون قادرين على القيام بالأفعال الروتينية بسرعة وكفاءة، والعادة تقوم بذلك كما تقول الباحثة.  ونحن نواجه ظروفاً متغيرة ونحتاج أن نكون قادرين على كسر العادة والقيام بأداء افعال موجهة استناداً إلى المعلومات المحدّثة. وعندما لا نكون قادرين فإن ذلك يعني عواقب وخيمة.

 

النتائج قد تشير إلى أهداف علاجية للناس الذين يعانون من الوسواس القهري أو الإدمان: لإيقاف الاعتماد المفرط على العادة واسترجاع  القدرة على التحول من العادة إلى الفعل الموجه. قد يكون نافعاً في علاج نظام الإيندوكانابينويدات وعليه يمكن التقليل من سيطرة العادة على السلوك. العلاج قد يتضمن علاجًا دوائيًّا، أو قد يكون علاجًا سلوكيًّا، وهذا يتطلّب بحوثًا إضافية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر

https://today.ucsd.edu/story/how_the_brain_makes_and_breaks_a_habit

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد