المترجم : أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي
عندما يبلغ المرضى عن فقدانهم حاسة التذوق، فإن المشكلة ترجع على الأرجح إلى خلل في حاسة الشم لديهم، وذلك وفقًا لبحث أجراه مركز اضطرابات الشم والتذوق في جامعة ڤرجينيا كومنولث.
في دراسة نُشرت في المنتدى الدولي للحساسية وطب الأنف Rhinology (١)، فحص الباحثون سجلات ٣٥٨ مريضًا تم تقييمهم في المركز بين أعوام ١٩٨٠ إلى ٢٠١٧ لشكاوى فقدان التذوق أو شكاوى حاستي التذوق والشم مجتمعتين. وشملت سجلات المرضى نتائج اختبارات لمستوى وظيفة كل من التذوق والشم .
وجد الباحثون أن معظم المرضى الذين لديهم شكاوى من فقدان حاسة التذوق كان لديهم في الواقع خلل في حاسة الشم، وليس فقدانًا ملحوظًا لوظيفة التذوق. ومع ذلك، فإن المرضى الذين أبلغوا عن فقدان حاسة التذوق فقط كانوا أكثر احتمالاً أن يكون لديهم خلل في التذوق مقارنة بالمرضى الذين أفادوا عن فقدان كل من حاستي التذوق والشم.
ومن بين ٢٩٥ مريضًا الذين أبلغوا عن شكاوى في التذوق والشم، كان لدى 86.8 في المائة وظائف شم غير طبيعية، في حين أن 9.5 في المائة فقط كانت لديهم وظيفة تذوق غير طبيعية. بالنسبة للمرضى ال ٦٣ الذين أفادوا بفقدان التذوق فقط، فُحص 44.5 في المائة منهم لوظائف شم غير طبيعية، في حين كان لدى 25.4 في المائة فقط منهم وظيفة تذوق غير طبيعية.
تدعم النتائج الفرضية القائلة بأن المرضى الذين لديهم شكاوى فقدان التذوق هم أكثر احتمالاً للإصابة بخلل في الجهاز الشمي، وهو الجهاز الحسي المستخدم للشم، لا بخلل في التذوق الفعلي. ويقول إيفان رايتر، الباحث الرئيسي في الدراسة وأستاذ في قسم طب الأذن والحنجرة في كلية الطب بجامعة فرجينيا كومنولث، إن هذا التباين الظاهر بين ظهور الأعراض والخلل في وظيفة الجهاز الحسي غالبًا ما يكون مضللاً.
وقال رايتر: "كثير من الناس لا يدركون كيف يعمل هذان الجهازان الحسيان المتميزان معًا لخلق إدراكات تذوق للأطعمة التي نأكلها". "على هذا النحو، تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن معظم المرضى الذين يتقدمون بشكوى من تغير في حاسة التذوق لا يدركون أن هذا يحدث عادة بسبب فقدان أو تغير في حاسة الشم".
وقال ريتر إن الشم هي "السبب الرئيسي في كيف ندرك نكهات الطعام المعقدة". الإحساس بالتذوق في المقام الأول مستجيب إلى الإحساسات بالمالحة والحلوّة والمرة والحامضة والأومامية umami ( خاص بتذوق الغلوتومات)، بينما المستقبلات في الأنف تساعد التذوق من خلال الاستجابة للروائح المتميزة للأطعمة في الفم.
فقدان الشم والتذوق قد يسبب مشاكل كبيرة تتعلق بجودة الحياة. كلا الحاستين تمنعان من أكل طعام فاسد وهما مهمتان للتمتع بالطعام. يساهم الشم في تحديد الأخطار المحتملة مثل الحرائق والمواد الكيميائية الضارة.
الشكاوى بفقدان الشم والتذوق شائعة إلى حد كبير في الممارسة الإكلينيكية. أفاد أكثر من ١٠ في المائة من البالغين في الولايات المتحدة أنهم فقدوا حاسة الشم خلال العام الماضي، بينما أفادت التقارير أن ٢٣ في المائة من البالغين الأمريكيين أفادوا بفقدانهم للشم طوال حياتهم، وفقاً للمسح الوطني لفحص الصحة والتغذية. عادة ما يكون الخلل في الوظيفة الحسية المرتبطة بفقدان الشم أكثر شيوعًا من فقدان وظيفة التذوق. قد يفقد المرضى حاسة الشم من إصابات حدثت للرأس، والتهابات تنفسية فيروسية وعوامل أخرى.
التغيرات في التذوق من جراء فقدان إفراز اللعاب المؤدي إلى جفاف الفم وإصابات الرأس قد تتسبب في فقدان التذوق. الشيخوخة الطبيعية يمكن أن تؤدي أيضًا إلى فقدان الحاستين.
إن العلاقة بين التذوق والشم معروفة جيدًا، لكن الدراسة قامت بقياس كمي بشكل أفضل لمدى تأثير الشم على إدراك التذوق، كما قال المؤلف المشارك ريتشارد كوستانزو، البرفسور في قسم علوم وظائف الأعضاء والفيزياء الحيوية في كلية الطب في جامعة ڤرجينيا كمونويلث.
"معظم مقدمي الرعاية الصحية على معرفة بالعلاقة بين التذوق والشم"، كما قال كوستانزو Costanzo. "ومع ذلك، كانت هناك حاجة لتوفير بيانات اختبار لتحديد أهمية شكاوى التذوق".
مصدر من داخل النص :
١-https://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1002/alr.22263
المصدر الرئيسي
https://news.vcu.edu/article/Loss_of_taste_The_problems_probably_up_your_nose
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان