المترجم : أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي
طلب علماء النفس من ٨٨ شخصًا يخافون من العناكب الاقتراب من الرتيلاء الحية (تعريف من خارج النص : نوع من العناكب السامة يسميها العامة أبو شبث)، في حاوية مفتوحة في خارج المبنى (في الهواء الطلق. وقيل للمشاركين أن يقتربوا من العنكبوت أكثر وأكثر وأن يلمسوها في نهاية المطاف إذا استطاعوا ذلك.
ثم قُسم المشاركون إلى أربع مجموعات وجلست المجموعات أمام رتيلاء أخرى في حاوية داخل المبنى. في المجموعة الأولى، طُلب من المشاركين وصف العواطف التي كانوا يشعرون بها ولتصنيف ردود أفعالهم تجاه الرتيلاء - قائلين، على سبيل المثال، "أنا قلق وخائف من العنكبوت القبيح والمرعب".
تقول ميشيل: "هذا أمر فريد لأنه يختلف عن الإجراءات العادية التي يتمثل الهدف فيها في حمل الناس على التفكير بشكل مختلف عن التجربة - لتغيير تجربتهم العاطفية أو تغيير الطريقة التي يفكرون بها فيها حتى لا تجعلهم يشعرون بالقلق". كما قالت ميشيل كراسكي Craske ، أستاذة السايكلوحيا في جامعة كاليفورنيا، وكبيرة مؤلفي الدراسة. "هنا، لم تكن هناك محاولة لتغيير شعورهم، فقط للتعبير بما كانوا يشعرون به".
في المجموعة الثانية، استخدم الأشخاص مصطلحات أكثر حيادية لا تنقل (توصل) خوفهم أو اشمئزازهم وكانت تهدف إلى جعل التجربة تبدو أقل تهديدًا. قد يقولون، على سبيل المثال، "هذا العنكبوت الصغيرة لا يمكن أن تؤذيني، أنا لا أخاف منها".
وقالت كراسكي "هذه هي المقاربة المعتادة لمساعدة الأشخاص على مواجهة الأشياء التي يخافون منها".
في المجموعة الثالثة، قال المشاهدون شيئًا غير ذي صلة بالشعور، وفي المجموعة الرابعة، لم يقل المشاركون أي شيء - فقط عُرّضوا ببساطة للعنكبوت.
تم إعادة اختبار جميع المشاركين في جلسة التصوير خارج المبنى بعد أسبوع واحد وطلب منهم مرة أخرى الاقتراب أكثر وأكثر من الرتيلاء وربما لمسها بالإصبع. وقام الباحثون بقياس أقرب مسافة يمكن أن يصل البها المشاركون إلى الرتيلاء، ومدى ما كانوا قلقين وما هي ردود أفعالهم الفسيلوجية، مع التركيز بشكل خاص على مدى تعرق اليدين، وهو مقياس جيد للخوف، كما قالت كراسكي.
وجد الباحثون أن المجموعة الأولى كانت أفضل بكثير من الثلاث المجموعات الآخرى. تمكن هؤلاء الناس من الاقتراب من الرتيلاء - أقرب بكثير من أولئك الذين في المجموعة الثالثة وأقرب إلى حد ما من أولئك في المجموعتين الأخريين - وكان تعرق أيديهم أقل بكثير من المشاركين في جميع المجموعات الأخرى.
نشرت النتائج في مجلة سايكلوجيكال ساينس Psychological Science.
"لقد اقتربوا وكانوا عاطفياً أقل إثارة " كما . قالت كراسكى "كانت الاختلافات كبيرة. وكانت النتائج أكثر أهمية بالنظر إلى مقدار الوقت المحدود المعني. ومع المعالجة الكاملة ، قد تكون التأثيرات أكبر.
وأضافت "التعرض قوي." "من المثير للدهشة أن يكون للحد الأدنى من فعل التدخل هذا التأثير الكبير على التعرض لوحده".
إذن لماذا كان الناس في المجموعة الأولى - أولئك الذين يقومون بما يسميه علماء الحياة "التعبير اللفظي عما يشعرون به من عواطف داخلية affect labeling (١)" - قادرين على الاقتراب من الرتيلاء؟
وقال المؤلف المشارك في الدراسة ماثيو ليبرمان، أستاذ علم النفس والطب النفسي والعلوم السلوكية بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: "لو كان لديك استجابة للتهديد (للخطر) أقل، وعلامة ذلك قلة تعرق اليدين، فإن ذلك سيسمح لك بالإقتراب أكثر؛ ويكون لديك استجابة خوف أقل".. "عندما يقول فوبيا العنكبوت، 'أنا مرعوب من هذا العنكبوت الشرير،' فهم لم يعرفوا شيئًا جديدًا؛ هذا بالضبط ما كانوا يشعرون به - ولكن الآن بدلاً من مجرد الشعور به، فإنهم يقولونه (يصرحون به). لسبب ما لا نفهمه تماماً، هذا التحول يكفي لأن يحدث فرقاً".
كما قام العلماء بتحليل الكلمات التي استخدمها المشاركون. أولئك الذين استخدموا عددًا أكبر من الكلمات السلبية كان أداؤهم أفضل، من حيث مدى قربهم من الرتيلاء واستجابة تعرق الجلد لديهم. وبعبارة أخرى، فإن وصف الرتيلاء بأنها مرعبة أثبت أنه مفيد في النهاية في تقليل الخوف منها. وقال ليبرمان "القيام بمزيد من التعبير اللفظي عما يشعرون به من عواطف داخلية affect labeling يبدو أنه أفضل".
وقالت كرسكي "هذا يختلف كثيراً عن الطريقة التي نفكر بها عادة في العلاج بالتعرض، حيث تحاول أن تجعل الشخص يفكر بطريقة مختلفة، ليعتقد أنها ليست سيئة للغاية". "ما فعلناه هنا هو ببساطة تشجيع الأشخاص على قول السلبيات".
وقال ليبرمان: "لقد نشرنا سلسلة من الدراسات حيث سألنا الناس، "عما هي الأمور التي يعتقدون أنها ستجعلهم يشعرون بالأسوأ: النظر إلى صورة مزعجة أو النظر إلى تلك الصورة المزعجة واختيار كلمة مشاعر سلبية لوصفها ". . "قال الجميع تقريباً إنه سيكون من الأسوأ النظر إلى تلك الصورة والتركيز على السلبية عن طريق اختيار كلمة سلبية. يعتقد الناس أن ذلك يزيد من مشاعرنا السلبية. حسناً، هذا هو بالضبط ما طلبنا من الناس القيام به هنا. في الواقع، من الأفضل قليلاً جعل الناس يصفون مشاعرهم - دراسات متعددة تبين الآن: أن حدسنا خاطئ.
هذه هي أول دراسة تثبت فوائد التأثير في التعبير اللفظي عما يشعرون به من عواطف داخلية affect labeling (١) من الخوف والقلق في العالم الحقيقي، كما قالت كراسكي وليبرمان.
وقالت كراسكي هذا "يقتضي" تشجيع المرضى، كما يقومون بالتعرض لما يخافونه، على تصنيف الاستجابات العاطفية التي يشعرون بها وتصنيف خصائص المنبهات - للتعبير عن مشاعرهم. ذلك بتيح لهم تجربة الأشياء ذاتها التي يخافونها ويقولون: "أشعر بالخوف وأنا هنا". إنهم لا يحاولون إبعاد الخوف عنهم ويقولون إن الأمر ليس سيئًا جدًا، عش اللحظة واسمح لنفسك بتجربة كل ما تشعر به.
تدرس كراسكي وليبرمان كيف يمكن لهذه المقاربة أن تساعد الأشخاص الذين تعرضوا لصدمة، مثل ضحايا الاغتصاب وضحايا العنف المنزلي. المقاربة يمكن أن تفيد الجنود العائدين من الحرب كذلك.
وقال ليبرمان "أنا متفائل أكثر بكثير مما كنت عليه قبل هذه الدراسة". "أنا مؤمن بأن هذه المقاربة يمكن أن يكون لها فوائد حقيقية للناس. وقال: "هناك منطقة في الدماغ، قشرة الفص الجبهي البطناني ventrolateral prefrontal cortex الأيمن، التي يبدو أنها معنية بوصف مشاعرنا وردود أفعالنا العاطفية، كما أنها مرتبطة بتنظيم استجاباتنا العاطفية". "لماذا لا يزال هذان الشيئان متلازمين، هذا لا يزال غامضاً بعض الشيء. المنطقة الدماغية المعنية بالتعبير عما نشعر به تبدو أنها تكتم استجاباتنا العاطفية، على الأقل في ظروف معينة".
"هناك اتجاه في علم النفس للمقاربات القائمة على القبول - عبر عن مشاعرك بصراحة. هذه الدراسة لها نكهة تلك"، كما قالت كارسكي Craske.
مصدر من خارج النص
١-ترجمنا هذا المصطلح من هذا المصدر: https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S1077722918300464
المصدر الرئيسي https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S1077722918300464
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان