علمٌ وفكر

معلومات الكاتب :

الاسم :
عدنان الحاجي
عن الكاتب :
من المترجمين المتمرسين بالأحساء بدأ الترجمة عام ٢٠١١، مطّلعٌ على ما ينشر بشكل يومي في الدوريات العلمية ومحاضر المؤتمرات العلمية التي تعقد دوريًّا في غير مكان، وهو يعمل دائمًا على ترجمة المفيد منها.

تجربة جديدة واحدة في اليوم تعزز الذاكرة والمزاج عند كبار السن

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

 

وجد باحثون من جامعة تورنتو أن عمل شيء جديد كل يوم يمكن أن يحسن بشكل كبير من المزاج والذاكرة والهناء النفسي بشكل عام - وهو اكتشاف يمكن أن يكون مفيدًا بشكل خاص لأولئك المعرضين لخطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر.

 

تعدّ الدراسة (1)، التي نشرت في مجلة التقارير العلمية التابعة لـ (نتشر) Nature: Scientific Reports، أول من يستكشف "التنوع التجريبي (التنوع القائم على أساس تجارب الحياة)" - وهو ممارسة دمج الأنشطة الجديدة والمثيرة في تجارب الحياة اليومية - كوسيلة لتعزيز الذاكرة وجودة الحياة لكبار السن.

 

تقول مورغان بارنس Morgan Barense، المؤلفة المشاركة والمؤلفة الثانية للدراسة في قسم علم النفس في كلية الفنون والعلوم بجامعة تورنتو: "بعد عامل السن، يعدّ عامل البيئة غير المحفزة (2) والعزلة الاجتماعية من بين أعظم عوامل المؤدية للضعف الإدراكي ومرض الزهايمر". المؤلفة الرئيسة للدراسة هي ميليسا ميد Melissa E. Meade، التي أكملت هذه الدراسة أثناء عملها كزميل ما بعد الدكتوراه في مختبر بارنس Barense وهي حاليًّا أستاذ مساعد في علم النفس في جامعة هورون كولدج في غرب أنتاريو الكندية Huron University College.

 

بالرغم من أن هذا النوع من الروتين مفيد لتزويد كبار السن بهيكلية أو تنظيم يخفّض من العبء الذهني أو الحمل الذهني (3) لتحرير مساحة ذهنية للمعلومات الجديدة، إلا أن بارنس تقول إنه من المهم تحقيق التوازن بين هذا وبين الجِدَة (4). وتشير أيضًا إلى أنه بينما ركزت الدراسة على كبار السن، فإن فوائد الانخراط في تجارب جديدة تنطبق على جميع الأعمار.

 

بالنسبة لهذه الدراسة، شجع الباحثون 18 مشاركًا أصحاء من كبار السن، بمتوسط سن يبلغ 71 عامًا، للمشاركة في تجارب فريدة على مدار ثمانية أسابيع خلال صيف عام 2020. سمحت رتابة هذه الفترة بدراسة وثيقة لمدى تأثير التجارب الجديدة في كبار السن، الذين كانوا معرضين لاحتمال الإصابة بالتدهور الإدراكي بسبب العزلة الاجتماعية.

 

استخدم المشاركون تطبيقًا للهواتف الذكية مستمدًّا من علم الأعصاب يُعرف بـ Hippocamera - والذي يحاكي كيف تعالج منطفة الحصين في الدماغ الذكريات وتخزنها لاستذكار الأحداث اليومية التي يريدون تذكرها. أفاد المشاركون عن انفعالاتهم وشعورهم بسرعة مرور الزمن ودرجة الملل. ثم قام الباحثون بتحليل العلاقات بين فرادة (جِدَة) تجارب المشاركين اليومية، واستذكارهم لهذه التجارب والهناء النفسي.

 

ووجد الباحثون أنه عندما انخرط المشاركون في أنشطة جديدة، تحسنت ذاكرتهم، وكانت انفعالاتهم أكثر إيجابية [مشاعر إيجابية، مثل الحب والامتنان وروح الدعابة والتواضع (5)]، وأقل مللًا، وشعورهم بأن الوقت قد مضى بسرعة أكثر.

 

بالرغم من أن الدراسة ركزت على مجموعة صغيرة من المشاركين. تناول الباحثون بشكل رصين عينة من التجارب أشمل تتكون من 670 تجربة فريدة من التجارب الحياتية لمعرفة العلاقة الجلية بين التنوع التجريبي وتحسن الهناء النفسي.

 

غالبًا ما يواجه كبار السن الذين يعيشون بمفردهم أو في مراكز رعاية طويلة الأجل مستويات عالية من العزلة الاجتماعية ومستويات تحفيز أو أستثارة محدودة - فمن المهم دعم هؤلاء في البحث عن لحظات من الجِدَة التي تعدّ مهمة للحياة التي تتطلب من المشارك انخراطًا انفعاليًّا وذهنيًّا.

 

تقول بارنس: "تثبت دراستنا أن التجارب الجديدة لا تحتاج إلى أن تكون باهظة التكلفة، كالسفر إلى دولة لم يزرها من قبل". "يمكن أن يكون للتغيرات البسيطة، تغيير طريق المشي يوميًّا، تأثير إيجابي معتبر في تحسين الذاكرة والمزاج".

 

أثبتت دراسة أخرى (6) أن التنوع التجريبي من حيث الوضع المادي يرتبط بالنشاط في منطقة الحصين الدماغية، المسؤولة عن الذاكرة والتعلم والكشف عن الجدة [وهي عبارة عن آلية قوية للتعرف على المنبهات الحسية غير المعروفة مسبقًا (7)]. هذا التنوع، بدوره، ينشط الجسم المخطط في الدماغ (8)، الذي له دور في معالجة المكافآت والدافعية. باستثارة منطقة الحصين، قد يعزز المرء مناطق الدماغ الأخرى التي تؤثر في الانفعالات الإيجابية والذاكرة. والجدير بالذكر أن تأثير التنوع التجريبي في الحالة المزاجية الإيجابية كان أعلى لأولئك الذين لهم روابط عصبية أقوى بين الحصين والجسم المخطط، مما يبرز العلاقة الوثيقة بين الذاكرة والانفعال والهناء النفسي.

 

هذه الدراسة بنت على دراسة (9) أجرتها بارنس وزملاؤها في 2022، والتي أثبتت أن الاستذكار باستخدام تطبيق الهاتف المحمول HippoCamera يساعد على استدعاء محسن للذاكرة بنسبة تزيد عن 50 في المائة في المتوسط.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- https://www.nature.com/articles/s41598-024-80591-z

2- "البيئة غير المثيرة under-stimulating environment حين تكون البيئة غير مثيرة للاهتمام أو آسرة بما فيه الكفاية ولا تُلبى الاحتياجات الحسية، أو حين لا يكون هناك شعور بوجود أستثارة حسية أو ذهنية أو اجتماعية". ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.therapywitholivia.com/blog/understimulation-therapist-insight-tips

3- http://https://www.new-educ.com/نظرية-العبء-المعرفي-الحمل-المعرفي

4- البحث عن الجدة (أو البحث عن الإثارة) هو سمة شخصية تشير إلى النزعة للسعي وراء تجارب جديدة بأحاسيس عاطفية قوية. إنها تركيب سلوكي متعدد الأوجه يتضمن البحث عن الإثارة وتفضيل الجدة والمغامرة وتجنب الضرر والاعتماد على المكافأة . ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان: 

https://link.springer.com/referenceworkentry/10.1007%2F978-3-319-28099-8_10951

5- https://www.sciencedirect.com/topics/computer-science/positive-emotionality

6- http://https://www.nature.com/articles/s41593-020-0636-4

7- http://https://en.wikipedia.org/wiki/Novelty_detection

8- https://ar.wikipedia.org/wiki/جسم_مخطط

9- https://www.artsci.utoronto.ca/news/new-smartphone-app-hippocamera

المصدر الرئيس

https://www.artsci.utoronto.ca/news/one-new-experience-day-boosts-memory-and-mood-study

 

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد