قرآنيات

معلومات الكاتب :

الاسم :
السيد محمد حسين الطهراني
عن الكاتب :
عُرف بين الناس باسم العلامة الطهراني، عارف وفيلسوف، ومؤلف موسوعي، من مؤلفاته: دورة المعارف، ودورة العلوم، توفي عن عمر يناهز الواحد والسبعين من العمر، سنة 1416 هـ.

التمسّك بالقرآن الكريم عند مواجهة الشبهات

يقول النبيّ (صلى الله عليه وآله) في خطبةٍ أخرى من الخطب التي خطبها في زمان حياته: "أَيُّهَا اَلنَّاسُ، إِنَّكُمْ فِي دَارِ هُدْنَةٍ، وَأَنْتُمْ عَلَى ظَهْرِ سَفَرٍ، وَاَلسَّيْرُ بِكُمْ سَرِيعٌ، وَقَدْ رَأَيْتُمُ اَللَّيْلَ واَلنَّهَارَ واَلشَّمْسَ واَلْقَمَرَ يُبْلِيَانِ كُلَّ جَدِيدٍ ويُقَرِّبَانِ كُلَّ بَعِيدٍ ويَأْتِيَانِ بِكُلِّ مَوْعُودٍ فَأَعِدُّوا اَلْجَهَازَ لِبُعْدِ اَلْمَجَازِ".. (أي: للطريق الطويل أمامكم)

 

قَالَ: فَقَامَ اَلْمِقْدَادُ بْنُ اَلْأَسْوَدِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ، وَمَا دَارُ اَلْهُدْنَةِ؟" يعني: أنت قلتَ: إنّكم في دار الهُدنة؟ فما معنى دار الهدنة؟

 

فأجاب النبي (صلى الله عليه وآله): "دَارُ بَلاَغٍ وَاِنْقِطَاعٍ، فَإِذَا اِلْتَبَسَتْ عَلَيْكُمُ اَلْفِتَنُ كَقِطَعِ اَللَّيْلِ اَلْمُظْلِمِ فَعَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ وَمَاحِلٌ مُصَدَّقٌ".

 

فدار الهدنة تعني: تلك الدار التي يتمّ تنبيهكم فيها، ثمّ ينتهي هذا الوقت، وبعدها لا فلاح لكم بعد ذلك، يتمّ تنبيهكم فقط، فإذا عملتم فقد عملتم؛ وإن لم تعملوا فلم تعملوا! وينتهي عمركم وانقطع السبيل بينكم وبين نواياكم، وهذه هي دار الهدنة.

 

فَإِذَا اِلْتَبَسَتْ عَلَيْكُمُ اَلْفِتَنُ كَقِطَعِ اَللَّيْلِ اَلْمُظْلِمِ فَعَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ (يساعدكم ويقدّم لكم العون والمدد، ويمدّ فكركم بالقوة) شَافِعٌ مُشَفَّعٌ (فشفاعته ومساعدته مقبولةٌ عند الله) وَمَاحِلٌ مُصَدَّقٌ".

 

فالقرآن ليس كسائر الكتب، إذا قرأته وعملت بما ورد فيه فسوف تؤاخذ بعد ذلك، أنّه بأي حجّة ودليل عملت به؟!

 

فمن يضع القرآن نصب عينيه ويعمل به "فَإِنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ" وسيُدخله القرآن إلى الجنّة، ومن يضعه خلف ظهره ولا يعمل به "سَاقَهُ إِلَى اَلنَّارِ" فسيدفعه القرآن من الخلف ويلقيه في جهنم.

 

"وَهُوَ اَلدَّلِيلُ يَدُلُّ عَلَى خَيْرِ سَبِيلٍ" فهو أفضل دليلٍ يدلّكم على أفضل سبيلٍ.

 

"وَهُوَ اَلْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ" فهو ليس بكلام هازل، بل هو كلامٌ قاطعٌ يفصل بين الحقّ والباطل.

 

فاحتمِ بالقرآن في جميع الأمور التي تشكّ فيها، واستمدّ القوّة من القرآن!

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد