السيد جعفر مرتضى
نص الشبهة:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
قال تعالى: ﴿ ... يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾ . السؤال: ما الوجه في قوله ﴿ ... يُسَبِّحُ ... ﴾ لكنه في مكان آخر قال: ﴿ ... سَبَّحَ ... ﴾ ؟ وما الوجه في ترتيب الأسماء وفق ما ورد في الآية: ﴿ ... الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾ ؟
وتقبلوا منا خالص الدعاء بالتوفيق والسداد .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
فإن كلمة ﴿ ... يُسَبِّحُ ... ﴾ 1 تفيد استمرار التسبيح بالفعل، أما كلمة ﴿ ... سَبَّحَ ... ﴾ 2، فتفيد حصول التسبيح فيما مضى..
ولعل السبب في اختيار فعل صيغة المضارع في الآية المباركة هو أن الآية قد تعرضت لصفة ﴿ ... الْمَلِكِ ... ﴾ 1 الظاهرة في فعلية ذلك والمعروف عند الناس هو أن الذين يدَّعون لأنفسهم هذا المقام، هو تعدِّيهم على حقوق الآخرين، وظلمهم لهم، وإنما يحتاج إلى الظلم الضعيف ـ كما ورد في دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام.. 3.
كما أنهم لخوفهم من فقدان ما في أيديهم يحاولون الاعتماد على الجيوش، وعلى الأموال، وعلى رصد حركات الناس، وعلى غير ذلك من وسائل الترغيب والترهيب، التي يرون أنها تحميهم في مواقعهم تلك، وتعبر عما يعانونه من حالات الضعف، والعجز، والحاجة، والنقص، التي تظهر في ممارساتهم في دائرة ملكهم، فاحتاج ذلك إلى إفهام الناس: أن ثبوت هذه الصفة لله تعالى، لا يعني ثبوت ملازماتها وحالاتها هذه، بل هو تعالى منزه عن ذلك كله، في جميع الأحوال والأزمان..
فلا تطرأ عليه حاجة، ولا يعتوره نقص أو ضعف، أو جهل، أو بخل، أو.. أو.. الخ.. بصورة دائمة ومستمرة. فناسب ذلك التعبير بكلمة ﴿ ... يُسَبِّحُ ... ﴾ 1، الدالة على استمرار هذا التنزه عن ذلك كله..
وحين جاء بالتسبيح بصيغة الماضي، فإنه إنما أراد تعالى أن يثبت أصل وجود هذا التنزُّه فيما يرتبط بصحة الخلقة، ودلالتها على كماله المطلق، من حيث دلالة نفس خلقتها على كمال حكمته، وتدبيره، وقدرته، ورحمته.. و.. الخ.. وليس هناك ما يقتضي الإشارة إلى استمرار ذلك، وإن كان التنزه ثابتاً ومستمراً في واقع الأمر..
وأما السبب في ترتيب هذه الصفات، فإن ما ذكرناه آنفاً قد يكون مفيداً في لفت النظر إلى سبب الإتيان بكلمة ﴿ ... الْقُدُّوسِ ... ﴾ 1، بعد كلمة ﴿ ... الْمَلِكِ ... ﴾ 1، فإن كونه تعالى ملكاً يحتاج إلى الإشارة إلى قدوسيته، من أجل أن يفهم الناس: أن التنزه عن الضعف والحاجة، والنقص، وغير ذلك، مصاحب لطهارة حقيقية وذاتية.
وبذلك يظهر أنه تعالى ليس ملكاً على طريقة ملوك الأرض الذين يفهمون الملك على أنه إمساك بالسلطة، وقد يحمل معه قذارات روحية لهم، على مستوى مشاعرهم، وأحاسيسهم..
ثم تأتي الإشارة إلى عزته، وأنها ذاتية له تعالى أيضاً، وليست مستندة إلى مقام الملكية، بل هي ناشئة من حقيقة ألوهيته..
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين .
ـــــــــــــ
1. a. b. c. d. e. القران الكريم: سورة الجمعة (62)، من بداية السورة إلى الآية 1، الصفحة: 553.
2. القران الكريم: سورة الحديد (57)، من بداية السورة إلى الآية 1، الصفحة: 537.
3. الصحيفة السجادية دعاء يوم الأضحى والجمعة ص 277.
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ محمد هادي معرفة
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
الشيخ جعفر السبحاني
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
عبد الوهّاب أبو زيد
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
الإسلام وميول الإنسان
شروط البحث
الزهراء للإمام عليّ: اشتملت شملة الجنين (1)
التمثيل بالمحقَّرات في القرآن
الشّيخ صالح آل إبراهيم: ميثاقنا الزّوجي
اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا
المادة على ضوء الفيزياء
المعرض الفنّيّ التّشكيليّ (أبيض وأسود) بنسخته الثّالثة
القرآن وجاذبيّته العامة
القرآن الكريم وأمراض الوراثة