رحلة الشهادة في القرآن الكریم في سورتي التوبة وآل عمران
سورة التوبة
﴿إن اللّه اشتری من المؤمنین أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنة... ﴾ التوبة: 111.
﴿ولا تحسبنّ الذین قتلوا في سـبیل اللّه أمـواتًا بـل أحیاء عند ربّهم یرزقون﴾ آل عمران: 169.
القرآن الكریم یشیر إلى هذه النقلة الإیمانیة في حیاة المؤمنین من مـحور الأنا إلى محور اللّه فی أروع صورة وتمثیل:
﴿إنّ اللّه اشتری من المؤمنین أنفسهم وأموالهم بأنّ لهـم الجنة یقاتلون في سـبیل اللّه فـیقتلون ویُقتلون وعدًا علیه حقًّا في التوراة والإنجیل والقرآن ومن أوفى بعهده من اللّه فاستبشروا ببیعكم الذي بایعتم به وذلك هو الفوز العظیم * التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحـافظون لحدود اللّه وبشّر المؤمنین﴾ التوبة: 111 ـ 112.
والآیة الكریمة تعبّر عن تجرّد الإنسان من ذاته وعلاقاته باللّه تعالى باستخدام تعبیر البیع والشراء وهو تعبیر ینطبق علی الموضوع الذي نحن بصدده بشكل دقیق.
وكل بیع یـتطلب أمـورًا خمسة: المشتری، والبائع، والثمن، والمثمن، ووثیقة البیع؛ والمشتري: هنا هو اللّه عزّ اسمه؛ والبائع: الإنسان؛ والثمن: الجنة؛ والمثمن: هي النفس وعلاقاتها ومتعلقاتها، ولذّاتها وغرائزها، وحبها، وبغضها، ومیولها؛ ووثیقة البیع: التوراة، والإنـجیل، والقـرآن.
البیع والشراء:
ویستوقفنا هنا هذا التعبیر الرائع: ﴿إن اللّه اشتری من المؤمنین أنفسهم وأموالهم...﴾. إنّ المؤمنین یبیعون أنفسهم وأموالهم للّه، واللّه یشتري منهم أنفسهم وأموالهم، ولیس للبائع ـ بعد أن یتخلی عن نفسه وعن الأنفس العزیزة عـلیه وعـن ماله للّه، ویقبض الثمن ـ أن یتراجع أو یتردد فی تسلیم البضاعة، أو یتحفظ فی التسلیم، أو یستقطع منها شیئًا، أو تحنّ نفسه إلى شيء منها، فقد باع، وقبض الثمن، ولا خیار ولا رجوع ولا عودة ولا استقطاع.
وعملیة البیع هنا شـاملة، ومـستوعبة، لا تـترك للإنسان شیئًا: ﴿... أنفسهم وأموالهم...﴾ والأنـفس هـي أنـفس المؤمنین، والأنفس العزیزة علیهم، من أبناء وأزواج وأخوة وأعزاء؛ والأموال هي كلّ ما یملكونه من متاع وعقار ونقد. فلا تبقی لهـم بـقیة فـي هذه الدنیا یتعلّقون بها، أو تحنّ إلیها نفوسهم، مـا دامـوا قد قبلوا البیع، وأتموا الصفقة، وقبضوا الثمن، فهي عائدة جمیعًا للّه، یتصرف بها كیفما یشاء، وكما یحب وكما یـرید، ولیـس للمـؤمن أن یتلكأ في التسلیم، والعطاء، أو یتردد، فإنّ عملیة التخلّي عـن الأنفس والأموال تتم طواعیة باختیار الإنسان ورغبته. وقیمة هذه العملیة في أنّها تتم باختیار الإنسان ورغبته ومن المـعیب أن یـُتمّ الإنـسان صفقة بیع، ویقبض الثمن ثم لا تسمح له نفسه بالتخلّي عن البضاعة أو یـتردد في تسلیمها أو تساوره نفسه بالفسخ والتراجع.
النقلة الكاملة:
وعملیة البیع ـ وهذا هو موضع استشهادنا بهذه الآیة الكریمة ـ تعبّر عـن كـل المـسیرة والرحلة، وتطوی كلّ المسافة الفاصلة بین المحورین: محور (الأنا) و(المحور الإلهي)، فـیتخلی المـؤمن عـن نفسه ومشتهیاتها، وعلاقاتها، ولذاتها ومتعها، وعن كل علاقاته في هذه الدنیا للّه تعالى، بصورة كـاملة ویـنتزع نـفسه من هذا المحور انتزاعًا كاملاً، لینقلها إلى المحور الآخر ولیضعها تحت سلطان اللّه تعالی وأمره ونـهیه.
وهذه النـقلة أو البیعة هي كلّ المسیرة الإنسانیة إلى اللّه، والمؤمنون في هذه البیعة یطوون كل تلك الرحـلة الطـویلة والشـاقة.
أمثلة عن النقلة الكبری في حیاة المسلمین الأولى:
ولقد كان المسلمون في صدر الإسلام یتلقون هـذه الحـقائق والآیات من كتاب اللّه ویفهمونها بوضوح وبساطة، ومن غیر تعقید أو التواء، وتتحول هذه الآیـات والمـفاهیم القـرآنیة الجدیدة في نفوسهم إلى وعي عمیق، وإیمان وسلوك.
وإلیكم بعض الصور المشرقة من هذا التأریخ:
1 ـ فـي بـیعة العقبة الثانیة وهي التي أناف فیها رجال الأنصار علی السبعین، اجتمع رجـال الأنـصار إلى رسـول اللّه صلی الله علیه وآله عند العقبة لمبایعته صلی الله علیه وآله والاتفاق معه علی قرار بخصوص الهجرة والنصرة، فقال عبد اللّه بـن رواحـة رحمه الله للنبي صلی الله علیه وآله: اشترط لربّك ولنفسك ما شئت.
فقال النبي صلی الله علیه وآله: أشترط لربـي أن تـعبدوه، ولا تشركوا به شیئًا وأشترط لنفسي: أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم.
قالوا: فإذا فعلنا ذلك فما لنـا؟
قال: الجـنة.
قالوا: ربح البیع لا نقیل ولا نستقیل (الجامع لأحكام القرآن للقـرطبي 8: 267).
فنزلت: ﴿إن اللّه اشتری من المؤمنین أنفسهم وأموالهم...﴾ بناءً علی أن تكون الآیة مكیة والأرجح أنها مدنیة.
2 ـ وعن جابر بـن عـبد اللّه الأنصاری رحمه الله قال: نزلت هذه الآیـة عـلی رسـول اللّه صلی الله علیه وآله وهو في المسجد: ﴿إن اللّه اشتری من المـؤمنین أنـفسهم وأموالهم...﴾ فكبّر الناس في المسجد فأقبل رجل من الأنصار، ثانیًا طرفي ردائه علی عـاتقه؛ فـقال:
یا رسول اللّه أنزلت هذه الآیة؟ قـال: نـعم. فقال الأنـصاري: بـیع ربـیح لا نقیل ولا نستقیل (الدر المنثور 3: 280).
3 ـ وصورة ثالثة من هذا التـفاعل المـباشر والفهم الواضح الصافي لمفاهیم الإسلام وتصوّراته الجدیدة علی حیاة الناس وهي مـا جـاء عن عبادة بن الصامت: أنّ أسـعد بن زرارة أخذ بید رسـول اللّه صـلی الله علیه وآله لیلة العقبة، فقال: أیها النـاس هـل تدرون علامَ تبایعون محمدًا صلی الله علیه وآله؟
إنّكم تبایعونه علی أن تحاربوا العربَ والعجم والجنَّ والإنـس كـافة.
فقالوا: نحن حرب لمن حارب، وسـلم لمـن سـالم.
فقال أسعد بن زرارة: اشـترط عـليّ.
فقال: تبایعوني علی أن تشهدوا أن لا اله إلاّ اللّه وأنّي رسول اللّه، وتقیموا الصلاة، وتؤتوا الزكاة، والسمع والطاعة، ولا تنازعوا الأمر أهله، وتمنعوني مما تـمنعون أنـفسكم وأهلیكم.
قالوا: نعم.
قال قائل من الأنصار: نـعم، هـذا لك یا رسـول اللّه. فـما لنـا؟ قال: الجنّة والنصر. (الدر المنثور 3: 280).
4 ـ وصورة أخری: وهي ما أخـرجه ابـن سعد عن الشعبي قال: انطلق النـبي صـلی الله علیه وآله بـالعباس بـن عـبد المطّلب، وكان ذا رأي، إلى السـبعین مـن الأنصار عند العقبة، فقال العباس: لیتكلّم متكلّمكم، ولا یطیل الخطبة، فإن علیكم للمشركین عینًا، وإن یعلموا بكم یـفضحوكم.
فقال قـائلهم وهـو أبو أمامة أسعد: یا محمد صلی الله علیه وآله سـَلْ ربـّك مـا شـئت، ثـم سـل لنفسك ولأصحابك ما شئت، ثم أخبرنا ما لنا من الثواب علی اللّه، وعلیكم، إذا فعلنا ذلك؟
فقال صلی الله علیه وآله: أسألكم لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شیئًا، وأسألكم لنفسي وأصحابي أن تؤونا، وتنصرونا وتمنعونا مـما تمنعون منه أنفسكم.
قال: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟
قال: (الجنّة). فكان الشعبي إذا حدّث هذا الحدیث قال: ما سمع الشیب والشبان بخطبة أقصر ولا أبلغ منها (الدر المنثور 3: 280).
ولهذه الصور أمثلة كثیرة في تأریخ الإسلام، عن التفاعل المـباشر مـع مفاهیم وتصوّرات الإسلام، والانصهار والذوبان الكامل في هذه المفاهیم، والتصوّرات، والفهم الواضح لها.
تكریم الإنسان بالبیع والشراء:
ومن عجب في هذا الشراء أنّ الشاري سبحانه وتعالى له ملك السماوات والأرض، وله الإنسان وما بیده مـن أمـوال، وله أن یتصرف في كل ذلك مـن غیر بیع ولا شراء ومن غیر سؤال ولا استئذان، والعبد وما في یده لمولاه.
ولكنّه عزّ وجل شاء أن یُكرم هذا الإنسان، ویرفعه إلى موضع التعاقد والمبایعة معه، وذلك تكریم من لدن اللّه تعالى لعباده بما یناسب لطـفه وكـرمه بهم؛ وقد كان الحسن إذا قرأ هذه الآیة: ﴿إن اللّه اشتری من المؤمنین أنفسهم وأموالهم...﴾ قال: «أنفس هو خلقها وأموال هو رزقها».
فهو سبحانه خلق الإنسان وخلق له ما شاء من الطیّبات وتلك كرامة، ثـم مـلّكه ذلك، وتـلك كرامة أخری، ثم اشتری منه ما وهبه وما ملّكه، وتلك كرامة ثالثة أن یرفعه إلى موضع التعاقد والمبایعة مـعه، ثم جعل ثمن ما یأخذه منه من المتاع الفاني الجنّة والخـلود فـي رحـمته ورضوانه وتلك كرامة رابعة.
والعطاء جمیل علی كلّ حال ولكن أجمل العطاء وأفضله ما یقترن بالتكریم وقد قـرن اللّه تـعالى عطاءه لعباده بالتكریم وتلك غایة في الكرم والتكریم، والحمد للّه ربنا الذی أكرمنا بكل هـذه الكـرامات وأكـرمنا بالإسلام والتقوی.
البیعة:
والبیع والشراء من اللّه یستدرجنا للحدیث عن مصطلح إسلامي عریق یتصل بهذا المفهوم من قـریب وذلك هو (البیعة).
والبیعة مشتقة من مادة البیع، ولا نعلم ما إذا كان له فی الجاهلیة أصل قـریب أم لا، إلاّ أنّ الإسلام اتّخذ هـذه الكـلمة مصطلحًا للالتزام والتعهد الكامل بالطاعة من قبل الأمة للإمام فیكون معنی الكلمة الالتزام الكامل بالطاعة.
وذكروا في المناسبة التي اقتضت تسمیة هذا الالتزام بالبیعة أنّ العرب كانوا إذا تبایعوا تصافقوا وضرب أحد المـتبایعین بكفه علی كف الآخر، وكان ذلك علامة رضاهما بالبیع والتزامهما به.
وقد أمضت السنّة هذه الطریقة في التعبیر عن التعهد والالتزام بالطاعة تجاه الإمام؛ فكان المسلمون إذا بایعوا رسول اللّه استلموا كفّه إیذانا بالالتزام بـالطاعة، ویـسمی هذا الالتزام بهذه المناسبة: بیعة ومبایعة؛ ومن غیر المستبعد أن تكون المناسبة في هذا المصطلح أنّ هذا الالتزام من مقولة البیع، ففي البیع یتخلی البائع عن المتاع الذي یملكه بشكل كامل فـي مـقابل ما یتلقاه من الثمن، وإذا أوجب البیع فلا یحق له أن یتراجع عمّا أمضاه.
وكذلك الأمر في الالتزام بالطاعة (البیعة) فإن المرء إذا دخل البیعة والتزم بالطاعة فلیس له أن یتراجع أو یتخلی عن عـهده والتـزامه؛ فقد أمضی البیع وقبض الثمن (الجنة) وأعطی اللّه ماله ونفسه، والأنفس العزیزة علیه، فلا یحق له أن یتراجع أو یتردد أو یفسخ الالتزام؛ ورحم اللّه ذلك الرجل الأنصاري الذي قال لرسول اللّه صلی الله علیه وآله: بیع ربیح لا نـقیل ولا نـستقیل.
البیعة التـجرد الكامل عن الأنفس والأموال:
إنّ حـقیقة البـیعة التـخلّي الكامل عن الأنفس والأموال والالتزام الكامل بالتسلیم والطاعة في مقابل الثمن الكبیر وهو الجنّة؛ فإن حقیقة الطاعة هي (الولاء) والتسلیم للّه، ولا یـتمّ الولاء للّه والتـسلیم لأمـر اللّه ورسوله والانقیاد والطاعة لهما إلاّ عندما یتخلّی الإنسان المـسلم عـن كل شيء یتعلق به من الأنفس والأموال، ویتجرد من ملكیة كل شيء وضعه اللّه تحت تصرفه وملكه، ولا یری لنفسه حـقًّا فـي شـيء منه ویری أنّ اللّه ورسوله أولى بهما منه، وهي عنده ودیعة إلى حـین یسترجعها اللّه تعالى منه وهذا هو جوهر البیعة؛ وعجیب أمر هذه الودیعة الإلهیة، وعجیب كرم اللّه تعالی وفضله ورحمته بـعباده.
فما بـأیدینا مـن الأنفس والأموال للّه تعالی ولیس لنا منه شيء أودعها عندنا وهو أولى بـها، وهـو خالقها ومالكها، ثم یشتریها من عباده بعد ذلك ویعدهم بالجنة ثمنًا لها ثم یودعها لدینا إلى حین الدعـوة والطـلب.
ثم إذا شـاء بعد ذلك أنْ یسترجع ودیعته قال عزّ من قائل: ﴿من ذا الذي یقرض اللّه قرضًا حـسنًا فـیضاعفه له﴾ (البـقرة: 245) سـبحانك ما أكرمك، وأكرم عطایاك! وما أجملك وأجل أسماءك وصفاتك الحسنی! وما أبخلنا وألأمنا فـنحن عـبادك الذیـن نضن بأنفسنا وأموالنا عنك! فتولّ اللهم لؤمنا بكرمك وشحنا برحمتك.
البیعة میثاق (الدعوة) والدولة:
والبیعة میثاق، وهـذا المـیثاق یحمّل الإنسان المسلم مسؤولیتین كبیرتین:
الأولى: مسؤولیة الدعوة إلى اللّه تعالی والقیام بأعبائها وتحمّل الخسائر المـترتبة عـلیها وتـوطین النفس لذلك.
الثانیة: مسؤولیة الدولة الإسلامیة وبناؤها والدفاع عنها.
وهاتان المهمّتان شاقتان عسیرتان ولا ینتهي دور الإنسان ومسؤولیته تجاه الإیـمان بـاللّه وبرسوله ما لم یتعهد أمر الدعوة والدولة؛ وهذه المهمة المزدوجة هي أساس معاناة وابتلاء ومـتاعب الأنـبیاء عـلیهم السلام، فلن تستقر الدعوة، ولن تتمكن من العقول والقلوب والحیاة من دون التصدي والمواجهة ولن تشق طریقها إلاّ علی أنـقاض الدعـوات الجاهلیة وعلی أجساد الطغاة والجبابرة الذین یحولون بین الناس والاستجابة لدعوة اللّه.
وما یـقال فـي الدعـوة یقال في الدولة بشكل أقوی وأوضح، فإن (الدولة) هي سیادة الدعوة وسلطانها علی الأرض وكلمتها النافذة، ولا تستطیع الدولة أن تـفرض سلطان الدعوة علی الحیاة الاجتماعیة، دون أن تواجه صنوفًا من العقبات والتحدیات، وهذه المواجهة في طـریق تـمكین الدعوة والدولة وتذلیل العقبات تتطلب البذل والتضحیة والصبر، وتوطین النفس لكل ذلك من قبل الأمّة حاملة رسالة الدعـوة والدولة؛ فـلا بدّ من مبایعة قائد المسیرة علی البذل والعطاء والتضحیة والفداء، وأن یجاهدوا خـفافًا وثـقالاً، وألاّ یعیقهم عن الجهاد في سبیل اللّه الأزواج والبنون والأمـوال والتـعلقات والمـواقع، وأن یتجردوا للّه تبارك وتعالى من كل ارتباط وتـعلّق عـدا الارتباط باللّه والتعلّق بالدعوة وهمومها وآلامها، ولا بُدّ أن تكون المبایعة مع قائد المسیرة وإمـام الدعـوة ورئیس الدولة.
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان