السيد حسن الأمين
ويقول ابن أبي حصينة، في ثمال بن صالح، مشيرًا إلى انتصاره على البيزنطيين في المعركة التي وقعت عند ((تبل))، ومتحدثًا عن معارك المرداسيين التي حمت الإسلام من هجمات البيزنطيين:
فلتدفعن عن البلاد وأهلها نوبًا
يخاف وقوعها، وكان قد
ولتحمدن كما حمدت بتبل
والخيل تعثر بالقنا المتقصد
والشرك منك، ومن شقيقك، هارب
هرب الشحاح من الغمام المرعد
لولا سيوفكم البواتر لالتقى
من بالثغور ومن ببرقة منشد
أسندتم الإسلام إن سيوفكم
لمعاقل الإسلام أفضل مسند
وفي ثمال يقول ابن أبي حصينة:
لقد عز قوم شايعوك وحصنت
ثغور عليها من سيوفك أقفال
فلا يجزع الإسلام ما دمت سالـمًا
فقد عز غيل فيه مثلك رئبال
ومن دون هذا الشام أنت وفتية
((مرادسة)) شم العرانين أبطال
وقال محمد بن حيوس، شاعر الدزبري، معرضًا ببني مرداس:
فدع الألى مرقوا فإن بعادهم
عن ذا الجناب لهم عقاب مؤلم
أولاد مرداس لسيفك طعمة
في كل أرض أنجدوا، أو اتهموا
فرد عليه ابن أبي حصينة، شاعر ثمال بن صالح، من قصيدة مشيرًا إلى الفرق بين الدزبري الذي بعثه الفاطميون إلى الشام أميرًا، فخانهم، واستبد بالأمر، وبين المرداسي الذي ما زال ناصحًا مخلصًا للفاطميين، ومشيًرا كذلك إلى حماية المرداسيين للثغور والعواصم من هجمات البيزنطيين:
أين الذين تفوهت شعراؤهم
بالمين، وافتخروا بمالم يعلموا
زعموا بأنا طعمة لسيوفهم
في كل أرض أنجدوا أو اتهموا
إن يصدقوا فسيوف من تركتهم
صرعى تهزهم النسور الحوم
بخراب حمص والجباب خبيثة
منهم كأن مياههن العندم
لا ينجحن الدزبري بما جرى
قدما، فقد وضح الطريق الأقوم
شتان بين الدزبري وبين من
نصح الاإام نصيحة لا تسقم
هذا يعق، وقد أطاع، وذا عصى
من بعد أن أضحى يعز ويكرم
أما العواصم والثغور فلم تزل
تحمى بنا دون الملوك وتعصم
وفي ثمال بن صالح، يقول عبداللّه بن سنان الخفاجي، متحدثًا عن بطولات المرداسيين في دفاعهم عن الوطن وردهم الغزوات البيزنطية:
تزور جياده أرض الأعادي
وأطراف الرماح لها دليل
وملك شاده طعن الهوادي
تزول الراسيات ولا يزول
حذار فإن في حلب ليوثًا
أنابيب الرماح لهن غيل
ومن بطن الشام إلى ((رجيل))
مرابع نبتها الأسل الطويل
يشيد دونها لبني كلاب
بيوت ما يضام لها نزيل
تسيل شعابها بندى ثمال
فليس لها إلى كلا رحيل
ويقول في استرجاع محمود بن نصر بن صالح حصن ((أسفونا)) من البيزنطيين بالرغم من كثرة عددهم، بعد أن اجتمعوا على قتاله، وقد قتل حوالى ألفين وسبعمئة منهم:
أما ظباك فقد وفت بضمانها
فمتى تجود بها على أجفانها
إن أظهرت لعلاك أنطاكية،
حزنًا فقد ضحكت على قطانها
بعث البريد فجرًا عن وثبة
ما كان أحوجه إلى كتمانها
لما أطل له لواؤك خافقًا
عرفت وجوه الذل في صلبانها
إن عاد نحوك جانب من كيده
قامت له الخطبا في قميانها
وقال الشاعر أبو الفضل، عبد الواحد بن محمد الحلبي الربعي، في الحادث نفسه، مخاطبًام حمود:
رددت على الإسلام شرخ شبابه
وكادت عليه أن تقام الم
آتم وظن طغاة الروم منذ أغبهم
نزالك أنا حين ذاك نسالم
ويقول محمد أسعد طلس، محقق ديوان ((ابن أبي حصينة))، في مقدمته للديوان: ((... حلب التي ازدهرت فيها الحركات العلمية ازدهارًا عظيمًا في عهد بني حمدان، وقد استمر ذلك الازدهار في عهد بني مرداس الذين كانوا لا يقلون كثيرًا عن الحمدانيين تشجيعًا للعلم وحدبًا على أهله وبخاصة زعيمهم صالح، وابنه ثمال، فقد كانا محبين للعلم وأهله، كما كانا من أصحاب المواهب العربية الصافية التي تمجد الشعر وتكبر قدر اللغة)).
وعدا مقارعة المرداسيين للبيزنطيين، فقد واجهوا الطغيان السلجوقي بنخوة عربية، فعندما زحف ملك شاه وأخوه تتش بن ألب إرسلان على الإمارة العربية في حلب في عهد سابق بن محمود، استنجد سابق بالأمير العربي أبي زائدة محمد بن زائدة، وأمر وزيره أبا نصر بن النحاس بأن يرسل قصيدة لهذا الأمير يوضح له تجدد خطر الاجتياح السلجوقي على ما بقي من ملك عربي هناك، ويطلب إليه أن ينجده كما فعل من قبل، فقال في القصيدة:
دعوت لكشف الخطب، والخطب معضل،
فلبيتني لما دعوت مجاوبًا
ووفيت بالعهد الذي كان بيننا
وفا كريم لم يخن قط صاحبا
وما زلت فراجًا لكل ملمة
إذا المجرب الصنديد أدبر هائبا
شمر لها، وانهض نهوض مشيع
له غمرات تستقل النوائبا
وها أنا لا أنفك أبذل في حمى
حماكم مجدًا مهجتي والرغائبا
أأدخر مالي عنكم وذخائري
إذا بت عن طرق المكارم عازبا
فاستجاب ابن زائدة للاستنجاد، وأرسل إلى سابق قصيدة يقول فيها:
دعوت مجيبُا ناصحُا لك مخلصًا
يرى ذاك فرضُا لا محالة واجبا
لبيت لا مستنكفًا جزعا ولا
جبانًا إذا خاض الكريهة هائبا
أسابق صرف الدهر في نصر ((سابق))
إلى تركمان الترك أزجي النجائبا
لما التقيناهم غدا البعض سالبًا
لأنفسهم والبعض للمال ناهبا
وكان يرى في كفه الشام حاصلًا
ويوم ((بزاعا)) رد ما ظن خائبًا
وليلة ((كرمين)) تركنا كرامهم
كضأن بها لاقت مع القدر قاصبا
وفي يوم ((خناقية)) قد خنقتهم
بعثير ذل رد ذا الشرخ شائبا
فكم فارس منهم تركنا مجدلًا
يباشر ترب القاع منه الترائبا
وإذ أيقنوا أن ليس للكسر جابر
تولوا وعن ((جيرين)) حثو الركائبا
وخلوا بها كسبا حووه وأبصروا
سلامتهم منا أجل مكاسبا
وما كان للدولة المرداسية أن تعيش أكثر ما عاشت في عصر الفتن الصاخبة، فزالت الدولة، ولكن القبيلة لم تزل، فظل بنو كلاب أبطالا في الميدان العربي. وحسبك أن يقول عنهم القلقشندي في الجزء الرابع من ((صبح الأعشى)):
((كانوا عرب أطراف حلب، وكانت لهم غزوات وغارات عظيمة على الروم وإنهم من أشد العرب بأسًا)).
وظل الكلابيون، بقيادة بني مرداس، فرسانًا مناجيد حتى دهمت العالم الإسلامي الحروب الصليبية، فتجندوا لها بقيادة أميرهم وثاب بن محمود بن نصر بن صالح. وفي وثاب هذا ومعاركه يقول ابن الخياط)):
عتادك أن تشن به مغارا
فقدها شزبا قبا تبارى
كان أهلة قدحت نجومًا
إذا قدحت سنابكها شرارًا
وقد هبت سيوفك لامعات
تفرق في دجنته نهارا
أما والسابقات لقد أباحت
لك الشرف الممنع والفخارا
فزر حلبًا بكل أقب نهد
فقد تدني لك الخيل المزارا
ويأبى اللّه إن أبت الأعادي
لناصر دينه إلا انتصابا
وفي محمود بن نصر بن صالح يقول عبداللّه بن سنان الخفاجي:
لا يذكروا حلبًا، وبيضك دونها
مشهورة فهي الظبا وهم هم
كم وقفة لك دونها مشهودة
والنقع ليل، والأسنة أنجم
الشيخ عبدالهادي الفضلي
السيد محمد باقر الصدر
الأستاذ عبد الوهاب حسين
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
محمود حيدر
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
مقدّمات البحث
تأبين الشّيخ الحبيل للكاتب الشّيخ عباس البريهي
حاجتنا إلى النظام الإسلامي خاصّة
القرآن يأسر القلب والعقل
الشيخ عبدالكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (3)
تقييم العلمانية في العالم الإسلامي
ضرورة الإمامة
دلالة آية «وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ»
العلاقة الجدلية بين التدين والفهم
الأجر الأخروي: غاية المجتمع