من التاريخ

وخِيرَ لي مصرعٌ أنا لاقيه


«.. لَمَّا عَزَمَ (الإمام الحسين عليه السلام) عَلَى الْخُرُوجِ إِلَى الْعِرَاقِ (من مكّة) قَامَ خَطِيباً فَقَالَ: الْحَمْدُ للهِ، ما شاءَ اللهُ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى رَسُولِهِ.
خُطَّ الْمَوْتُ‏ عَلَى وُلْدِ آدَمَ مَخَطَّ الْقِلَادَةِ عَلَى جِيدِ الْفَتَاةِ.
وَمَا أَوْلَهَنِي إِلَى أَسْلَافِي اشْتِيَاقَ يَعْقُوبَ إِلَى يُوسُفَ.
وَخِيْرَ لِي مَصْرَعٌ أَنَا لَاقِيهِ.
كَأَنِّي بِأَوْصَالِي تَتَقَطَّعُهَا عُسلَانُ الْفَلَوَاتِ بَيْنَ النَّوَاوِيسِ وَكَرْبَلَاء، فَيَمْلَأْنَ مِنِّي أَكْرَاشاً جُوفاً وَأَجْرِبَةً سُغْباً.
لَا مَحِيصَ عَنْ يَوْمٍ خُطَّ بِالْقَلَمِ.
رِضَى اللهِ رِضَانَا أَهْلَ الْبَيْتِ، نَصْبِرُ عَلَى بَلَائِهِ وَيُوَفِّينَا أَجْرَ الصَّابِرِينَ.
لَنْ تَشُذَّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عليه وآله وسلّم لُحْمَتُهُ، وَهِيَ مَجْمُوعَةٌ لَهُ فِي حَظِيرَةِ الْقُدْسِ، تَقَرُّ بِهِمْ عَيْنُهُ وَيُنْجَزُ بِهِمْ وَعْدُهُ.
مَنْ كَانَ بَاذِلًا فِينَا مُهْجَتَهُ وَمُوَطِّناً عَلَى لِقَاءِ اللهِ نَفْسَهُ؛ فَلْيَرْحَلْ مَعَنَا فَإِنَّنِي رَاحِلٌ مُصْبِحاً إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى‏.

(السيد ابن طاوس، اللهوف)

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد