من التاريخ

هلاك الحجاج بن يوسف الثقفي

 

وفي هذا اليوم 24 شهر رمضان وقيل: في 25، وقيل: في 27 منه، سنة 95 هـ، وقيل في شوال من نفس السنة، مات الحجاج بن يوسف الثقفي
قال الذهبي: أهلكه الله في شهر رمضان سنة 95 هـ، كهلاً، وكان ظلومًا، جبارًا، ناصبيًا، خبيثًا، سفاكًا للدماء... قد سِقْت سوء سيرته في تاريخي الكبير، وحصاره لابن الزبير بالكعبة ورميه إياها بالمنجنيق، وإذلاله لأهل الحرمين، ثم ولايته على العراق والمشرق كله 20 سنة، وحروب ابن الأشعث له، وتأخيره للصلوات، إلى أن استأصله الله. فنسبّه ولا نحبه، بل نبغضه في الله، فإن ذلك من عرى الإيمان.
وقال المسعودي: وأحصي من قتله صبرًا سوى من قتل في عساكره وحروبه فوجد 120 ألف، ومات وفي حبسه 50 ألف رجل، و30 ألف امرأة، منهن 16 ألف امرأة مجردة، وكان يحبس النساء والرجال في موضع واحد، ولم يكن ستر يستر الناس من الشمس في الصيف، ولا من المطر والبرد في الشتاء، وكان له غير ذلك من العذاب، وذُكر أنه ركب يومًا يريد الجمعة فسمع ضجة، فقال: ما هذا؟ فقيل له: المحبوسون يضجون ويشكون ما هم فيه من البلاء، فالتفت إلى ناحيتهم، وقال: إخسأوا فيها ولا تكلمون.
فيقال: إنه مات في تلك الجمعة، ولم يركب بعدها تلك الركبة.
وروي أنه كان يطعمهم خبز الشعير مخلوط بالملح والرماد، وكان لا يلبث الرجل في سجنه إلا يسيرًا حيث يسود الرجل ويصير كأنه زنجي.
وروي أنه وقعت الآكلة في بطنه، فدعا بالطبيب لينظر إليه، فنظر إليه ثم دعا بلحم منتن فعلقه في خيط ثم أرسله في جوفه، فتركه ساعة ثم استخرجه وقد لزق به الدم، فعلم أنه ليس بناجٍ.
قال ابن كثير: مات بواسط، وعُفى قبره وأجري عليه الماء لكيلا ينبش ويحرق.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد