من التاريخ

هزيمة الأمويين


الشيخ باقر شريف القرشي
كان من أوليات ما أحرزه الإمام من الانتصارات الرائعة هزيمته للأمويين فقد نسفت تضحيته جميع الأسس والقواعد التي أقامها معاوية لتوطيد الملك في آل أبي سفيان يقول بعض الكتاب : إن ما بناه معاوية لابنه يزيد في أعوام هدمه الحسين في أيام ونظر الناس إلى الخليفة نظرة الإفن والاستهتار فنفر المسلمون من سياسته ولصوق هذا بدولتهم ووسمه الواسمون بسمات الخديعة والمكر والظلم والجور وذلك كله بفضل هدي الحسين وحسن سمته وما رسمه من سياسة حكيمة في الوقوف أمام ظلمهم وما اختطه من خطة قويمة في دفع عنتهم وبغيهم وما أبداه في حركاته من حزم وإيثار .
لقد أطاح الإمام بنهضته المباركة بتلك الرؤوس التي نفخها الكبر وأثقلها الغرور وأعماها الطيش يقول السيد مير علي الهندي : إن مذبحة كربلاء قد هزت العالم الإسلامي هزًّا عنيفًا مما ساعد على تقويض دعائم الدولة الأموية .


أما مظاهر الهزيمة الأموية بعد قتل الإمام (عليه السلام) فهي :
أ ـ تجريدهم من الواقع الإسلامي : 
لقد عملت مجزرة كربلاء الرهيبة على تجريد الأمويين من الإطار الإسلامي وأثبتت أنهم على وثنيتهم وجاهليتهم فإن ما جرى على آل الرسول (صلى الله عليه وآله) من الإبادة الشاملة بعد أن حرمت عليهم القيادة العسكرية الماء وما جرى على ريحانة رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) من التمثيل بعد القتل وسبي حرائر النبوة وعقائل الوحي يطاف بهن من بلد إلى بلد وهن بحالة تقشعر منها الأبدان ليظهروا قهر آل النبي (صلى الله عليه وآله) وإبداء التشفي منهم أمام الرأي العام وما تمثل به يزيد من الشعر الذي أنكر فيه نبوة الرسول (صلى الله عليه وآله) وإنه إنما أباد عترته طلبًا بثأر من قتل من الأمويين في واقعة بدر كل ذلك قد جرد الأمويين من كل نزعة إسلامية ودلل على مروقهم من الدين.
ب ـ شيوع النقمة والانكار عليهم : 
وكان من مظاهر الهزيمة الساحقة التي مني بها الأمويون شيوع النقمة والإنكار عليهم في جميع الأوساط فقد تعالت موجات عارمة من الإنكار على يزيد حتى من عائلته وأسرته وقد فزع من ذلك كأشد ما يكون الفزع وندم على ما اقترفه وساءت العلاقة بينه وبين ابن مرجانة فيما يقول المؤرخون.
ج‍ ـ تحول الخلافة عن بني أمية : 
وهزمت ثورة الإمام الحكم الأموي ونسفت جميع معالمه وجعلته يعيش في ثورات متلاحقة قامت بها الشيعة وغيرهم حتى انهار صرح ذلك الحكم الأسود بقيام الدولة العباسية .
ودللت ثورة أبي الشهداء (عليه السلام) على الواقع المشرق لأهل البيت وكشفت للعالم الإسلامي الطاقات الهائلة التي يملكونها من الثبات على الحق والصمود أمام الأحداث وتبني القضايا المصيرية للأمة مما جعلت جمهرة المسلمين يكنون لهم أعظم الود وخالص الحب والولاء.
لقد أظهرت كارثة كربلاء للعيان أن أهل البيت هم المثل الأعلى للقيادة الروحية والزمنية لهذه الأمة وأنهم الرواد للحق والعدل في الأرض.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد