من التاريخ

كان بشِعْرِه أشدّ على بن أميّة من جيش

 

الشهيد مرتضى مطهري
أتعلمون من هو دعبل الخزاعي؟ ومن هو الكميت الأسدي؟
إنّهما إثنان من قرّاء مجالس التعزية الحسينية، ولكن لا كقراءتي أنا، إنّهما شاعران راثيان، ولكن لا كمراثي "محتشم" وغيره...
أولئك يكشفون عن مدرسة الحسين (عليه السلام).
الكميت بشعره كان أشدّ على بني أمية من جيش لجب، من كان الكُميت؟
كان مجرّد قارئ شعر على الحسين (عليه السلام)، وأيّ قارئ وأيّ شعر؟!
لم يكن ممن يردّدون بضعة أبيات يتناولون لقاءها أجورهم ويمضون.. كان يقول شعراً يهزّ المشاعر هزّاً ويهزّ عروش الطغاة هزّاً أيضاً.
عبد الله بن الحسن بن علي، المعروف بعبد الله المحض، تأثر بشعر الكميت، فأراد أن... (يكافأه) على ذلك الشعر النابض، فأتاه بسند ملكية مزرعته، ولكن الكميت رفض ذلك قائلاً: إنّه يقول الشعر في رثاء الحسين، وفي سبيل الله، فلا يُمكن أن يتقاضى لقاء ذلك أجراً.
ولكنه اضطر إلى قبولها بسبب إلحاح عبد الله، وبعد فترة جاء إلى عبد الله بن الحسن بن علي وقال له: لي إليك حاجة أتقضيها لي؟ فقال: قل فهي مقضية، فقال: بل أريد أن تتعهد بقضائها أولاً، فوعده ولعلّه أقسم
عندئذ أخرج الكميت سند المزرعة وأعاده إليه وقال: لن أستطيع قبول هذا منك.
وفي مناسبة أخرى جمع له بنو هاشم بعض المال، ولكنهم عجزوا عن حمله على قبوله، وقال: يستحيل عليّ قبول ذلك.
ولكم عانى هذا الرجل بسبب قوله الشعر في رثاء الحسين، ولكن عُذّب حتى قُتل شرّ قتلة، فقد قبضوا عليه في بيت يوسف بن عمر الثقفي، حاكم الكوفة يومئذ، وانهال عليه ثمانية بسيوفهم، وكان آخر ما قال: "اللهمّ آل محمد، اللهم آل محمد"

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد