السيّد هاشم معروف الحسني
لقد تكرّر الحديث عن الدجّال الأعور في أكثر مجلّدات البخاريّ، ورواه عن جماعة من الصحابة في مختلف أبواب (الصحيح)، وجاء في بعض المرويّات، أنّه ما بعث اللهُ نبيّاً إلّا وأخبره عن الدجّال، وأنّه أعور العين اليمُنى، وتضيف أكثر المرويّات إلى ذلك، «إنّ ربّكم ليس بأعور»، ورواه غير البخاريّ من السُّنّة والشيعة، ولكنّ المرويّات الشيعيّة لم تتعرّض للفقرة الأخيرة منها، وجاء في بعضها أنّه «يتظاهر بالدِّين، ويلبس ثياب القدّيسين لتضليل الناس وإغرائهم، فيتبعه أكثر الناس»، وهو من الأحاديث المشهورة عند السُّنّة والشيعة.
ومحلّ السؤال على تقدير صحّتها، هو أنّ هذه المرويّات على كثرتها هل تعني دجّالاً معيّناً يظهر على الناس في زمنٍ لا يعلمه إلّا الله، أو أنها تعني كلّ منافق يتستّر بالدين، ويظهر بمظهر المتديّنين لينفذ من ذلك إلى أغراضه وأهدافه. كما نشاهد هذا النوع من الدجّالين المتستّرين بثياب القدّيسين في زماننا وفي كلّ زمان، وقد شاهدنا وقرأنا عمّن استطاع أن يستغلّ المناسبات الدينيّة وغيرها ليلفت الأنظار إليه، ويحشد حوله الجماهير باسم الدين، وهو من ألدّ خصوم الدين وأنكد أعدائه، وأضرّ عليه من الأبالسة والشياطين.
وبلا شكٍّ، فإنّ هؤلاء أضرّ على الدين من المُتجاهرين في مقاومته وعدائه، لأنّ أساليبهم قد تمضي على الكثير من المغفّلين وعوامّ الناس، فيستطيعون بأساليبهم الخاصّة أن ينفذوا إلى أغراضهم وخدمة أسيادهم كما يريدون. كما (ابتُلينا) في يومنا هذا بأناسٍ من هذا النوع لا عهدَ لنا بأمثالهم، وعلى ذلك يكون قول النبيّ صلّى الله عليه وآله - لأنّ الدجّال أعورُ العين اليُمنى - كنايةً عن تعاميه من الحقّ وانحرافه عنه.
وقد عبّر القرآن الكريم عن أهل الحقّ بأصحاب اليمين، قال تعالى: ﴿إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ﴾ المدثّر:39-41. وعبّر أيضاً عن أهل الباطل بأصحاب الشمال كما في قوله تعالى: ﴿وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ * إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ * وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ * وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ﴾ الواقعة:41-47.
وهذا المعنى – التَّكنية - ليس ببعيدٍ كلّ البعد عن ظاهر أحاديث الدجال، وإن كان المعنى الأوّل ألصق بظواهرها وأقرب إلى سياقها.
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
محمود حيدر
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
العلاقة الجدلية بين التدين والفهم
الأجر الأخروي: غاية المجتمع
أمسية للشّاعرة فاطمة المسكين بعنوان: (تأمّلات في مفهوم الجمال بين الشّعر والفلسفةِ)
العظات والعبر في نملة سليمان
الكوّاي تدشّن إصدارها القصصيّ السّادس (عملاق في منزلنا)
اكتشاف أقدم أبجديّة معروفة في مدينة سوريّة قديمة
محاضرة للمهندس العلي حول الأنماط الحياتيّة من التّراث الدّينيّ
المعنى في دُنُوِّهِ وتعاليه (2)
الأمّة المستخلفة
المعنى في دُنُوِّهِ وتعاليه (1)