من التاريخ

المنكرون لقتل الحسين (ع) من الأمويين

الشيخ باقر شريف القرشي

 

تفاقم الأمر على يزيد وتوالت عليه صيحات المنكرين فقد نقمت عليه أسرته ومن بينهم:

 

يحيى بن الحكم: كان من أشد المنكرين عليه يحيى بن الحكم، فقد نقده في مجلسه، وقد دفع يزيد في صدره وأوعز إلى شرطته بإخراجه.

 

عاتكة بنت يزيد: وأنكرت عليه عاتكة ابنته حينما أرسل الرأس إلى حرمه ونسائه، فأخذته عاتكة فطيبته وقالت يا رأس عمي.

 

هند: ونقمت عليه زوجته هند بنت عمرو، فقد فزعت إلى مجلسه وهي مذعورة وقد رفعت صوتها: رأس ابن بنت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) على باب دارنا!! فأسرع إليها الطاغية، وأسدل عليها حجابها وقال لها: اعولي عليه يا هند فإنه صريخة بني هاشم عجّل عليه ابن زياد.

 

معاوية بن يزيد: ونقم معاوية على أبيه يزيد، كما نقم على جده معاوية، وقد رفض الخلافة وزهد في الحكم، وقد خطب في أهل الشام فندد في جده وأبيه وقال: ألا إن جدي معاوية نازع الأمر من كان أولى به منه لقرابته من رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) وقديمه وسابقته أعظم المهاجرين قدرًا وأولهم إيمانًا ابن عم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) وزوج ابنته جعله لها بعلًا باختياره لها، وجعلها له زوجة باختيارها له، فهما بقية رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) خاتم النبيين، فركب جدي منه ما تعلمون، وركبتم معه ما لا تجهلون، حتى أتته منيته فصار في قبره رهينًا بذنوبه وأسيرًا بجرمه، ثم قلد أبي الأمر فكان غير أهل لذلك، وركب هواه وأخلفه الأمل، وقصر عنه الأجل، وصار في قبره رهينًا بذنوبه وأسيرًا بجرمه، ثم بكى وقال: إن من أعظم الأمور علينا، علمنا بسوء مصرعه وبئس منقلبه، وقد قتل عترة رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) وأباح الحرم وخرب الكعبة.

 

وتهدم ملك آل أبي سفيان على يد معاوية بن يزيد، وما كان ينشده جده من استقرار الملك ودوامه في بيته، فقد نسف قتل الحسين (ع) جميع ما بناه معاوية وأسسه يزيد، فقد أحل ملكهم دار البوار، ويقول المؤرخون: إن بني أمية قد قامت قيامتهم على أثر خطاب معاوية الذي فضح فيه جده وأباه، فعمدوا إلى مؤدبه عمر القصوص فقالوا له: أنت علمته هذا ولقّنته إياه وصددته عن الخلافة وزينت له حب علي وأولاده وحملته على ما وسمنا به من الظلم وحسنت له البدع حتى نطق بما نطق وقال بما قال؛ فأنكر عمر ذلك وقال: واللّه ما فعلته، ولكنه مجبول ومطبوع على حب علي، فلم يقبلوا ذلك منه، وأخذوه فدفنوه حيًّا.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد