مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ حسين مظاهري
عن الكاتب :
آية الله الشيخ حسين المظاهري الأصفهاني، ولد عام 1934 م بمدينة تيران في محافظة أصفهان في إيران. بعد إنهائه دراسة العلوم الأدبية، ومرحلة السطوح حضر دراسته الحوزوية (دروس البحث الخارج في الفقه والأُصول) لدى حسين البروجردي ثم الإمام الخميني والمحقق الداماد ودروس الفلسفة لدى العلامة محمد حسين الطباطبائي في مدينة قم. بدأ بتدريس مرحلة البحث الخارج في مدينة قم في الفقه والأُصول. له ما يبلغ من 80 تاليفاً من الكتب الفقهية والتفسيرية والأخلاقية وغيرها.

الهدية وأثرها في البيت الزوجي

الشّيخ حسين مظاهري

 

إن الروايات المتواترة عن الرسول الأكرم (ص) وآله الأطهار (ع) تؤكد على مسألة التهادي، مهما كانت الهدية بسيطة، كونها تذهب بالضغينة والأحقاد من القلوب وتعمل عمل السحر في النفوس، فمن أراد أن يكسب قلب امرأته صوبه لا بأس أن يعمل بهذه الروايات الشريفة والتي تحبذّ أن يهدي الرجل لزوجته بين الفينة والفينة هدية متواضعة يعبّر فيها عن حبّه لها.

 

قد لا يأخذ البعض هذه المسألة بعين الاعتبار بالرغم من أهميتها البالغة في جلب المحبة، وباحتواء قلب المرأة الظامئ للعطف والحنان.

 

إن مثل هذه المسائل تزيد في فعالية الرجل والمرأة داخل وخارج الدار، وتجعل من المنزل محلاً للسرور والحبور، وإذا ما رأينا بعض البيوت يسودها البرود فلنعلم بأن السبب في ذلك هو عدم التزام أحد الزوجين بالوصايا الأخلاقية والاجتماعية التي وردتنا عن الرسول وآله الأطهار بصدد إفشاء المحبة والود في البيت الأسري.

 

فقد يرى الرجل زوجته غير متجمّلة، ولا متزينة، وإذا ما تحدثت بدا عليها العبوس والغضب، فيشرع هو الآخر بالتحجج والتعنّت، والغضب بسرعة لأنه لم يرَ من زوجته غير ذلك، وإذا ما كان محباً لها في الشهر الأول من الزواج، ففي الشهر الثاني سيتهاوى ذلك الحب ويزول إلى غير رجعة.

 

أما العاقل من الناس فهو ذاك الذي يتمكن من ترويض زوجته حسبما يريد وكيفما يرغب، فتراه يدخل الدار وفي يده هدية متواضعة، وإذا ما رأى وجهاً عبوساً بحث عن السبب بسرعة، وأفرد هو عن وجهه كيما يستطيع حلّ ذلك العبوس، فإن لم تكن الزوجة متزيّنة أشار إليها بطريقة فنية ذكية لتخجل من عملها ذاك، وإن لم تكن طاهيةً شيئاً يطعمه، قام هو إلى المطبخ ليهيئ له ولها طعاماً معجوناً بالرحمة والرأفة والود، عندها ستضطر الزوجة إلى القيام بوظائفها على أفضل وجه.

 

وخلاصة القول إن الهدية سواء كانت ورداً أو خاتماً أو كتاباً لا يخلو من التأثير أبداً، بل إن له في النفس لآثاراً وآثاراً، هذا إذا ما أردنا إحكام علائقنا الاجتماعية والأسرية، ورغبنا في زيادة أحبابنا وأعزائنا، ولا ينبغي لنا في كل الأحوال أن نأخذ هذه المسائل الصغيرة الكبيرة إلاَّ بعين الاعتبار والأهمية.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد