خصص سماحة الشيخ عبد الكريم الحبيل حديثه في خطبة الجمعة 17 نوفمبر للحديث عن بعض الدروس من أحاديث الإمام الحسن العسكري عليه السلام، كما دعا الأمة الإسلامية إلى نبذ الفرقة والاختلاف خلال أسبوع الوحدة الإسلامية.
وبدأ سماحته الخطبة برفع التعازي لمقام الأمام الحجة عليه السلام والمراجع العظام والأمة الإسلامية في ذكرى شهادة الإمام الحسن العسكري عليه السلام، واستعرض سيرته المباركة.
وروى الشيخ الحبيل الحديث الشريف الوراد عن الإمام العسكري الذي نصه: "ادفع المسألة ما وجدت التحمل يمكنك، فإن لكل يوم خيراً جديداً، واعلم أن الإلحاح في المطالب يسلب البهاء ويورث التعب والعناء، فاصبر حتى يفتح الله لك باباً يسهل الدخول فيه، فما أقرب الصنيع من الملهوف والأمن من الهارب المخوف، فربما كانت الغير نوع من أدب الله، والحظوظ مراتب فلا تعجل على ثمرة لم تدرك، فإنما تنالها في أوانها، واعلم أن المدبر لك أعلم بالوقت الذي يصلح حالك فيه فثق بخيرته في جميع أمورك يصلح حالك، فلا تعجل بحوائجك قبل وقتها فيضيق قلبك وصدرك ويغشاك القنوط، وأعلم أن للسخاء مقدارا فإن زاد عليه فهو سرف، وإن للحزم مقدارا فإن زاد على ذلك فهو تهور".
وذكر سماحته عبر شرحه لمقاطع الرواية أن الله سبحانه وتعالى مدح بعض المحتاجين في أنهم لا يسألون الناس إلحافا، وأشار إلى أن السؤال منهي عنه بنص من الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام: "يا أبا ذرّ، إيّاك والسؤال، فإنّه ذُلٌّ حاضر، وفقر متعجَّلة، وفيه حسابٌ طويلٌ يومَ القيامة".
وحث سماحته الشباب على العمل والبحث عن الرزق ووتحمل العمل فإن الناس ستعين من يعمل والله سيرزق من يجتهد في عمله، مؤكدا على ضرورة تحمل الضيق والترفع عن مسألة الناس والصبر على المصائب التي تجعله مسؤولا
وأشار بأن الإمام العسكري لما ذكر "الإلحاح في المطالب يسلب البهاء ويورث التعب والعناء، فاصبر حتى يفتح الله لك باباً يسهل الدخول فيه" ينوه إلى أن كثرة الإلحاح مكروه إلا من الله سبحانه لأنه يحب عبده الملح على حاجته، وذكر أن عاقبة الصبر دائما الى خير.
وفي شرحه لمقطع "فما أقرب الصنيع من الملهوف والأمن من الهارب المخوف، فربما كانت الغير نوع من أدب الله، والحظوظ مراتب فلا تعجل على ثمرة لم تدرك، فإنما تنالها في أوانها، واعلم أن المدبر لك أعلم بالوقت الذي يصلح حالك فيه فثق بخيرته في جميع أمورك يصلح حالك، أوضح أن الهارب والملهوف يعجل الله لهم بالفرج من مصابهم، و أن الله يريد أن يؤدب بعض عباده ببعض الشدائد لكي يتعظوا ويرجعوا إلى طاعة الله ويتوبوا.
وذكر أن البعض يريد أن يصبح غنيا من اول مرة دون العمل، مؤكدا أن التدرج في الوصول الى المراتب السامية يحتاج إلى جهد، إلا أنه لا يجب التعجل في الوصول إلا المراتب العالية لأن الله سبحانه وتعالى هو أعلم بمصلحة العبد وهو المدبر فيجب الثقة بالله ما اختاره سبحانه وتعالى.
وأشار الشيخ الحبيل إلى أن الامام العسكري دعا الى عدم العجلة ودراسة الامور قبل التصرف لكي لا يصاب الإنسان باليأس وسوء العاقبة.
بين سماحته أن الإمام تحدث عن الحياء فهو فضيلة أما إذا زاد فهو صعف في الشخصية، وأشار إلى أن للجود مقدار وما زاد فهو سرف أما الاقتصاد فهو حسن تدبير اما اذا زادت فهو البخل
وأكد سماحته على أن ضرورة تطبيق هذه الدروس الواردة عن الإمام العسكري عليه السلام واستلهامها للحياة.
وفي القسم الثاني من خطبة الجمعة، تحدث سماحة الشيخ الحبيل عن ذكرى ميلاد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله التي تصادف 12 ربيع الأول بحسب ما يرويه الأخوة السنة وويرويها بعض العلماء كالشيخ الكليني، والمشهور عن الشيعة هو ميلاد الرسول هو السابع عشر من ربيع الأول.
وقال الشيخ الحبيل: "وما بين الثاني عشر والسابع عشر دعا الإمام الراحل الخمبيني قدس الله نفسه الزكية إلى اتخاذ ذلك الأسبوع أسبوعا للوحدة الإسلامية، مظهرا لوحدة الأمة، وتماسكها وتآزرها وتآخيها فهي بأمس الحاجة
يمر بنا الاسبوع القادم ميلاد النبي الاكرم والذي يرافقه اسبوع الوحدة الاسلامية حيث دعا له الامام الى اتخاذهإلى تماشكها ووحدتها حيث تتكالب الامم الكافرة على الأمة وتسعى إلى تمزيقها وتدميرها منكل جهة ومرفق وناحية عقدية واقتصادية، وثقافي، وشرعية ودينية، سياسية، وجغرافي".
وأوضح أن الأمة ليست قليلة وإنما هي متفرقة ومتخاذلة ومتأخرة في جميع ما وصلت إليه الأمم وما سادت الأمم والتي وصلت إلى مراتب عالية من العمل والاقتصاد والقوة، وأضاف: "ينبغي للأمة الاسلامية أن يكون لها الظهور على باقي الأمم، ينبغى لها أن تتوحد وتتآزر وتتعاضض وأن تسعى أن تصل إلى تلك المراتب السامية من العلم والكرامة والعزة والحكم بالعدل وهي أولى بذلك، فإن تلك الشعوب والأمم ما وصلت إلا لما حكموا بالعدل وسادوا شعوبهم بالعدل واحترموا شعوبهم واحترموا كرامتهم وجعلوها قيمة عظيمة جدا"
وذكر أن الغرب تكالب على الأمة الإسلامية بعدما وصلوهما إلى المراتب العالية من القوة والعلم ليقضوا على كل مقدراتها، وحث الأمة الإسلامية للنهوض والتوحد وتجعل قوتها في مقابل أعدائها.
وعبر عن أسفه من تمزق الأمة الإسلامية من كل النواحي، وأنه يجب عليها التوحد والتكاتف فيما بينها عبر الرجوع إلى اصالتها الإسلامية، لاقفت أنها ما سادت في الزمن الماضي إلا بدينها ولم تسد عبر قوميتها
وقال: "أسأل الله أن يعجل في فرج مولانا صاحب العصر والزمان الذي نعيش اليوم يوم إمامته تتويجه بالإمامة، وأسأل الله أن يعجل في فرجه فهو الذي سيملأ الأرض قسطا وعدلا"، وأضاف: " وهو الذي سيتحقق على يديه الظهور للإسلاك على كل الأديان الأخرى".
الشيخ فوزي آل سيف
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ مرتضى الباشا
الشيخ محمد جواد مغنية
السيد محمد حسين الطهراني
السيد جعفر مرتضى
محمود حيدر
الشيخ محمد صنقور
السيد عادل العلوي
الشيخ جعفر السبحاني
حسين حسن آل جامع
الشيخ علي الجشي
عبد الوهّاب أبو زيد
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان