صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
أحمد الرويعي
عن الكاتب :
من مواليد عام 1994 القطيف، حاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة، يعمل كمهندس آلات دقيقة، - صدر له ديوان نافذة تطل على العرش 2017

الصّلاة برأس مقطوع

نأى بالحقيقة للجوهرِ

بريق عيونك في الخنجر

 

كأنّك حين لمست الغيوم

حقنت السّماوات بالأحمر

 

وها بتلة بتلة يتساقط

للماوراء دم المنحر

 

وبعض الأظلّة تمسك بالنّار

أن لا تطيش من المجمر

 

وثمّة أبواب صفراء تقتلع

الرّيح من جذرها الأكبر

 

أمامك ينهمر الموت مثل

انهمار الضّياء على المرمر

 

ويرتعش الصّبح إذ تتحسّس

كلتا يديه الظّلام الطّري

 

تعي كربلاء بأنّك فيها

محلّ العيون من المحجر

 

وأنّ رحيل الأسنّة فيك

رحيل الزّوارق في الأبحر

 

فمٌ يتطاير كالرّاعبيّة

ما بين قتلك والمحشر

 

وإذ يدرك النّصر أنّك رغم

تهشّم صدرك لم تخسر

 

هنا يترجّل عطرك منك

ويحمل سيفًا من العنبر

 

وينشقّ عن حلّتين جدار

الألوهة والأبد المقمر

 

فتنزل امرأة كالخيال

لتبحث في التّرب عن خنصر

 

بلى هو رمحك يا رأس فاصعد

صعود النّبيّ على المنبر

 

وتلك جراحك مثل العصافير

وهي تحوم على البيدر

 

جراحك أم بُرَك البعث حيث

تذوب البصيرة في المبصر

 

وحيث تهاجر سبع سنابل

محشوّة بالمدى العبقري

 

ينوء قميصك والدّم فيه

أشدّ انجرافًا من الأنهر

 

ومن أذن تكتفي بالصّهيل

لتشربه من كؤوس العري

 

تهاوت عيون زجاجيّة

على كربلاء ولم تكسر

 

رأيتك كالحتم إذ يتهافت

بين الدّقائق والأعصر

 

شفاهك تبيضّ حتّى يشير

لها الله أن يا سحاب أمطري

 

كأن لم تمت ظامئًا في الطّفوف

وقلبك بالسّهم لم يفطر

 

تمرّ عليّ سريعًا وهذا

مرور الرّبيع على المقفر

 

تمرّ وكمّك مأوى السّديم

وملتجأ للمجاز الثّري

 

وتعبرها جثثًا والرّؤوس

قناديل تسبح في المعبر

 

فتلقاك أنت وأنت ويا

لبكاء الهيولى على المظهر

 

رأيتكما واحدًا مثلما

كوثر يتجارى على كوثر

 

وجزت الطّرائق باسمك

واسمك وعد الطّبيعة للأخضر

 

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد