صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
أحمد الرويعي
عن الكاتب :
من مواليد عام 1994 القطيف، حاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة، يعمل كمهندس آلات دقيقة، - صدر له ديوان نافذة تطل على العرش 2017

الدّخان المنبعث من مدن البكاء

ترى النّار إذ لا نار في نظراته

وتلفت مأخوذًا بوهم التفاته

 

تحسّ بدفء فيك تحسب أنّه

من الشّمس لكن ذاك من وجناته

 

وليس هو البادي أمامك إنّما

بعينيك تمثال إلى ذكرياته

 

وإن نسيَت رجلاكَ دربًا سلكته

فلن ينسى هذا الدّرب وقع حفاته

 

هو الصّمت ماء تائه ظلّ صارخًا

لينجوَ حتّى جفّ من صرخاته

 

هو الصّمت بيت فارغ لو دخلتَه

خرَجْت وهذا الحزن من شرفاته

 

ترى النّار أسماء تفرّ وغايةً

تُجرّ ومعنًى دافنًا خطواته

 

وكم وطنًا ملقًى وبعض خرائط

تقاد وغيمًا قابضًا قطراته

 

عن القيد في حرفين ظنّ بأنّه

يحدّهما وهما (الهيولى) لذاته

 

وعن حجر يستأذن البئر قبل أن

تخوض دلاء الشّكّ في ظلماته

 

لقد عرف التّنّور كلّ الذي نوى

به الخبز لـمّا طاح بعض فتاته

 

هنالك ميْت كان يحمل قلبه

ويبحث في الأشياء عن نبضاته

 

وآخر لا مرئيّ حرّر روحه

من الطّين لكن ليس من أمنياته

 

ويخضرّ رمح ثمّ كالغصن ينحني

ويقسم أنّ الرّأس من ثمراته

 

أتى غيهب كي يسلب اللّيل إذ رأى

سماء وبدرًا غارقًا في صلاته

 

وساءلها: من ذا؟ أجابت هو الذي

يصوغ هواء الله في زفراته

 

ينادونه: (يعقوب) منذ بكى على

أبيه وبان العرش من ثفناته

 

كتائب من دمع تراكضن نحوه

وأسرجن فوق النّوق نطع شتاته

 

ولاح قميص الفجر وهو يفصّد الـ

ـدماء ومرّ الصّبح من ثغراته

 

إلى أين؟ أصغى ثم صوت صاح مَن

تلفّت كان الصّوت من طعناته

 

وأمعن في كفّيه والوقت واقف

يراه ويلقي الشّوك في طرقاته

 

مطأطأة تلك الرّؤوس يقودها

الشّقاء لفصل آخر من حياته

 

فماذا إذا ثار البكاء بسرّه

وألقى كما ألقى (موسى) عصا معجزاته

 

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد