صدى القوافي

رثاء السيدة الزهراء عليها السلام*


ألا هل إلى طول الحياة سبيل
وأنى وهذا الموت ليس يحول
وإني وإن أصبحت بالموت موقنًا
فلي أمل من دون ذاك طويل
وللدهر ألوان تروح وتغتدي
وإن نفوسًا بينهن تسيل
ومنزل حق لا معرج دونه
لكل امرئ منها إليه سبيل
قطعت بأيام التعزز ذكره
وكل عزيز ما هناك ذليل
أرى علل الدنيا علي كثيرة
وصاحبها حتى الممات عليل
وإني لمشتاق إلى من أحبه
فهل لي إلى من قد هويت سبيل
وإني وإن شطت بي الدار نازحًا
وقد مات قبلي بالفراق جميل
فقد قال في الأمثال في البين قائل
أضربه يوم الفراق رحيل
لكل اجتماع من خليلين فرقة
وكل الذي دون الفراق قليل
وإن افتقادي فاطمًا بعد أحمد
دليل على أن لا يدوم خليل
وكيف هناك العيش من بعد فقدهم
لعمرك شئ ما إليه سبيل
سيعرض عن ذكري وتنسى مودتي
ويظهر بعدي للخليل عديل
وليس خليلي بالملول ولا الذي
إذا غبت يرضاه سواي بديل
ولكن خليلي من يدوم وصاله
ويحفظ سري قلبه ودخيل
إذا انقطعت يومًا من العيش مدتي
فان بكاء الباكيات قليل
يريد الفتى أن لا يموت حبيبه
وليس إلى ما يبتغيه سبيل
وليس جليلًا رزء مال وفقده
ولكن رزء الأكرمين جليل
لذلك جنبي لا يؤاتيه مضجع
وفي القلب من حر الفراق غليل
ـــــــــــ
* منسوب إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد