صدى القوافي

الطهر الأسمى


الشيخ عبد الكريم آل زرع

لكِ يـا بضعـة النبــي الوفــاءُ
مـن محـبٍ لا يعتــريه جفــاءُ
مزجــت ذاتــه بحـبـك حتـى
كـان منهـا كمـا يكــون البنـاء
فاستـوى فـي جنانـه منـه نهـرٌ  
صــبَّ فيـه من الجـلال بهــاء
وجـرى فهـو في الحـنايـا عروج  
لسمـــاء ومــا عليهــا سمـاء
وهـو فـي كونـه مدامـة حسـن  
رشفــت مـن نميـرها الأعضـاء
فــإذا مقـلة تـنـم عـن الحـب 
وقلــب يسـتـاف منــه الصفــاء
ومحـيّـى يفـيض منـه جمـال 
العشـق عذبــاً مستعـذبــاً والسنـاء
يا ابنة المصطفى وحسـبـكِ فخـراً  
أنّـكِ الطهـر فاطــم الزهــراء
لكِ وجــه لـو أبصرتـه ذكــاءٌ  
أدركت مـا هــو الضيــاء ذكاء
حزتِ أسمـى الصفات يا ابنة طـه  
بعضهـا بعـد لـم تحـزها النسـاء
كَــلَّ فــي مدحــك اليـراع ومَـن 
رام محــالاً أودى بـه الإعيـاء
وكليـــل الجنــاح يستصعــب 
السفــح وتعلــوه قمـة شمّــاء
ما عسـى أن أقـول فيمَـن أبوهـا  
خيـر مَن شرفـت بــه العـليـاء
سيـد الكـون باسمــه قــد تبـاهى 
الرسـل والأنبيــاء والأوليــاء
مـا عساني أقـول فـي بعلك الطهـر 
علــيّ وفـي يـديـه القضــاء
هـو للمصـطفـى وصـي وعنـه  
صغــر الأوصـيـاء والأنبـيـاء
هـو قلـب الوجـود وهـو إمامـي  
وأميـري إن عــدت الاُمـــراء
وبنـوك الأُلـى أضــاءوا زمانـاً  
أليـلاً فـي ضمـيـره إغـفـــاء
وأحالـوا جـدب العواطـف خصباً  
فانتـشـى العـدل واستـقام الإخـاء
ومـن النــبع يســتقي ومن النور 
علـى كـل ظـلمة يســتضــاء
فهـم النــور والحيـاة وشــيءٌ  
ليـس يــدرى لكنّــه معطــاء
يا ابنـة المصطـفى ألفنـا الرزايـا  
غيــر أنّـا مـن حبـكـم سعـداء
وصبـرنا وكـل صبــر جهــادٌ  
وهتـفــنا أن منـكــم لا بـراء
دونـه سادتــي تسـال الدمــاء  
دونـه الـروح إن روحـي فــداء
إنَ هـذا مـن الجهـــاد يسيــر  
زرعتـه فـي قلبـنـا كـــربلاء
كيف أسعى ولستُ أمــلك شعـري  
لـو غشـانـي مـدح لكـم وثنـاء
وإذا الذكـر خصكـــم بمديــحٍ    
مـا عسـى أن تنمـنـم الشعــراء
يا ابنة المصطـفى عليـك سلامـي  
مــا تغـنّـت بعشــهـا ورقـاء

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد