صدى القوافي

فكأنّ صورةَ أحمدٍ في فاطمٍ

 

علي حمدان الرياحي*

ماذا أقولُ بعِيدِ بنتِ محمّدِ
وبآلِ بيتِ محمّدٍ ومحمّدِ
ولهم صفاءُ مودّتي ومحبّتي
وبهم لِربِّ العالمينَ تعبُّدي
وبهم سبكتُ حِسانَ كلِّ قصائدي
وبمدحِهم عرفَ الأنامُ تَوَجُّدي
ماذا أقولُ بفاطمٍ وجلالِها        
ويدي تنوءُ بما يقصّرُ عن يدي
نفسي الفداءُ لِفاطمٍ ولأمّها 
ولِزوجِها وإلى الأبِ البَرِّ النَّدي
خيرِ الخلائقِ أرضِها وسمائِها
وأجَلّ مَن وُجِدَتْ ومَن لم يُوجَدِ
ماذا أحدّثُ عنكِ والذكرى شذىً
يُذكِيه في النَّسَمات طِيبُ المحتدِ
ماذا أقولُ وقد تَجِيشُ بخا       
طِري كلماتُ أمِّكِ للنبيّ محمّدِ
واللهِ يا خيرَ البَريّةِ عندما
وُلِدَتْ عجِبتُ بنورِها المتوَقِّدِ
فلقد رأيتُ به البسيطةَ كلَّها
من مغربٍ أقصى وشرقٍ أبعَدِ
وأتاحَ ربُّك سيّداتِ جِنانِه        
عوناً إليّ وكنَّ خيرَ العُوَّدِ
ماذا أُحدِّثُ عنكِ يا ابنةَ أحمدٍ
ومثيلُ فضلِك في الورى لم يُشْهَدِ؟
ما دمتِ سيّدةَ النساءِ وخيرَها
وأجَلَّ مَن وُلِدَتْ ومَن لم تُولَدِ
أمَّ الأئمّةِ والمصابيحِ التي       
شعَّ الزمانُ بِنورِها المتوقِّدِ
ماذا أحدِّثُ عن أبيكِ وقد أتى   
لَمّا وُلِدْتِ بِلَهْفَةِ المتَوَجِّدِ؟
وحَبَا لوجهِك لاثماً متشوّقاً
حبّاً ترعرعَ من قديمٍ سرمَدي
وتماثلَ النورانِ نوراً واحداً
من كوكبٍ متفرّدٍ متجرِّدِ
فكأنّ صورةَ أحمدٍ في فاطمٍ
وكأنّ صورةَ فاطمٍ في أحمدِ
ماذا أُحـدِّثُ عنـكِ بعـدَ طفـولــةٍ
وضيــاءِ وجـهٍ مـا تـلأْلأَ يــزدَدِ
وتَطـاولُ الأعنـاقُ لابـنـةِ أحمــدٍ   
مـن كــلِّ ذي جـاهٍ وكـلِّ مســوَّدِ
فيَشـيـحُ خيـرُ المرسَليـنَ بوجهِـه
ويَخيـبُ مَـن يأتـي إليــهِ ويغتـدي
وثَنـاكِ عن كـلّ الصّحابـةِ والورَى
وأبــاكِ إلّا للكَـمـِـيِّ الأَصـيَــدِ
القاســمِ الهامـاتِ قِسمَــةَ عـادلٍ    
بالقـسـطِ غيــر مقـلِّلٍ ومـزيّــدِ
أُمَّ الأئمـّـةِ خيــرَ أعـلامِ الـورى     
عفـواً إذا شـطَّ اليـراعُ علـى يـدي
فتـقبَّلـي منـّـي هديّــةَ شاعــرٍ       
لمُحَـمّــدٍ ولآلِ بيــتِ محـمّـــدِ
ــــــ
•  شاعر سوري علي حمدان الرياحي (1920 – 1980م)، وُلد في قرية رأس العين، من توابع مدينة جبلة في محافظة اللاذقية، وفيها توفّي.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد