صدى القوافي

باب المراد


الشيخ جعفر النقدي

إذا ما سُدَّتِ الأبوابُ فاقصُد
(جوادَ) بني الهُدى، بابَ المُرادِ
ترى باباً، به الحاجاتُ تُقضى
ومُنتجَعاً، خَصيبَ المُستزادِ
ومولىً فيه تَلتجئُ البرايا
لدى الجَدْبِ في السنة الجمادِ
لِطُلاّبِ الحوائجِ مِن نَداهُ
تزاحمتِ العوائدُ والبوادي
على وُفّادِهِ كالغيثِ تَهمي
يَداه، مدى الزمان بِلا نَفادِ
بحارُ علومه، عِلمُ البرايا
لَدى زخّارها شِبْه الثِّمادِ
وكم ظهرتْ له من مُعجزاتٍ
رآهُنَّ الحواضرُ والبوادي
وما ارتدعوا بنو العباس عَمّا
قلوبُهُم حَوَتْهُ من عِنادِ
فَسامُوهُ الأذى حَسَداً بِبَغيٍ
لهم قد فاق شراً بغيَ عادِ
أفِتيانَ العُلى من آل فهر
وأبطالَ الوَغى، يومَ الجلادِ
وأبناءَ المَواضي والعَوالي
وفُرسانَ المطهَّمةِ الجيادِ
هَلُمّوا بالمُسوَّمة المَذاكي
لِدَرْك الثار، ضابحةً عوادي
عليها كلُّ مِغوار جَسُور
يزينُ حُسامَه طولُ النِّجادِ
فإنَّ دماءكم ضاعت جُباراً
لدى الطُلقاء من باغٍ وعادي
وفِعلُ (بني نثيلة) فاق شرّاً
فِعالَ أُميّةَ وبني زيادِ
سقى الزَّوراءُ غيثٌ مُستمرٌّ
وعاهَدَ أرضَها صوبُ العهادِ
رُبا أرجائها أعلى مقاماً
وأزهى من رُبا ذاتِ العِمادِ
بِقَبر ابن الرضا وأبيه حقٌّ
لها، لو فاخَرتْ كُلَّ البلادِ

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد