صدى القوافي

تَوالَ عَلِيّاً وَأَبْناءَهُ

 

صفيّ الدين الحلّي
قال يمدح أمير المؤمنين عليه السّلام، ذاكراً يوم الغدير:
تَوالَ عَلِيّاً وَأَبْناءَهُ      
تَفُزْ في المَعادِ وَأَهْوالِه
إمامٌ لهُ عِقْدُ يَوْمِ الغَديرِ     
بِنَصِّ النَّبِيِّ وَأَقْوالِه
لهُ في التَّشَهُّدِ بَعْدَ الصَّلاةِ      
مَقامٌ يُخَبِّرُ عَنْ حالِه
فَهَلْ بَعْدَ ذِكْرِ إِلَهِ السَّماءِ      
وَذِكْرِ النَّبِيِّ سِوَى آلِه
وقال فيه عليه السّلام:
فَواللهِ ما اخْتارَ الإلِهُ مُحَمَّداً      
حَبيباً، وَبَيْنَ العالَمِينَ لَهُ مِثْلُ ".."
وَشاهِدُ عَقْلِ المَرْءِ حُسْنُ اخْتِيارِه     
فَما حالُ مَنْ يَختارُهُ اللهُ وَالرُّسْلُ
وقال فيه عليه السّلام:
أَميرَ المُؤْمِنينَ أَراكَ إمّا      
ذَكَرْتُكَ عِنْدَ ذي حَسَبٍ صَغا لي
وَإِنْ كَرَّرْتُ ذِكْرَكَ عِنْدَ نَغلٍ       
تَكَدّرَ سِتْرُهُ، وَبَغَى قِتالي
فَصِرْتُ إِذا شَكَكْتُ بِأَصْلِ مَرْءٍ       
ذَكَرْتُكَ بِالجَميلِ مِنَ المَقالِ
فَلَيْسَ يُطيقُ سَمْعَ ثناكَ إِلّا        
كَريمُ الأَصْلِ مَحْمودُ الخِلالِ
فَها أَنا قَدْ خَبَرْتُ بِكَ البَرايا       
فَأَنْتَ مَحَكُّ أَوْلادِ الحَلالِ
وقال يمدحه عليه السلام، وقد قرأ قول ابن عبّاس فيه: جُمعت في عليٍّ أضدادُ لم تُجمع في بشر قطّ:
جُمِعَتْ في صِفاتِكَ الأَضْدادُ     
فَلِهذا عَزَّتْ لَكَ الأَنْدادُ
زاهدٌ، حاكِمٌ، حَليمٌ، شُجاعٌ     
ناسِكٌ، فاتِكٌ، فَقيرٌ، جَوادُ
شِيَمٌ ما جُمِعْنَ في بَشَرٍ قَطّ      
ولا حازَ مِثْلَهُنَّ العِبادُ
خُلُقٌ يُخْجِلُ النَّسيمَ مِنَ العَطْفِ      
وَبَأْسٌ يَذوبُ مِنْهُ الجَمادُ ".."
ظَهَرَتْ مِنْكَ للوَرَى مُعْجِزاتٌ      
فَأَقَرَّتُ بِفَضْلِكَ الحُسَّادُ
إِنْ يُكَذِّب بِها عِداكَ فَقَدْ كَذَّ     
بَ مِن قَبْلُ قَوْمُ لُوطٍ وَعادُ ".."
جَلَّ مَعْناكَ أَنْ يُحيطَ بِهِ الشِّعْرُ       
وَتُحْصي صِفاتِهِ النُّقّادُ
إِنَّما اللهُ عَنْكُمُ أَذْهَبَ الرِّجْسَ     
فَرُدَّتْ بِغَيْظِها الأَحْقادُ
ذاكَ مَدْحُ الإِلَهِ فيكُمْ، فَإِنْ فُهْتُ      
بِمَدْحٍ، فَذاكَ قَوْلٌ مُعادُ

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد