صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
حسين حسن آل جامع
عن الكاتب :
شاعرٌ من مواليدِ القطيفِ 1384 هـ

خديجة .. جوهرة الإسلام

حسين حسن آل جامع

على نَعشِها
أرخَى النبيُّ رزاياهُ
وبَثَّ إلى ربِّ السماواتِ
شَكواهُ

أراقَ دُموعَ القلبِ حزنًا
ولَوعَةً
وحَقَّ لهُ .. ما كانَ أعظمَ
بَلْواهُ !

هُوَ الوَجدُ
لمْ يَفتُرْ على فَقدِ عَمِّهِ
وقد شَمتَتْ منْ فَقدِهِ المُرِّ
أعداهُ

وعادَ الرَّدى
يَستلُّ وَهّاجَ صُبْحِهِ
فَتُظلِمُ في عَينيْه - كاللَيلِ -
دُنياهُ

فَدَيتُ فُؤادَ " المُصطفَى "
وهْو وَاجمٌ
يُمَرِّغُ في نَعشِ " الشَريفةِ "
نَجواهُ

" خديجَةُ " :
يا فَخرَ العَفيفاتِ رُتبَةً
تَسنَّمتِ مِنْ مَرقَى الكمالاتِ
أعلاهُ

ويا منْ رَعَيتِ الدِينَ ..
والكُفرُ مُحدِقٌ
وما هَجَعتْ عنْ دَعوتِي
قَطُّ عَيْناهُ

بَذَلْتِ
فما أبقَيْتِ شَيئًا وإنّما
على اللهِ قدْ بِعتِ الغِنَى
فاشْترَى اللهُ

وآوَيْتِ يا " أُمَّ البَتولِ"
"مُحمَّدًا "
وكانتْ قُريشٌ بالأذِيّةِ
تَلقاهُ

بَلَى
كنتِ لي كَهفًا ودِفْئًا
ورَحمةً
متى اشتدَّ همٌّ في فُؤادي
فأضناهُ

أَعُودُ ومنْ وَجهي أذًى
تَقطُرُ الدِّما
فيذهبُ ما يَلقَى جَبيني
وألقاهُ

لقدْ كنتِ في كلِّ الجِراحاتِ
بَلسَمًا
على كَفِّكِ النُورِيِّ ما كانَ
أشفاهُ

أراكِ .. وقدْ أسلَمْتِ لِلموتِ
مُهجةً
فراحَ لِقبضِ الرُوحِ يَبسُطُ
يُمناهُ

" خَديجَةُ "
قُومي واحْضُني حُزنَ " فاطِمٍ "
وحَقِّكِ ! ما أشْجى بُكاها
وأقساهُ !

" خَديجَةُ "
ما زالتْ على الحُزنِ غَضَّةً
عَليَّ عزيزٌ كُلَّما سَوفَ
تَلقاهُ

أُعزّيكِ فِيها
يَومَ يَستامُها العِدَى
وتُضرَمُ في جَنبَيْ "عليٍّ "
رزاياهُ

" خَديجَةُ "
أهدتكِ السماواتُ حُلَّةً
ورُمْتِ منَ " الهادي " قميصًا
فأهداهُ

وشِبلُكِ يومَ الطفِّ في مَجمرِ
الثَرَى
وقد طَحنتْ خَيلُ الطواغيتِ
أشلاهُ

وكَفَّنَهُ "السَجّادُ
- وا لَوعةَ الهُدَى -
بِباريَةٍ .. مُذْ راحَ يَدفُنُ
أَعضاهُ

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد