صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ علي رضا بناهيان
عن الكاتب :
ولد في عام 1965م. في مدينة طهران وكان والده من العلماء والمبلغين الناجحين في طهران. بدأ بدراسة الدروس الحوزوية منذ السنة الدراسية الأولى من مرحلة المتوسطة (1977م.) ثم استمرّ بالدراسة في الحوزة العلمية في قم المقدسة في عام 1983م. وبعد إكمال دروس السطح، حضر لمدّة إثنتي عشرة سنة في دروس بحث الخارج لآيات الله العظام وحيد الخراساني وجوادي آملي والسيد محمد كاظم الحائري وكذلك سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي. يمارس التبليغ والتدريس في الحوزة والجامعة وكذلك التحقيق والتأليف في العلوم الإسلامية.

سرّ رأس على رماح

دهور مضت والنّاس متعلّقون بالأرض، أبدانهم

أرواحهم، أعينهم..

صدّق، حتّى لون السّماء امّحى من أذهانهم

من شدّة ما باتوا غرباء عليها

مهما صرختَ، لم يرفع أحد طرفه إلى السّماء لحظة

تألّمتَ لأجلهم

كنتَ تعلم أنّ الإنسان إن لم يكن سماويًّا فليس بإنسان

لكنّهم كانوا قد أنِسوا بالأرض

وكانت رائحة التّراب تفوح من منتهى آمالهم وأمانيهم

أردتَ أن يقتفوا أثر نظراتك

فيصبحوا سماويين

كنتَ ترفع رأسك وتظلّ ترنو إلى السّماء

لكن عوضًا عن أن تصبح نظراتهم سماويّة

حنّت حناجرهم إلى حنجرتك

وفاضت أعينهم بالدّم

لم يكن ثمّة جدوى!

كان القوم قد تخطّوا هذه المرحلة

من سبّابتك التي كانت تشير إلى السّماء

ونظراتك المرتفعة إلى الأعالي

ما كانوا يجدون السّماء

وكان لابدّ أن تقوم أنت بعمل جبّار

أظنّك أيقنتَ

أنّه لابدّ من خلق مشهد مهيب

في الأفق

كي يرفع القوم أعينهم

عن الأرض

ويحدّقوا في السّماء

أخشى أنّ هذا ما جعلك تتّخذ من رؤوس الأسنّة

مقرًّا في الطّريق من كربلاء إلى الشّام

علّ أحدًا يرفع طرفه نحو السّماء

ويتحرّق شوقًا إلى التّحليق

حبيبي يا حسين

يا ليتنا علمنا أنّك صرت ثمن سماويّتنا

لأجل أن لا تبقى أعيننا مسمّرة في الأرض

إلى هذه الدّرجة

أنا ما زلت أرنو إلى رأسك المرفوع فوق الرّماح

ولم أحدّق في السّماء!

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد