يحصل التجديد والتغيير في النبوّة فيما إذا كانت هذه النبوّة قد استنفدت أغراضها، واستكملت أهدافها، وأنهت شوطها المفروض عليها، فإنّه في مثل هذه الحالة لا بدّ لها أن تخلي الميدان لنبوّةٍ جديدةٍ تحمل أهدافاً جديدة، وتحمل شوطاً جديداً لا بدّ أن تؤديّه في خدمة الإنسان، وفي سبيل تصعيده إلى المستوى المطلوب.
تنقَّل رسولُ الله (ص) من بيتٍ إلى آخر -إذ لم يكن يُحب أن يُثقِلَ على أحد- فنزل عند كلثوم بن هدم، ثم نزل بعد ذلك عند خيثمة الأوسي، وهكذا ظل يتنقل في بيوتات بني عمرو بن عوف ينتظر عليًّا (ع)، وكانت الوفود تأتيه تُبدي له تمام الاستعداد أنْ ينزل عندهم، إلَّا أنَّه كان يُصرُّ على البقاء.
قدِم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة ليقيم النظام ويعمل على تكامله ويجعله أنموذجاً إلى أبد الدهر، ليقتدي به اللاحقون على امتداد التاريخ، ممّن تتوفّر لديهم القدرة على إقامة نظام مماثل له، من أجل أن يزرعوا الاندفاع في القلوب كي يحثّ بنو البشر الخطى نحو إيجاد مثل هذا المجتمع
الثابتُ عندنا أَّن أوَّل مَن صلَّى على جثمان رسول الله (ص) هو الإمامُ عليٌّ (ع) بعد أنْ قام هو بتغسيلِه وتحنيطِه وتكفينِه ثم أذِنَ للصحابة في الدخول إلى الحجرة الشَّريفة للصلاةِ عليه، فكان يُدخِل فوجًا فوجًا أو عشرة عشرة فيُصلُّون عليه فُرادى ثم يخرجون ليدخل غيرُهم، وكان عليه السلام يقول: إنَّ رسولَ الله إمامٌ حيًّا وميِّتًا.
«بأبي أنت وأمّي طبت حيًّا وطبت ميتًا، انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت أحد ممّن سواك من النبوة والأنباء. ولولا أنّك أمرت بالصبر، ونهيت عن الجزع لأنفذنا عليك ماء الشؤون ولكان الداء مماطلاً، والكمد محالفًا وقلاّ لك، ولكنّه ما لا يملك ردّه ولا يستطاع دفعه! بأبي أنت وأمّي اذكرنا عند ربك، واجعلنا من بالك؟».
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان