قال العالم الجليل السيّد عبد الله سبط المحدّث الجزائري، في (شرح النخبة): «وجدتُ في عدّة مواضع؛ أوثقُها بخطّ بعض المشايخ الذين عاصرناهم مرسلاً، أنَّهُ لَمّا رَجَعَ مَولانا زَينُ العابِدينَ عليه السلام، مِنَ الحَجِّ استَقبَلَهُ الشِّبلِيُّ، فَقالَ عليه السلام لَهُ:حَجَجتَ يا شِبلِيُّ؟ قالَ: نَعَم يَا ابنَ رَسولِ اللهِ.
الشيخية هم طائفة من الشيعة الإمامية الاثني عشرية، ولقّبوا بهذا الاسم نسبة إلى شيخهم ومعلمهم الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي، وهم لا يختلفون في أُصول الدين وأُمهات المسائل الشرعية عن سائر الشيعة الإمامية، وليسوا أخباريّين كما ربما يتوهّم، نعم لهم بعض الآراء والمعتقدات الخاصّة كما نشير إليها.
زوّر عليه مرّة كُتباً تتضمّن الدعوة لبيعته، فلا يكون مغبّة ذلك إلّا إعلاء شأن أبي جعفر، وإظهار الكرامة والفضل له، فكان المعتصم لا يزداد لذلك إلّا حنقاً وغيظاً، ولا يقوى على كتمان ما يسرّه من الحسد والحقد، فحبسه مرة، وما أخرجه من السجن حتّى دبّر الأمر في قتله،
«..مثلُك يعلم بالضرورة أنّ الإخلاد إلى أرض المادّة وازدياد التّثاقل بالانكباب على لوازم الطّبيعة الجسمانيّة، والاشتغال باستيفاء اللّذّات الحسّيّة والمشتهيات البهيميّة والسَّبعيّة، بل صرف تمام أوقات العمر في تدريس العلوم الرسميّة، وترك طريق التّصفية بالرياضات الشرعيّة، من موانع العروج إلى سماء المعارف الحقيقيّة..