قرآنيات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ علي رضا بناهيان
عن الكاتب :
ولد في عام 1965م. في مدينة طهران وكان والده من العلماء والمبلغين الناجحين في طهران. بدأ بدراسة الدروس الحوزوية منذ السنة الدراسية الأولى من مرحلة المتوسطة (1977م.) ثم استمرّ بالدراسة في الحوزة العلمية في قم المقدسة في عام 1983م. وبعد إكمال دروس السطح، حضر لمدّة إثنتي عشرة سنة في دروس بحث الخارج لآيات الله العظام وحيد الخراساني وجوادي آملي والسيد محمد كاظم الحائري وكذلك سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي. يمارس التبليغ والتدريس في الحوزة والجامعة وكذلك التحقيق والتأليف في العلوم الإسلامية.

أقرأتَ سورة الشّمس بهذه الطّريقة؟!

وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴿١﴾

قسمًا بالشّمس ونورها الذي تنشره في العالم

 

 وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴿٢﴾

وحين يكون بدرًا فإنّه يشرق أكثر

 

وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ﴿٣﴾

والنّهار حين ينير وجه الأرض

 

وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ﴿٤﴾

واللّيل ساعة يسترها (الشّمس)

 

وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا ﴿٥﴾

هنا لو كانت موسيقى فكيف ستعزف؟ ستعرف في إيقاع قويّ ورنّان، يجلّي هذه المقدّمة!

 

وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا ﴿٦﴾

وقسمًا بالأرض وما جعلها تمتدّ وتنبسط بهذه السّعة..

لاحظ حجم الأقسام! كلّ ما في العالم من أشياء عظيمة وجميلة ورائعة ومؤثّرة، وليست في متناول الإنسان بسهولة، أقسمَ بها!

طيّب، والآن يقسم بقسم آخر بعد هذه الأقسام، ربّما يريد القول: القسم الذي أريد أن أقسم به الآن أيضًا جميل، بل أجمل من كلّ ما قلت!  

 

وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴿٧﴾

وقسمًا بنفس الإنسان، وبمن خلقها بهذا الجمال!

لفظة "سوّاها" تستعمل أيضًا للسّماء، للأرض، وللشّمس والقمر، واللّيل والنّهار، لكنّها هنا ليست للّيل والنّهار.

"سوّاها" كم خلقتها بجمال وتوازن ونظام متقن؟ يقول هذا بخصوص روح الإنسان، قسمٌ بروح الإنسان، أيُّ خلْق؟! كم هي روح عظيمة؟! كم هي جميلة؟! روح الإنسان، نفس الإنسان، كم هو بعيد المنال وجود الإنسان؟! كم هو بعيد المنال؟! الله أكبر...

 

فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴿٨﴾

خلقتُ هذه النّفس بهذا الجمال، لكن علّمتها هي كيف تقي نفسها، ألهمتها هي بذلك، تركت لها الخيار، أخبرتها بما يضرّ بها..

"سوّاها" يعني جمال باهر، نسق ونظام عجيب، وما معنى الفجور؟ الضّربة التي تحطّم هذا النّظام، علّمتُها فجورها، أخبرتها بأنّه: ما الذي يفسد جمالك، ويخرّب روعتك وعظمتك! "وتقواها" يعني ماذا؟ يعني علّمتها كيف تصون نفسها من هذا الفجور، التّقوى هنا جاءت محلّها بالضّبط، أعرفتم الآن لماذا التّقوى مهمّة إلى هذا الحدّ؟ (فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) أخبرتها كيف تحفظ نفسها، وما الذي يضرّ بها، إنّك خلقت من قمّة الجمال...

 

 

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد