لجهنَّمَ طبقاتٌ:
وتحدَّث القرآنُ عن أن لجهنَّم طبقاتٍ كما يُستفاد ذلك من قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا﴾(22) وكذلك هو مستفادٌ من قوله تعالى: ﴿لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ﴾(23) فثمة ظللٌ من نارٍ تكونُ من فوقِ رؤوسِ أهل النار وأخرى من تحتِهم، وفي ذلك دلالة على أن لجهنم طبقاتٍ، إذ إنَّ الظلَّة لا تكونُ إلا مِن جهة العلو، وعليه فالتي تحتَهم تكونُ ظلَّةً لـمَن هم تحتها، فهي إذن ظللٌ وطبقات بعضها فوق بعض.
ظُللٌ من نارٍ وثيابٌ وطعامٌ من نارٍ:
والـلافتُ في الآية هو ما أفادته من أن هذه الظُلل مصنوعةٌ من نار، وهذا ما لا يمكنُ درْكُه، وكذلك يظهرُ من الآيات أنَّ العديدَ من الأشياء التي نعرفُها في الدنيا تكونُ في جهنَّم مصنوعةً من مادَّةِ النار، فالظللُ مصنوعةُ من نارٍ والثيابُ مصنوعةٌ من نار ﴿فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ﴾(24) وهذا ما يُرجِّح أنَّ النار التي يأكلُها الغاصبون لأموالِ اليتيم طعامٌ مصنوعٌ حقيقةً وليس مجازًا من مادَّة النار: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا﴾(25) وكذلك هو طعامُ الذين يكتمونَ ما أنزل اللهُ من الكتاب: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّار﴾(26) فأكلُ النار وإنْ لم يكن مُدركًا لدينا لعدم تعارفِه عندنا بل ولعدم إمكانِه إلا أنَّ الأشياء غيرَ المتعارفة وغيرَ الـمُدركة في جهنَّمَ كثيرةٌ، فإنَّ شيئًا يسيرًا منها لو أصابَ الإنسانَ في الدنيا لماتَ من ساعتِه لكنَّ القرآن يُخبرُنا أنَّه لا يموتُ فيها ولا يحيا، وهذا أمرٌ غيرُ قابلٍ للاستيعاب لولا علمُنا بأنَّ اللهَ تعالى على كلِّ شيءٍ قدير.
شرَرٌ كالقصر:
هذا وقد تحدَّث القرآنُ عن الشرَر المتشظِّي في نار الآخرة، فشبَّهه في حجمِه بالقصر ﴿إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ﴾(27) والقصرُ هو البناءُ العالي أو هي الخيمة المضروبة أو الشجرةُ الغليظة أو هي رؤس النخل، وشبَّه الشرَر في اتِّقادِه بلون الجمل الأصفر ﴿كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ﴾(28) فإذا أصابت مَن يُرمى بها حطَّمت منه كلَّ عظم، ولهذا فهي الحُطَمة التي قال اللهُ تعالى عنها: ﴿كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ﴾(29).
وتحدَّث القرآنُ عن كُتلٍ ناريَّة وأخرى من نحاسٍ تُرسلُها النار على رؤس وأجساد العصاة والكافرين من الثقلين الجنِّ والإنس، فلا يجدون ملجأً يقيهم منها، يقولُ تعالى في سورة الرحمن: ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ﴾(30).
هل لنارِ الآخرةِ حياةٌ ومشاعر؟!
وتحدَّث القرآن عمَّا يظهرُ منه أنَّ لنار الآخرة حياةً ومشاعرَ، فهي ليست كنارِ الدنيا لا شعورَ لها بل هي كما أفادت بعضُ الآيات ترى وتغتاظُ وتزفرُ كما يزفرُ الغضبان ساعةَ التوثُّبِ للانتقام، قال تعالى: ﴿إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا﴾(31) وقال تعالى: ﴿إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ﴾(32) فظاهرُ الآية الأولى أنَّ جهنَّم ترى وتُبصرُ، وهذا من شؤون الأحياء، وظاهرُ الآية الثانية وكذلك الأولى أنَّها تغضبُ وتغتاظُ، وهذا يعني أنَّ لها مشاعرَ كما هي للأحياء، ولو تمَّ هذا الاستظهار ولم يُحمل على المجاز فإنَّه يبعثُ في قلوبِ مَن يشقونَ بها مزيدًا من الرعب واليأس من الخلاص، ولعلَّ ممَّا يُؤيدُ استظهار أنَّ لنار الآخرة حياةً وشعورًا هو ما أفادتْه بعضُ الآيات من مخاطبة اللهِ سبحانه لها كما في قوله تعالى: ﴿يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾(33).
لا يَخبو سعيرُها:
وتحدَّث القرآنُ عن نارٍ لا يخبو سعيرُها كما هو الشأنُ في نار الدنيا، فهي مهما تطاولتْ في أمدِها وتشامخ لهبُها فإنَّه إذا تلاشى وقودُها تخبو ثم تخمُد، وأمَّا نار الآخرة فيقولُ اللهُ تعالى عنها: ﴿فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى﴾(34) فهي كذلك أبدًا، ويقولُ تعالى: ﴿مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا﴾(35) فوقودُها الناسُ والحجارة، فأمَّا أحجارُها فلا تتلاشى أو هي في تجدُّد، وأمَّا الناسُ من سكَّانِها فإنَّهم: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا﴾(36).
عذابُها مُتلاحِق:
ويتحدَّثُ القرآنُ عن نارٍ عذابُها متلاحق ومتتابع لا يفترُ ولا يخفُّ، يقولُ اللهُ تعالى: ﴿لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾(37) ويقول تعالى: ﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ﴾(38) فليس لهم فيها نَظِرة أو مُهلة يستفيقون فيها من هولِ العذاب: ﴿فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ﴾(39).
لا يُتاح لسكَّانِها الفرار:
وتحدَّث القرآن عن نارٍ لا يُتاحُ لسكَّانِها الفرار منها كما قد يُتاحُ ذلك لـمَن ابتُلي بنارٍ في الدنيا فهي: ﴿عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ﴾(40) قد: ﴿أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا﴾(41) كما أنَّه لا جدوى من الاستعانة بمَن قد يُخلِّصهم منها، لأنَّ أحدًا غيرُ قادرٍ على الانتصار لهم: ﴿وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ﴾(42).
زبانيةُ جهنَّم:
وتحدَّث القرآنُ عن أنَّ لأصحابِ النار موكَّلين يتولَّونَ إنفاذَ أمرِ اللهِ تعالى فيهم، وهؤلاءِ الموكَّلون من جنسِ الملائكة كما قالَ تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً﴾(43) وذلك ما يَستبطنُ الدلالة على عدم إمكانيَّة المقاومةِ لهم أو الفرارِ من قبضتِهم لِمَا هو المأنوس في الأذهان من أنَّ للملائكةَ قُوًى خارقة، وقد وصف القرآنُ هؤلاءِ الملائكة بقولِه: ﴿عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾(44) فهم غلاظٌ في خلقتهم وهيئاتِ صورِهم، وشدادٌ قُساةٌ جٌفاة في تعاملهم، وقد وصفَهم في آيةٍ أخرى بالزبانية وإنَّما وصفهم بذلك لأنَّهم يَقذفون أهلَ النار في النار ويتعتعون بهم إلى مواقع العذاب، فالزبنُ بمعنى الدفع بعنْفٍ كما تَدفعُ الناقةُ الشَّموس حالبَها، فتدفعُه ركلًا برجلها وقد تخبطُه بيديها.
وقد سمَّى القرآن الكريم ملائكة العذاب بخزنة جهنَّم كما في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ﴾(45) وقوله تعالى: ﴿سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ﴾(46) وذلك يُعبِّر عن إشرافهم وإدارتهم لمطلق شؤون وتفاصيل العذاب الذي سيشقى به أهل النار، فإنَّ ذلك هو مفادُ التعبير بالخزَنة، ولذلك قال الله تعالى على لسان يوسفَ الصديق: ﴿قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾(47) فأصحاب النار ليسوا متروكين ولا مهملين بل هم متابَعون وملاحقون أبد الآبدين في مختلف شؤونهم، لذلك فهم لا يرجون خلاصًا ولا راحة، فإذا التمسوها توسَّلوا لذلك بالملائكة فيسمعون منهم ما يزيد من إحباطهم ويأسِهم يقولُ الله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ قَالُوا أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ﴾(48)، ﴿وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ﴾(49).
أحوالُ أهل النار:
وتحدَّث القرآنُ الكريم عن أحوال أهلِ النارِ في النار فأفاد بأنَّهم يندمون ويعترفون بما كانوا عليه من ضلال: ﴿قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ﴾(50) وتحدَّث عن أنَّ اللهَ تعالى يُريهم أعمالَهم وما كانوا قد اجترحوه من موبقاتٍ فتعظُمُ لذلك حسرتُهم ﴿كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ﴾(51) ثم إنَّهم يطلبون فرصةً لتدارُكِ ما سلف من ظلمِهم ويؤكِّدون على أنَّهم سيعملون غير الذي كانوا يعملون وأنَّ عملهم لو مُنحوا هذه الفرصة لن يكون إلا صالحًا: ﴿رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ﴾(52). ويؤكِّد القرآن في آياتٍ أخرى أنَّهم كاذبون في وعدهم عدمَ العودة إلى الظلم والفساد لو أُتيح لهم العودة إلى الدنيا، قال تعالى: ﴿وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾(53).
ثم تحدَّث القرآن عن أنَّ أصحاب النار يرجون الخروج منها ولو بعد حين ولكنَّه رجاءٌ خائب، فالعذابُ الذي هم فيه مقيمٌ، قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ﴾(54) وتحدَّث عن أنَّ لهم فيها صُراخًا وشهيقًا وزفيرًا: ﴿وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا﴾(55) وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ﴾(56).
وتحدَّث القرآن عن أنَّ أهل النار أو بعضَهم يحاولون الهرَبَ من النار لعلَّه لإيهامهم أنَّ ثمة فرصةً لذلك إمعانًا في تحطيم نفسياتهم فكلَّما حاولوا وجدوا زبانيةَ جهنم لهم بالمرصاد يقسرونهم على العودة إلى مواقعِهم، يقولُ الله تعالى: ﴿كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾(57) وتحدَّث عن أنهم يتضرَّعون إلى الله تعالى أن يُخرجهم، ويعدونه بعدم العودة إلى ما كانوا عليه ﴿رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾(58).
وتحدَّثَ عن أنَّ أصحابَ النار يلتمسون من أصحاب الجنَّة أنْ يفيضوا عليهم من الماء وممَّا رزقَهم الله فيرجعُ إليهم الجواب مخيِّبًا لأملِهم: ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِين﴾(59) وتحدَّثَ عن أنَّهم يستغيثونَ لشدَّة ما ينتابُهم من الظمأ فيُغاثوا ولكنْ بماءٍ إذا قرَّبوه من وجوهِهم تهرَّأت لوهجِه صفحةُ وجوههم: ﴿وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ﴾(60).
وتحدَّثَ عن أنَّهم يطلبونَ مِن خزَنةِ النار أنْ يُخفَّفَ عنهم يومًا من العذاب: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ﴾(61) لكنَّه طلبٌ لا يجدون له اجابةً: ﴿قَالُوا أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ﴾(62) فإذا يئسوا من الخلاص ومن التخفيف سألوا مالكًا خازنَ النيران أنَ يُقضيَ عليهم فيموتوا لكنَّه يعلمُ أنَّ تلك دعوة لا تُستجابُ وأنَّ إرادة الله قضتْ بأنْ يظلُّوا في العذاب خالدين ولذلك لا يسعُه إلا أنْ يُجيبهم بأنَّكم ماكثون: ﴿وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ﴾(63).
وتحدَّث القرآن عن أنَّ أصحاب النار يتنازعون فيما بينهم ويشتمُ بعضُهم بعضًا ويلعنُ بعضُهم بعضًا ويتلاومون فيما بينهم ويتبرأ كلُّ فريقٍ من الآخر، قال تعالى: ﴿كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا﴾(64)، ﴿قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ﴾(65).
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
22- النساء / 145.
23- الزمر / 16.
24- الحج / 19.
25- النساء / 10.
26- البقرة / 174.
27- المرسلات / 32.
28- المرسلات / 33.
29- الهمزة / 4-5.
30- الرحمن / 35.
31- الفرقان / 12.
32- الملك / 7-8.
33- ق / 30.
34- الليل / 14.
35- الإسراء / 97.
36- النساء / 56.
37- الأنبياء / 39.
38- الزخرف / 74-75.
39- النحل / 85.
40- الهمزة / 8.
41- الكهف / 29.
42- الشعراء / 92-95.
43- المدثر / 31.
44- التحريم / 6.
45- غافر / 49.
46- الملك / 8.
47- يوسف / 55.
48- غافر / 49-50.
49- الزخرف / 77.
50- المؤمنون / 106.
51- البقرة / 167.
52- فاطر / 37.
53- الأنعام / 28.
54- المائدة / 37.
55- فاطر / 37.
56- هود / 106.
57- الحج / 22.
58- المؤمنون / 107-108.
59- الأعراف / 50.
60- الكهف / 29.
61- غافر / 49.
62- غافر / 50.
63- الزخرف / 77.
64- الأعراف / 38.
65- سبأ / 32.
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ محمد هادي معرفة
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان