الشيخ محمد تقي مصباح يزدي
اللهُمَّ إنّا نَرغَبُ إلَيكَ في دَولَةٍ كَريمَةٍ تُعِزُّ بِها الإسلامَ وَأهلَهُ وَتُذِلُّ بِها النِّفاقَ وَأهلَهُ، وَتَجعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ إلى طاعَتِكَ وَالقادَةِ إلى سَبيلِكَ وَتَرزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ.
دافع الانتظار
إنّ أحوال الإنسان النفسانية هي من التعقيد لدرجة أن الإنسان نفسه قد يغفل عنها ولا يلتفت إلى دقائقها. فقد يحبّ الإنسان شيئاً لكنه يجهل سرّ تعلّقه ومحبّته له.
وللناس دوافع مختلفة بشأن انتظار ظهور الإمام المهدي (عج) والرغبة الشديدة بإقامة دولته.
فمثلًا، يشتهر بین عوام الناس أنه حين يظهر الإمام فإن حاجاتنا ومعيشتنا ستتأمن بصورة مجانية؛ وبعبارة أخرى فإن تلك الحاجات التي تتطلب التعب ستُلبّى في عصره بمجرد ذكر الصلوات على محمد وآل محمد.
بناء عليه، من الممكن أن يكون البعض محبين لظهور إمام الزمان، لهذا السبب أو الأسباب شبيهة، فهم في الأساس منتظرون لظهوره لأجل ذلك.
والبعض ينتظرون ظهوره لكي يأتي ويُصلح أمورهم ويحلّ مشاكلهم التي تُثقل ظهورهم.
الحقيقة، إن أداء بعض الوظائف الشرعية، وخصوصاً الوظائف الاجتماعية مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومواجهة الظلم والفساد، هو أمرٌ صعب ومن الممكن أنّ البعض سينتظرون ظهور هذا الإمام باعتبار أنه بمجيئه سيرفع عن كاهلهم كل هذه المتاعب والمشقّات.
ومن الممكن أن يكون البعض منتظرين لإقامة الدولة التي تقتلع جذور الظالمين بسبب تألّمهم من الظلم، ليصل كل إنسان في ظل تلك الدولة إلى حقّه (أتباع العدالة والمساواة).
وفي النهاية، هناك من ينتظر ظهور الإمام لأجل نصرة الإسلام ودين الحق وإقامة أحكام الله وتطبيق تلك الأحكام المهملة لإحياء سُنن النبيّ والقضاء على الكفر والشرك.
فعلينا أن ننظر إلى أعماقنا لنرى ما هو دافعنا من انتظار ولي العصر (عج).
فهل إننا نريد ذلك الخبز الصلواتي؟
أم ضقنا زرعاً بظلم الظالمين؟
أم نستثقل أن نعيش تحت وطأة المسؤوليات الدينية؟ أم أنتظر الفرج لأن الإسلام والمسلمين في خطر؟
علينا إذاً أن نتفكر ونرى أي من هذه الدوافع موجود فينا.
فلو اتّضح أن دافعنا هو أحد تلك الدوافع الثلاثة الأولى، فمعنى ذلك أن قلوبنا في الواقع تتحرّق لأحوالنا لا لأحوال الآخرين.
وإنّ انتظارنا في الواقع هو من أجل راحتنا، لا لظهور حضرة الحجة (عج).
فلو وجد شخص آخر غير إمام العصر يؤمّن احتياجاتنا فسوف نكون مریدین له ومحبّين.
بناء عليه، لن يكون لإمام الزمان هنا وظهوره أي موضوعيّة بالنسبة لنا، بل إنّ مقصودنا الأساسي سيكون الوصول إلى راحتنا لا غير.
فما هي قيمة مثل هذا الانتظار الذي ينشأ من طلب الراحة والكسل! فلو كنّا ننتظر ذلك اليوم الذي يظهر فيه إمام العصر (عج) لتسقط أعباء الوظائف والمسؤوليات عن كاهلنا، وكأن هذا الإمام سيحارب الكفر والنفاق بنفسه ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويصلح الأمور، ثم نقوم نحن في النهاية بالحصول على مكتسباته ووراثة إنجازاته ونتمتّع بكل الثروات وغيرها من إمكانات دولته، من دون أي عناء أو تعب، فمثل هذا الانتظار لا قيمة له ولا يعد ميزة.
إن الانتظار الحقيقي هو الذي يتمتع بالقيمة، حين يكون الإنسان في انتظار الفرج الذي ينتصر فيه الإسلام ويتّسع وينتشر في كل العالم، وهو يريد بذلك ظهور حضرة المهدي (عج).
فهذا هو الانتظار الذي يتمتع بالقيمة، وهو الانتظار الحقيقي، والذي تدلّ الروايات على قيمته الرفيعة. ولئن كان الأمن سيستتبّ في ظل حكومة وثورة الإمام الحجة العالمية ويعم الازدهار وتكثر النعم ويُقضى على الظلم والظالمين ويزول الفقر والشقاء، لكن هذه الأمور لا ينبغي أن تكون الدافع الحقيقي للمؤمن في انتظاره لفرج ذلك الإمام.
الشيخ محمد الريشهري
الشيخ محمد جواد مغنية
الشيخ محمد مهدي الآصفي
الدكتور محمد حسين علي الصغير
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
السيد محمد باقر الحكيم
عدنان الحاجي
السيد محمد حسين الطهراني
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
لقمان الحكيم (1)
خطأ التفسير الميكانيكي للكون وقرود شكسبير
الانتظار والصراع بين المستضعفين والمستكبرين
أهمية الصورة الفنية
الغيب والشهود
أبعاد التغيير في مجتمع الجزيرة العربية (2)
عواقب لتخليق (الحياة المرآتية) على الحياة والأرض في المستقبل
أذى أهل الطائف لرسول الله
النفاق في صدر الإسلام
الوجود واحد وبسيط