الشيخ علي رضا بناهيان
البشر مخلوقات طالبة للكمال فما الذي يجعلها تتوقّف؟.. وأين تتوقف؟.. ما الذي يحصل للإنسان إذ يؤمن، بل ويصبح ولائيّاً؛ وهو مما يعزّز طلبه للكمال، ويتعلّم معه كيفيّة بلوغ هذا الكمال، ويكتسب به دافعاً أعظم لبلوغ الغاية القصوى لآماله، ثم يتوقّف، بل ويتراجع! أنتَ لماذا؟! لأنه – يا رفاق - مُنعَطفٌ، وما أسوأه من منعطف! حتى الذي يجيد القيادة قد تنقلب سيّارته هنا! تعالوا يا رفاق نتعرّف هذا المنعطف. المنعطف هذا لا صلة له بكم، إنها ميزة الدنيا.
منعطف الدنيا الخطر
الإنسان في ذات الوقت الذي يكون فيه طالباً للكمال، ويرغب في الكثير، ويريد كل شيء فإنه عُرضةٌ لضرر كبير، وهو عدم إداركهِ فلسفةَ وجوده في هذه الدنيا. كيف؟ لا شك أنكم رأيتم أطفالاً صغاراً يلعبون بألعابهم. فجأة يلاحظ أحدهم اللعبة التي في يد الآخر. وهو يلعب بهذه، تراه يبكي لمجرد مشاهدة تلك.. يقول: أريد تلك! تقول له: حسنٌ، لا بأس، نعطيك تلك.. لكن هاتِ هذه. في النهاية أنت تستطيع اللعب بواحدة، فخُذ تلك، وهاتِ هذه.. لا يعطيها! بل لو أخذتَها منه لشَرعَ بالبكاء ثانية!
- يا صغيري، أنت تستطيع اللعب بواحدة!..
لاحظوا هذه النفسية! ليس مستعداً للمقايضة.
رغبَتُه في الكمال هذه تجعله إذا قلتَ له: "هاتِ هذه اللعبة الأصغر وأعطيك الأكبر" يقول لك: "ألا يمكن أن أحتفظ بهذه وتعطيني تلك معاً؟" في الدنيا كل ما تطلب ويشاؤون إعطاءك إياه لا يعطوكه حتى يأخذون منك شيئاً آخر! الإنسان، المُريد لكل شيء، غير مُستعد لإعطاء شيء إزاءَ أخذِ شيء آخر، بل... قد يخطئ مرّةً.. إذ يريدون منحَه شيئاً أفضل فلا يرغب حتّى في التخلّي عن هذا الأقل الذي عنده!
فلسفة وجودنا في هذه الدنيا هي هذه المقايضة. وعند هذا المنعطف... البشر يسقطون، وتظهر مساوئهم. الإنسان يريد كل شيء، فما الذي يجعله يتوقف؟ لأن الدنيا محل مقايضة، وهو لا يحب المقايضة.. يريد الاحتفاظ بالأشياء!
وإنّما سقط نبي الله آدم(ع) لهذا السبب بالذات! قال له إبليس: أتريد الاحتفاظ بممتلكاتك هذه؟
قال: أجل. نسيَ اللهَ!.. نسيَ عداء إبليس له!.. وتوجّه نحو الشجرة المحرَّمة.. لأجل ماذا؟ للاحتفاظ بهذا الذي يملكه! فسقط.. لم يكن أبداً يودّ أن يأخذها منه أحد! فكيف خدعه الشيطان؟ قال له: أتودّ أن لا يأخذوا هذه منك؟ فانخدع!
فبماذا يخاطبنا الله في شأن الجهاد؟ يقول: "هلّا أعطيتني روحَك!"
- لكن أبانا، أو أبا أجدادنا ذاك لم يُطلَب منه بَذلُ النفس. لقد غُرِّرَ به لمجرّد أنه: أتوّد الاحتفاظ بهذه! ثم تأتينا نحن، يا إلهي، وتريد أن تأخذ منّا أرواحنا!
- لماذا الخوف! آدم(ع) خشيَ أن يفقد هذه الأشياء.. فانخدع.. أَوَتخشى أنت أيضاً أن تفقدها؟! عن أمير المؤمنين(ع) (بالمضمون): إذا جاهدتَ لا ينقص عمرُك، لا تخف! فلنهدأ.. فلنُذعن لهذا.. إنه واقع.. الدنيا محل مقايضة.. إنك مؤمن بالله، لكن كيف ستجتاز هذا المنعطف؟ حتى المؤمن والولائي.. إن لم يعتقد بهذا، يسقط! إنه المنعطف الذي ينبغي لإيمانك أن يعينك على اجتيازه.
ما اللحظة التي يتوقف فيها الإنسان؟ إنها عندما يحاول بتحفّظ - بسبب رغبته في نَيل كل شيء - الاحتفاظ بما يملك.. هذه هي بداية سقوط الإنسان! يقول: أريد كل شيء، فلتبقَ هذه لي، حتى يأتي الباقي! هذه هي بداية سقوط الإنسان..
الشيخ محمد الريشهري
الدكتور محمد حسين علي الصغير
السيد عباس نور الدين
الشيخ محمد جواد مغنية
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ محمد مصباح يزدي
الشيخ محمد جواد البلاغي
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
السيد عبد الأعلى السبزواري
محمود حيدر
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
العقيدة، المعنى والدور
المرتدون في زمن النبي (ص)
طبيعة الفهم الاستشراقي للقرآن (1)
حين تصبح المرأة المثيرة هي القدوة، ما الذي جرى وكيف تُصنع الهوية؟
الحب في اللّه
العرفان الإسلامي
جمعية العطاء تختتم مشروعها (إشارة وتواصل) بعد 9 أسابيع
الرؤية القرآنية عن الحرب في ضوء النظام التكويني (2)
قول الإماميّة بعدم النّقيصة في القرآن
معنى كون اللَّه سميعًا بصيرًا