الشيخ حسين المصطفى
علينا أن نعي أنَّ الصوم المرفوض هو الصوم الشكلي المظهري غير النابع من أعماق القلب، فهذا صوم يمارسه الإنسان كعادة وليست عبادة.
وحذر الرسول محمد (ص) من هذا الصوم قائلاً: "لو صليتم حتى تكونوا كالحنايا، وصمتم حتى تكونوا كالأوتار، لم يقبل الله منكم إلاّ بورع"..
وكذلك حذر السيد المسيح (ع) من هذا الصوم فقال: "ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين، فإنّهم يغيّرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين. الحقَّ أقول لكم إنهم قد استوفوا أَجْرَهم". (متى: إصحاح 6 آية 16 - 19).
فالصوم المقبول الذي اختاره الله لنفسه أن يكون في فَكِّ قيود الشر وحلِّ عقد نير الذل والاستعباد وإطلاق سراح المتضايقين وتحطيم كل نير، ويتجلى في:
- الورع عن محارم الله: ففي خطبة الرسول الأكرم (ص) قال: "أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله".
- عفة اللسان وغض البصر: سمع رسول الله (ص) امرأ ة تسبّ جارية لها وهي صائمة، فدعا رسول الله (ص) بطعام، فقال لها: "كلي". فقالت: إنّي صائمة! فقال (ص): "كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك، إنّ الصوم ليس من الطعام والشراب فقط".
- حفظ الجوارح عن القبائح: يقول الإمام الصادق (ع): "إذا أصبحت صائماً فليصم سمعك وبصرك من الحرام، وجارحتك وجميع أعضائك من القبيح، ودع عنك الهذي وأذى الخادم، وليكن عليك وقار الصائم، والزم ما استطعت من الصمت والسكوت إلاّ عن ذكر الله، ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرك...".
وقد جاء في سفر أشعياء في حديثه عن الصوم المقبول: "أَلَيْسَ الصَّوْمُ الَّذِي أَخْتَارُهُ يَكُونُ فِي فَكِّ قُيُودِ الشَّرِّ، وَحَلِّ عُقَدِ النِّيرِ، وَإِطْلاَقِ سَرَاحِ المُتَضَايِقِينَ، وَتَحْطِيمِ كُلِّ نِيرٍ؟ أَلاَ يَكُونُ فِي مُشَاطَرَةِ خُبْزِكَ مَعَ الجَائِعِ، وَإِيْوَاءِ الفَقِيرِ المُتَشَرِّدِ فِي بَيْتِكَ. وَكُسْوَةِ العُرْيَانِ الَّذِي تَلْتَقِيهِ، وَعَدَمِ التَّغَاضِي عَنْ قَرِيبِكَ البَائِسِ؟"(التوراة: سفر أشعياء 58 الاصحاح 6 ـ 8).
فالصوم المختار هو الصوم الناتج من القلب المُسلِّم لله والخاضع والمطيع لمشيئته سبحانه، والممتلئ بالثمر الصالح والسلوك المستقيم، فأساس الأمر أنَّ الله ينظر إلى القلب وليس إلى المظاهر الخارجية، فهو ينظر إلى الداخل وليس إلى الخارج.. يقول الرسول الأكرم (ص): "إنّ الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى أقوالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم".
ويأتي رمضان ويأتي معه ثقافة الصمت، والتعقيب المتداول على ألسنة الصائمين (اللهم إني صائم)، ولكنَّ العيون تتلهف لأكبر قدر ممكن من مشاهدة المحطات التلفزيونية.
وفي هذا الشهر الكريم تتعطل كلُّ أنواع النقد بحجة الصيام المزعوم، وكأنَّ الرقابة الإلهية الصارمة تزيد في هذا الشهر أكثر من غيرها في بقية الشهور.
وعندما تريد أن تتكلم عن ظاهرة سلبية في مجتمع خاص كأنك خرجت عن جادة الإسلام، والمقولات تلاحقك: هذه غيبة. هذه نميمة. هذا تعدٍّ.
بصراحة شديدة، حوَّلنا شهر رمضان من وسيلة إلى غاية، وفقد معه تدريب النفس على الخير والجمال والحب.. فالنقد -مثلاً- ليس مختصاً ببيان العيوب والمثالب فحسب، وإنما هو بيان لمساحات الخير والجمال أيضاً.
الغاية من الصوم في هذا الشهر الكريم هو الوصول إلى التقوى، {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، نحن بحاجة أن نؤمن إيماناً حقيقياً بالعقل، والعدل، والمساواة، والكرامة، والرحمة، والتعارُف، والخير العام... الخ؛ لكي نصل إلى التقوى.
الإيمان المنافق هو أن تقرأ القرآن وتصلي النوافل وتصوم في هذا الشهر الفضيل... ولكنك تسفك الدماء، وتأكل المال بالباطل، وتقذف الناس بالباطل...
يقول الإمام علي (ع): "فَبِالْإِيمَانِ يُسْتَدَلُّ عَلَى الصَّالِحَاتِ، وَبِالصَّالِحَاتِ يُسْتَدَلُّ عَلَى الْإِيمَانِ، وَبِالْإِيمَانِ يُعْمَرُ الْعِلْمُ، وَبِالْعِلْمِ يُرْهَبُ الْمَوْتُ، وَبِالْمَوْتِ تُخْتَمُ الدُّنْيَا، وَبِالدُّنْيَا تُحْرَزُ الْآخِرَةُ، وَبِالْقِيَامَةِ تُزْلَفُ الْجَنَّةُ وَتُبَرَّزُ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ".
الشيخ محمد مصباح يزدي
السيد عادل العلوي
الشيخ محمد صنقور
عدنان الحاجي
السيد محمد حسين الطهراني
السيد عباس نور الدين
الشيخ جعفر السبحاني
السيد جعفر مرتضى
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ حسين الخشن
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
جاسم الصحيح
حبيب المعاتيق
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
الشيخ عبد الحميد المرهون
ناجي حرابة
عبدالله طاهر المعيبد
جاسم بن محمد بن عساكر
التعددية الدينية
زيادة الذاكرة
الضمائر في سورة الشمس
متى وكيف تستخدم الميلاتونين المنوم ليساعدك على النوم؟
تراتيل الفجر، تزفّ حافظَينِ للقرآن الكريم
في رحاب العيد
لنبدأ انطلاقة جديدة مع الله
المنطقة تحتفل بعيد الفطر، صلاة ودعاء وأضواء وتواصل
من أعمال وداع شهر رمضان المبارك
العيد الامتحان الصعب للحمية